لغة التعصب الرياضي التي بدت تزاد بشكل لافت، تكاد تغير النظرة الإيجابية عن الرياضة، فبعد أن كانت هي التي تجمع، أصبحت وللأسف الشديد تفرق! كل ذلك بسبب التعصب الممجوج الذي أضحى يُسير الشارع الرياضي بشكل غير مقبول، فلا تكاد تدخل في نقاش (رياضي) مع أحد إلا وترتفع حدة الصوت وتبدأ التهم تكال هنا وهناك، وكأن الأمر أصبح جزءاً من واقع المجتمع، الجميع يعرف ويدرك أن الرياضة هي ترفيه وتنافس راق بعيداً عن كل المشاحنات غير المرغوبة، فهي تعطينا الفرصة لنجتمع في مكان واحد لمشاهدة مباراة كل ناد، نتحمس ونشجع حتى تنتهي المباراة، فتكون الخاتمة تهانٍ وعناق أو تطييب خاطر، والأجمل تناول طعام العشاء معاً بصدر رحب، وبلغة تسامح بين الفائز والمهزوم. أما اليوم فحدث ولا حرج، صغار السن أصبحوا يتناقشون بصوت عال، ويسمع كل واحد منهم الآخر كلاماً لا يليق، والسبب يتحمله بعض مسؤولي الأندية بتصريحاتهم لوسائل الإعلام التي تنقل كل ما يدور من مشاحنات وألفاظ ومهاترات. بعض البرامج الرياضية علامتها التجارية جذب أكبر عدد من المشاهدين كيف..! باستضافة أو طرح قضايا تمس الأندية أو اللاعبين، قد تكون (هامشية) وبالتالي يصبح (بعضها) برامج هوشات وفك وأفك! الرياضة ثقافة وهي انعكاس لثقافة مجتمع، وبكل تأكيد لا يعكس بعض ما يدور في الشارع والأعلام الرياضي ثقافتنا الراقية، الجميع لديه ميول ويعشق لوناً معيناً ويشجع بحدود! لكن أن يطلق لنفسه عنان التنفيس من خلال بعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية فهذا ما لا يرضي أحداً! ولأن هذه القنوات لم تنشأ لهذا. في السابق كان يقال الرياضة هي التي تجمع وتحتضن الكل، لكنها لم تستمر على هذا النهج مع الأسف بسبب بعض المتعصبين رياضياً وإعلاميا. لذا! ومع تزايد هذه الظاهرة أرى أن وزارة التربية والتعليم، من الضروري أن تتدخل في الأخذ بيد النشء ثقافة ومنهجاً ووعياً ومعنى، بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة؛ لأنهم مستقبل هذا الوطن الغالي، ويتأثرون بشكل كبير بما يرونه ويشاهدونه من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، وهم الشريحة الأكبر في متابعة الإعلام الجديد، ومن خلالهم يمكن تغيير المفاهيم الخاطئة، التي انتشرت عن التشجيع والميول الرياضي، وطرائق التعبير عنه، ونحن جميعاً نود رياضة راقية تنافسياً وتسامحاً، ونقول بكل وعي وإدراك للفائز مبروك، ولمن لم يفز حظاً أوفر.