كشف رئيس النادي الأدبي الثقافي في الرياض الدكتور عبدالله الحيدري أن لائحة الأندية الأدبية مرت بعمل مكثف من خلال لجان متخصصة من أدباء ومثقفين، لكنها ليست قرآناً، وكل نظام في الدولة يطرأ عليه بين آونة وأخرى تعديلات وإضافات، موضحًا أن المسودة التي لم تقر ونشرت في بعض الصحف قبل سنوات كانت متميزة، إذ ربطت عضوية النادي العاملة بوجود إنتاج أدبي مطبوع وبحراك ثقافي وكتابي ونشاط متنوّع، ولم تقتصر على المؤهل. اللائحة الحالية أتاحت مجالاً لدخول أشخاص عاديين ليس لهم أي حضور ثقافي أو تجارب أو خبرات، وإنما يكفي أن يحمل مؤهلاً في اللغات، وكنت أتمنى ربط المؤهل بإنتاج أدبي (كتاب واحد على الأقل)، ويمكن وضع استثناء لمن له إنتاج غزير غير مجموع بشرط موافقة مجلس الإدارة على جودته وأهميته. مشيرًا إلى أن وزارة الثقافة والإعلام لديها طموحات عديدة، وأعلنت عن مشروعات كثيرة، ومنها: تطوير المكتبات، وإنشاء المراكز الثقافية التي نفذت في بعض المناطق وبعضها لم ينفذ، وكان معالي الوزير خوجة متحمساً لفكرة المراكز الثقافية، ثم ولدت الآن هيئة الثقافة؛ ولعلها تخطط لتنفيذ أحلام المثقفين وطموحاتهم، ومنها المراكز الثقافية التي أتوقع أنها ستكون بيئة جاذبة. وأكد الحيدري أن الاستقلالية والمرونة التي تتعامل بها وزارة الثقافة والإعلام ميزة مهمة أعطت الأندية الأدبية الفرصة لفعل ثقافي جاد على مدى أكثر من أربعين عاما، والصرف ليس عشوائياً، وإنما من خلال موافقة مجالس الإدارة التي تتحمل مسؤوليتها الكاملة عن مجالات صرف الإعانة. وعن الأهداف والرؤى والآمال التي رسمها المجلس لخدمة المثقفين والأدباء بمنطقة الرياض أوضح الحيدري أن المجلس الحالي هو أول مجلس منتخب في تاريخ النادي، وباشر المجلس أعماله بعد اعتماد معالي وزير الثقافة والإعلام للأسماء في ذي الحجة 1432ه، ثم استقال رئيس المجلس الزميل الدكتور عبدالله الوشمي في المحرم من عام 1434ه، بعدها انتخبت من قبل الزملاء رئيساً لمجلس الإدارة. وكان مجلس الإدارة المنتخب قد رسم خطة في الاجتماعات الأولى برئاسة الدكتور الوشمي، ومن أهمها تشكيل اللجان حسب رؤية إستراتيجية تستهدف تفعيل أعضاء الجمعية العمومية في النادي بوصفهم شركاء في الانتماء إلى هذه المؤسسة، ويجب أن يشاركوا بنسبة عالية في جميع أعمال النادي: في اللجان، وفي التحكيم، وفي المشاركة في النشاط المنبري،وفي إدارة الفعاليات، وفي مجال إصدار الكتب. وتأتي هذه الرؤية؛ إيماناً من المجلس بقدرات أعضاء الجمعية العمومية وخبراتهم، وضرورة الاستفادة من جهودهم وممارسة فعلهم الثقافي في إطار لائحة الأندية الأدبية، وسار النادي في هذا الإطار حتى اليوم. أما الأمور التي تشاورت مع الزملاء في المجلس لتحقيقها وتحققت ولله الحمد فيمكن تلخيصها في نقاط، منها: رسم هويّة موحّدة لإصدارات النادي شكلاً ومضموناً، ورفع مستوى إخراجها وتوزيعها بتفعيل الاتفاقية الموقّعة مع المركز الثقافي العربي ببيروت والدار البيضاء إذ كانت الاتفاقية تفعّل بشكل جزئي لا يحقق الأهداف المرجوة، وكانت تطبع ثلاثة كتب أو نحوها بالشراكة مع المركز، ثم أصبحت كتب النادي بدءاً من عام 1434ه تخرج وتصمّم أغلفتها وتطبع بكاملها في بيروت شراكة مع المركز، وتصل إلى كل المعارض العربية الدولية؛ونقل بعض إصدارات النادي إلى طريقة (برايل) للمكفوفين بالشراكة مع جمعية (كفيف)؛ وحصول ثلاثة كتب من مطبوعات النادي على جوائز. الاهتمام بالمحافظات ومن الجوانب التي تحققت بجهود المجلس الحالي: الاهتمام بالمحافظات وتنميتها ثقافياً، إذ شكّلت لجنة خاصة بالمحافظات وعملت على ترتيب المكاتبات مع إمارة منطقة الرياض ومع وزارة الثقافة والإعلام ومع المحافظين لإنشاء لجان ثقافية في محافظات منطقة الرياض، وأسفرت جهود مجلس الإدارة وجهود اللجنة عن إنشاء لجنتين في محافظة المجمعة عام 1435ه بدعم ومساندة من معالي الشيخ إبراهيم بن شايع الحقيل، وفي محافظة ثادق عام 1436ه بدعم ومساندة من الشيخين: محمد وخالد الماجد، وتعثرت خطانا عن افتتاح المزيد، إذ هناك مكاتبات رسمية تخص لجنتين في الأفلاج ووادي الدواسر ولم تكتمل؛ ولعل المجلس القادم يكمل ما بدأناه. وهناك فعاليات كبرى واتفاقيات أنجزها المجلس الحالي، ومنها: 1 - الاحتفال بمرور أربعين عاماً على تأسيس النادي عام 1435ه برعاية سمو أمير منطقة الرياض، وإصدار أربعة كتب وثائقية ترصد مسيرته ومنجزاته، وهي: لمحات عن تاريخ النادي، وشخصيات من النادي، وإصدارات النادي من الكتب، وفعاليات النادي، وهي كتب قابلة للتطوير وتحديث المعلومات؛ ولعل الزملاء في المجلس القادم يصدرون طبعة ثانية منها في الوقت الذي يرونه مناسباً. 2 - إعادة إصدار نشرة «الأدبية» عام 1433ه بعد انقطاع دام سبع سنوات. 3 - توقيع بعض الاتفاقيات مع بعض الجهات، ومنها: جمعية الدراسات الآثارية ومؤسسة البريد السعودي عام1433ه، وجامعة اليمامة، وجمعية الأدب العربي بمكة عام1434ه، وجمعية كفيف عام 1435ه، وكلية اللغة العربية بالرياض عام1436ه. 4 - توقيع اتفاقية مع أمانة منطقة الرياض لاستضافة النادي في المبنى الحالي لمدة خمس سنوات تبدأ في 1-1-1439ه. أرض للنادي أما العقبات فهي تعثر حصول النادي على أرض مناسبة لبناء مقر دائم له أسوة بالأندية الأدبية الأخرى، وهناك تواصل مع أمانة منطقة الرياض بصدد تخصيص أرض في حي الحمراء بالرياض؛ ولعل النادي يحصل عليها قريباً بإذن الله، وأهيب بالإخوة في الأمانة بضرورة الإسراع في إجراءات التخصيص خدمة لأدباء منطقة الرياض. ونفى الحيدري وجود أي وصاية أو عملية فرض للآراء على أعضاء المجلس، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الإدارة الحالية متجانسة، وتضم خبرات متنوّعة، ففيهم أكاديميون، وشعراء، وقاصون وروائيون، ومعظمهم لهم تجارب وخبرات إعلامية وعلاقات واسعة بالوسط الثقافي، كما يسود اجتماعات المجلس ولله الحمد تفاهم وتقدير متبادل، وبصفته رئيسًا للمجلس ينظّم سير الاجتماعات ويدير دفة الحديث، ولا يسعى لفرض رأي أو فكرة معينة، والقرار بيد أغلبية المجلس، ولا يتدخل إلا عند تساوي الأصوات للترجيح. وبطبيعة الحال فإن وجهات النظر أحياناً قد تختلف بين بعض الأعضاء ولكن يحسم الموضوع دائماً برأي الأغلبية وبالتصويت العلني، ويخرج الجميع من الاجتماع برضا تام ولله الحمد. ليالي الوفاء وحول إقامة أدبي الرياض للعديد من الأنشطة المنبرية والدورات واللقاءات والأنشطة النوعية قال لدينا عدد من اللجان المنبثقة عن مجلس الإدارة، ولكل واحدة خطة وأهداف، وتعقد اجتماعاتها، ثم تعرض المحاضر على مجلس الإدارة لإقرارها، ثم تنفّذ، واللجان هي: النشاط المنبري، والإصدارات، والسرد، والشعر، والشباب، والمحافظات، ومن الفعاليات الناجحة في نظري التي نظّمها المجلس الحالي: ليالي الوفاء التي أقيمت عن بعض الأدباء وهم: د. محمد الدبل ود. محمد بن سعد بن حسين، وإبراهيم الناصر، وراشد الحمدان، ومحمد الفهد العيسى، وسليمان الفليّح، ود. عبدالله العثيمين - رحمهم الله تعالى جميعاً، وندوة «إذاعة الرياض ونصف قرن من العطاء» عام 1434ه، ومسرحية «هاملت اخرج من رأسي! عام 1435ه، واللقاء العلمي عن أول رئيس للنادي الأديب عبدالله بن خميس رحمه الله (بالشراكة مع دارة الملك عبدالعزيز) عام 1435ه، وحفل حملة «وطننا أمانة» تحت رعاية أمير منطقة الرياض في مكتبة الملك عبد العزيز العامة عام 1435ه، والاحتفال بمناسبة مرور40 عاماً على تأسيس النادي (1395-1435ه) تحت رعاية أمير منطقة الرياض عام 1435ه، وندوة «ماجد الشبل: مذيعاً ومثقفا» عام1436ه، ودورة تحقيق المخطوطات، لإبراهيم بن عبدالعزيز اليحيى عام1436ه، وندوة «الأدب في قنواتنا الإعلامية: تجارب وشهادات»،(بالشراكة مع الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي) عام 1437ه، وغيرها من الفعاليات الناجحة التي شهدت حضورا كثيفا وتفاعلا متميزاً، وربما تكون فعالية (الاحتفال بمرور أربعين عاماً على تأسيس النادي) على مدى ثلاثة أيام هي الأضخم والأهم، إذ صدرت متزامنة معها أربعة كتب وثائقية تؤرّخ لمسيرة النادي من (1398-1435ه). قوافل وحقول وعن إطلاق أدبي لعدد من المطبوعات والمجلات التي أثرت الساحة الأدبية والثقافية أوضح الحيدري أنه يصدر عن النادي حالياً مجلتان، ونشرة. والمجلتان هما: قوافل، وتعد من أقدم المجلات التي تصدر عن الأندية الأدبية، وصدر عددها الأول في شوال من عام 1413ه/ أبريل 1993م. وجُعل الإشراف لرئيس النادي آنذاك الشيخ عبدالله بن إدريس، وابتداءً من العدد الثاني صار ابن إدريس رئيساً للتحرير. وفي فترات لاحقة تولى رئاسة تحريرها د. محمد القويفلي، ثم يوسف المحيميد، فسعود السويداء، ثم د. معجب العدواني، ثم د. محمد القسومي (رئيس التحرير الحالي). وقد صدر منها حتى الآن ثلاثة وثلاثون عدداً، وتميزت بعض أعدادها بملفات متخصصة، ومنها: الخطاب النقدي في المملكة (العدد الثاني، 1414ه)، والمرأة والكتابة (العددان: الثالث والرابع،1415ه)، والتجربة القصصيّة المحلية بين الواقع والأفق (العدد الخامس، 1416ه)، وإشكالات الحركة المسرحية في المملكة (العدد السادس،1416ه)، والرواية المحلية (العدد الثامن،1417ه)، وتداخل الأجناس الأدبية (العدد التاسع، 1418ه)، والسيرة الذاتية في الأدب السعودي (العدد الحادي عشر، 1419ه)، والقصة القصيرة جدّا (العدد29، المحرّم1434ه)، والقصيدة القصيرة (العدد30، شوال 1434ه)، والأدب في وسائل التواصل الحديثة (العدد31، شعبان1436ه)، وأدب الأطفال (العدد32 محرم 1437ه). والمجلة الثانية حقول التي تتميّز بأنها محكّمة، وصدر عددها الأول في جمادى الأولى 1425ه/يونيه 2004م، ووصفت بأنها «كتاب دوري يُعنى بثقافة الجزيرة العربية». وقد أشرف عليها رئيس النادي الأسبق الدكتور محمد الربيِّع عامي1425و1426ه، ورأس تحريرها الدكتور سعد بن عبدالرحمن البازعي من العدد الأول وحتى العدد العاشر (ذو القعدة 1431ه/أكتوبر2010م)، ثم أُسندت رئاسة تحريرها إلى الدكتور صالح بن معيض الغامدي، وصدر منها حتى عام 1437ه اثنا عشر عدداً. وأما نشرة (الأدبيّة) فقد صدر عددها الأول في 5-7-1412ه، ووصفت بأنها «نشرة نصف شهرية»، وكتب افتتاحيتها رئيس النادي آنذاك الأستاذ عبدالله بن إدريس، ومن الأسماء التي عملت في النشرة: سليمان الحمّاد، ومحمد منوّر، وعبدالله بن بخيت، وناصر الحزيمي. - وقد توقفت بعد صدور العددين: 62و63 في عام 1426ه/2005م، ثم أقرّ مجلس إدارة النادي عام 1433ه عودتها للصدور من جديد، وصدر العدد 64 في المحرم من عام 1434ه، وتوالى صدور أعدادها، وبلغت حتى عام 1437ه ستة وسبعين عدداً، ويشرف عليها حالياً رئيس النادي، ويتولى التحرير عضو مجلس الإدارة هاني الحجي، ويسانده ثامر العضيلة. حمد الجاسر وحول نجاح لجنة المطبوعات في استقطاب الكتاب والأدباء من الرياض وخارجها لعرض نتاجهم وتعذّر اللجنة عن قبول وطباعة النتاج الآخر كشف الحيدري أنه منذ انطلقت مسيرة النشر في النادي في المحرّم من عام 1399ه بسلسلة «كتاب الشهر»، وفي عام1429ه/2008م أطلق النادي سلسلة «الكتاب الأول» التي تُعنى بالأدباء الشباب من الجنسين، وفيها تفعيل للمادة الرابعة من لائحة الأندية الأدبية التي تتضمن حث الأندية الأدبية على الأخذ بيد الشباب وتشجيعهم واكتشاف مواهبهم، وصدر من هذه السلسة ثلاثون كتاباً، منها ثلاثة كتب صدرت عام 1437ه. ولقد سعى النادي منذ سنوات إلى تطوير مطبوعاته والعناية بها، وعقد شراكات للاستفادة من خبرات الآخرين، ومن أقدم شراكات النادي في مجال نشر الكتب، الشراكة مع دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر ومع صاحبها علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله، ونتج عن هذه الشراكة إصدار النادي عام 1400ه/1980م كتابين تراثيين بإشراف الشيخ حمد الجاسر وعنايته، وهما: أدب الخواص والإيناس، وهما للوزير المغربي، ثم أصدر في العام الذي يليه (1401ه/1981م) كتاباً للشيخ حمد الجاسر في مجلدين، وهو «معجم قبائل المملكة العربية السعودية». أما الشراكة الأبرز والأهم فهي شراكة النادي مع المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء التي بدأت عام 1428ه/2007م إذ أسهمت هذه الشراكة في ارتفاع مستوى الكتب شكلاً ومضموناً، ووصولها إلى أماكن مختلفة في الوطن العربي ولم تعد كتب النادي مقتصرة على التوزيع المحلي، وما زالت هذه الشراكة مستمرة مع المركز حتى اليوم. وبالاطلاع على قائمة إصدارات النادي نلحظ أن معظم أدباء المملكة الكبار لهم حضورهم، وأن الشباب لهم حضورهم أيضاً، بمعنى أن مجلس الإدارة حاول أن يكسب الأدباء والمثقفين المعروفين،ولم يغفل عن الأدباء الشباب. ومن أبرز الأسماء التي نشر لهم النادي كتبا: حمد الجاسر، وعبد الكريم الجهيمان، وحسين سرحان، وعبدالله بن خميس، ومحمد العبودي، وعبدالله بن إدريس، ومنصور الحازمي، وأبو عبدالرحمن ابن عقيل، ومحمد العلي. ومن الشعراء: سعد البواردي، وأحمد الصالح (مسافر)، ومحمد بن سعد الدبل، وأحمد سالم باعُطب، وعبدالله الزيد، وعبدالرحمن العشماوي، وأشجان هندي، وفاطمة القرني، وحمد العسعوس، وعبدالله بن سليم الرشيد، وفيصل أكرم، وإبراهيم الوافي، وغيرهم كثير. ومن الروائيين وكتّاب القصة: حامد دمنهوري، وإبراهيم الناصر الحميدان، وعبدالله باخشوين، وعبدالعزيز مشري، وعلوي الصافي، ومحمد علوان، وصالح الأشقر، وعبدالعزيز الصقعبي، وعبدالحفيظ الشمري، والقائمة تطول. وأما النقاد والباحثون فلهم أيضاً حضور واضح في مطبوعات النادي، وممن اختاروا النادي لنشر كتبهم: سعد البازعي، وسعيد السريحي، ومعجب العدواني، وعبدالله الفيفي، وحسن بن محمد النعمي، وسحمي الهاجري، وعلي الشدوي، وغيرهم. وقد حقّقت بعض الكتب انتشاراً واسعاً، وبعضها حصل على جوائز، أو تُرجم إلى لغات عالمية، ومنها: «حكاية الصبي الذي رأى النوم»لعدي الحربش، وحصل على جائزة كتاب العام سنة 1430ه، و»بداية النص الروائي: مقاربات لآليات تشكّل الدلالة» للدكتور أحمد العدواني الذي حصل على جائزة النادي الأدبي الثقافي بجدة للدراسات الأدبية والنقدية عام 1434ه، والمجموعة القصصية «احتضاري» لمحمد الراشدي التي حصلت على جائزة أبها للإبداع القصصي عام 1435ه، وديوان «لرياح الأخيليّة» لعبدالعزيز العجلان الذي حصل على جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب عام 1436ه، وكتاب «الرواية النسائية السعودية: قراءة في التاريخ والموضوع» لخالد الرفاعي الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية، ومجموعة «رجل لا شرقي ولا غربي «لزينب الخضيري التي ترجمت إلى اللغة الإنجليزية وصدرت عن نادي جازان الأدبي. وتابع: لا شك أن حصول بعض مطبوعات النادي على جوائز أو ترجمتها إلى اللغات الحية يعكس ما وصلت إليه من جودة وعناية واهتمام في الاختيار والصرامة في التحكيم والمتابعة الدقيقة والمراجعة. - وقد بلغت مطبوعات النادي حتى منتصف عام 1437ه 267كتاباً. رفضنا الطباعة لهم واعتذر منهم: أما الاعتذار فأكد الحيدري أن الاعتذار وارد؛ نظراً لاهتمام المجلس باختيار محكمين أكفاء لا يجاملون؛ ولذلك ترفض أعمال عديدة؛ لضعفها أو عدم مناسبتها لسياسة النادي وأهدافه، أو لأن الكتاب لا يضيف شيئا، أو لضخامة العمل وكثرة الصفحات، ونتحاور أحياناً مع من ترفض أعمالهم ونحاول أن نقنعهم بوجهة نظر النادي، وقد نرشح لهم جهات أخرى لنشر كتبهم. ونيابة عن الزملاء في مجلس الإدارة أدعو المؤلفين الجادين من الجنسين للتواصل مع النادي لطبع مؤلفاتهم، ومن أهم الشروط: أن يكون المؤلف أو المبدع سعودياً، وألا تزيد صفحات الكتاب على300 صفحة، وأن يخدم الأدب في المملكة،ونستقبل مسودات الكتب حتى نهاية شهر سبتمبر2016م، ثم يتوقف النادي عن الاستقبال من أكتوبر حتى نهاية شهر مارس القادم 2017م، وجميع المسودات تعرض على لجنة الإصدارات، ثم على مجلس الإدارة، ثم تحال إلى المحكمين، أو ترسل اعتذارات للمؤلفين الذين لم توافق اللجنة أو المجلس على صلاحيتها للإرسال للمحكمين. ووجه الحيدري رسالة لبعض الأندية التي حدث لديها خلل في إدارة الثقافة من خلال غيابها شبه التام عن إقامة المناشط المنبرية والفعاليات الثقافية ودعم الإصدارات وقال: لا أريد أن أضع نفسي حكماً على جهود زملاء أعزاء في الأندية الأدبية الأخرى، ومعظمهم أكبر مني سناً وأكثر خبرة، ولكل ناد نجاحات وإخفاقات، ومنها نادي الرياض، وإذا كان ثمة تقصير في بعض الأندية الأدبية فتفسيره في نظري يعود إلى بعض العوامل، ومنها: القصور الإعلامي في إبراز المناشط والفعاليات، ويمكن أن يكون القصور من إدارة الإعلام في النادي نفسه وليس من وسائل الإعلام، ويمكن أن يكون السبب بعض الخلافات بين أعضاء المجلس في إدارة العمل فهذه تؤثّر وبقوة في التخطيط للفعاليات وتنفيذها، ويمكن أن يكون السبب عدم اختيار رؤساء اللجان المناسبين، وخاصة اللجان الأساسية مثل: النشاط المنبري والإصدارات، وأرى أهمية متابعة مجلس الإدارة للجان وتقويم عملها، وتغيير اللجان بين آونة وأخرى إذا لزم الأمر. وشدد الحيدري على أننا نتعجل النتائج في إطلاق الضعف في وصف دور أعضاء الجمعيات العمومية في المناطق وقال إنها ما زلت في بداية التجربة الانتخابية، وكثير من هذه المصطلحات لم يألفها بعض المثقفين بعد، وبعضهم لم يقرأ اللائحة إلا من خلال مقالات الكتاب في الصحف؛ ولذلك نحتاج وقتاً في نظري كي يعرف بعض أعضاء الجمعية العمومية في الأندية الأدبية حقوقهم وواجباتهم، والمستقبل كفيل بذلك. حفريات القطار والزحام كما أشار إلى أن غياب حضور المثقفين والمهتمين لأنشطة النادي يعود لقطار الرياض وزحمة الشوارع في المنطقة ولانتقاء المثقفين لما يناسبهم من فعاليات رافضًا في الوقت نفسه مقارنة ازدحام المدرجات في الملاعب الرياضية بمدرجات الأندية شبة الخالية وقال: من خلال التجربة، فنحن نرسل رسائل نصية لمعظم مثقفي منطقة الرياض، وكلهم يعلمون تماماً من خلال الرسائل عن كل فعالية ننفذها، ولكن المثقف ينتقي منها ما يروق له، وليس لديه الوقت لحضور كل فعالية تنفذ، ثم إن زحام المدينة وحفريات القطار تحول دون وصول عدد منهم، وهناك فعاليات جاذبة فرضت نفسها وامتلأت القاعة تقريبا، وهناك فعاليات لم يخطط لها بشكل جيد، ولم يحضر إلا عدد قليل مما يصيبنا بوصفنا منظمين بشيء من الإحباط، ولكن لا يمكن أن تتساوى الفعاليات في جودتها وجاذبيتها. وليس من المنطق أن تقارن الأندية الأدبية بالرياضية، فالأولى جمهورها شبه نخبوي، والأخرى عامة ترتبط بالشباب، وهم شريحة عالية النسبة في المجتمع؛ ولكل ذوق، فأنا شخصياً لا تستهويني الرياضة إطلاقاً: لا مشاهدة ولا حضوراً. وأضاف: مقياس نجاح الفعالية من عدمها في نظري يقاس بعدد الحضور، وبعدد المداخلات الموجّهة للمحاضر، وأحياناً قد نلوم أنفسنا عندما يقل العدد فنحاول أن نتعرَّف على السبب، ويمكن أن نعيده إلى قلة شهرة المحاضر، أو أن التوقيت كان غير مناسب، أو أن الموضوع غير جاذب وليس له أهمية، وكل ذلك يُؤخذ بالاهتمام في التخطيط للفعاليات القادمة. رافضاً في الوقت نفسه حصر دور مناشط الأندية الأدبية في الشعر والقصة والرواية التي لا تشكل سوى 60 % من برامج الأندية وتابع: من يقول هذا الكلام فهو بعيد كل البعد عن الأندية الأدبية، إذ هذه فعاليات تشكّل نسبة معينة وقد لا تتجاوز 60 %، ولكنها ليست كل ما تقدمه الأندية الأدبية، وأضرب مثالاً بتجربة النادي الأدبي بالرياض خلال السنوات الأربع الأخيرة فقد قدمت فيه فعاليات عديدة تتجاوز التخصص الأدبي الدقيق الذي أشرت له في سؤالك، ومن الفعاليات التي نفذت: البعد الحضاري للمملكة، والأدب والمواقع الجغرافية، و»في دروب الصحافة وأستديوهات الإذاعة»،ودورة تصوير المنتجات التجارية، والثقافة الحقوقية، وأمسية فوتغرافية، وأزمة الإسكان، والخطاب ووسائل الاتصال الحديثة: فيس بوك وتويتر، ووزارة الصحة: المعوقات والتطلعات، والجريمة في المملكة، ودورة في أساسيات الخط العربي، و»النزاهةمعركة الفساد»، ودورة عن الكتابة للإذاعة والتلفزيون، ودورة عن أساسيات الرسم. وهذه الفعاليات وغيرها مرصودة وموثّقة في كتاب «فعاليات النادي» الصادر عام 1435ه. لن أترشح وكشف الحيدري «للثقافية» عدم نيته للترشح لعضوية مجلس الإدارة القادم في أدبي الرياض وقال: يسألني بعض الزملاء عن الدورة القادمة في الانتخابات، وهل سأترشح لمجلس الإدارة، ولهؤلاء أقول: أشكركم على هذا السؤال، وكنت قد اتخذت القرار منذ عام 1434ه، وهو ألاّ أترشح، وأتيح الفرصة لزملاء آخرين لممارسة إدارة المؤسسة الثقافية وخوض التجربة وتحقيق ما حالت الظروف دون تحقيقه، وفي المقابل فقد جدّدت عضويتي في الجمعية العمومية منتسباً إلى هذا الكيان الغالي معتزاً بالارتباط به، ومقدماً أي خدمة له متى ما طلب المجلس القادم ذلك. كما أوضح الحيدري أنه ليس بنادم على أي قرار اتخذه خلال فترة رئاسته للنادي مختتمًا حديثة للثقافية «بالقول: أحمد الله كثيراً فقد أتيحت لي فرص عديدة للمشاركة في الحركة الثقافية في المملكة، ومنها: عضوية اللجنة العلمية لقاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، وعضوية اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، وعضوية الفريق العلمي في كرسي الأدب السعودي، والعمل نائباً لرئيس مجلس إدارة جمعية الأدب العربي بمكة المكرمة، إضافة إلى عملي بالنادي الأدبي بالرياض في أعمال مختلفة. ولم أشعر بندم على شيء، إذ عملت وفق الظروف التي أتيحت وبذلت الطاقة لتنفيذ ما كلفت به من عمل، وأعتذر عن أي تقصير.