طرح رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين الفريق طيار عبد العزيز الهنيدي، فكرة صندوق لتحسين وضع المتقاعدين والمتقاعدات ترتكز على تبرع كل متقاعد بريالين شهريا لصندوق المتقاعدين من قِبل الأعضاء البالغ عددهم نحو 900 ألف متقاعد ومتقاعدة ليكون العائد أكثر 1.8 مليون ريال شهريا. ودعم رئيس مجلس إدارة الجمعية الفكرة بما تم رفعه للجهات المختصة وتضمنت إقرار علاوة سنوية للمتقاعدين، ووضع حد أدنى لمعاش المتقاعد ب 3000 ريال، ومنح المتقاعدين تخفيضات بنسبة 50% على فواتير الكهرباء والمياه ووسائل الإركاب الجوية والبرية. وحظي الاقتراح بإعجاب وتقدير عدد من المتقاعدين والمتقاعدات وأشادوا بالدور الذي تمارسه الجمعية برئاسة الهنيدي وأعربوا ل «الجزيرة» عن دعمهم للفكرة. تحدث ل «الجزيرة» هاشم البكري وهو متقاعد من قطاع الاتصالات، عن وجوب العمل سويا كمتقاعدين لتحسين أوضاعنا خاصة وأننا ضمن جهود جمعية وطنية فاعلة ونلمس جهودها ومحاولاتها الجادة للتطوير في ظل حكومة تسعى لخير كافة المواطنين وتقدر رجالها ونساءها الذين أسهموا في خدمة هذه البلاد على مدار سنوات طويلة. وأيد البكري فكرة تأسيس صندوق للمتقاعدين، ويرى أن يتم رفع المبلغ الذي يتم خصمه لصالح الصندوق إلى خمسة ريالات، كي يكون المردود أكبر ويكون الصندوق قادرا على تحقيق تطلعات مجلس الجمعية. علاوة سنوية ويرى ياسين حامد معلا مدير وكالة الأنباء السعودية في المدينةالمنورة سابقاً، إيجابية مقترح تأسيس صندوق للمتقاعدين، وقال: «إن هناك إخوة وزملاء تقاعدوا على مراتب متدنية وبرواتب بسيطة ويحتاجون للدعم من خلال زيادة مرتباتهم، ومن يقل دخله الشهري عن 5000 ريال يحتاج بالفعل للدعم». وطالب ياسين بضرورة منح المتقاعد علاوة سنوية لمواجهة أعباء الحياة، مؤيداً في الوقت ذاته ما ذهبت إليه الجمعية في فكرة إنشاء صندوق للمتقاعدين من خلال استقطاع ريالين من المرتب الشهري لصالح الصندوق، وذلك لتنفيذ مشاريع يستفيد منها هذه الفئة من المجتمع، ويمارسون حياتهم بشكل إيجابي لإعادة الثقة إلى نفوسهم. وقال: «حبذا لو يتم الإسراع في تأسيس هذا الصندوق». تهميش مؤسسة التقاعد واختلفت رؤية الدكتور نايف المرواني - وهو متقاعد من القطاع العسكري - مع ما ذهب إليه غيره من المتقاعدين، حيث يرى أن تقديم التبرعات أو إنشاء صندوق خيري لهم فيه تهميش للدور الأسمى لمؤسسات التقاعد والذي يفترض أن يكون ممنهجًا، والإقرار ضمنًا بغياب دورها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أمر التبرع يقتضي آلية عمل، قد يشكل إعدادها عبئًا آخر قد يعطل ولا ينجز. التقاعد المبكر وحمل المرواني التقاعد المبكر مشكلة تدني مستوى رواتب وقدرة المتقاعدين على مواجهة ظروف الحياة، حيث أن عدد المتقاعدين من الجنسين أصبح كبيراً نتيجة للتقاعد المبكر، وتقاعد العسكريين الذي يكون في معظمه في سن أقل من السن النظامية للتقاعد المحددة بستين عامًا، وهو ما يجعل الكثير من المتقاعدين غير مهيئٍ لمرحلة ما بعد التقاعد، وكذلك الانخفاض الملموس في رواتبهم وامتيازاتهم، مما يجعلهم في حال من عدم التوافق مع ظروف المرحلة وما تتطلبه من تعايش نفسي واجتماعي واقتصادي. وأرجع المرواني تدني حالة بعض المتقاعدين وضيق العيش، إلى حصولهم على التقاعد مع استمرار ارتباطهم بقروض بنكية والتزامات مالية متعددة مقابل محدودية الدخل التقاعدي، مما يجعل البعض منهم عرضة للملاحقة القانونية والقضائية. «الحاضر الغائب» ويقول المرواني: «هذا الأمر يضع المتقاعد في خانة المحتاج للمساعدة المالية، دون الاهتمام بالجانب المعنوي الذي لا يقل أهمية عن الجانب المادي، بل يزيد ويبدأ المحسنون في تقديم المساعدة المادية للمتقاعد بنظرة عاطفية، ويأخذ الاهتمام به منحى خيريا على غرار ما تقوم به الجمعيات الخيرية، وتظهر الأصوات والجهات التي تطالب بتقديم المساعدة المادية للمتقاعدين من ذوي الظروف المادية المتعثرة، رغم أن المتقاعد ينتمي لمؤسسة ذات صبغة رسمية حكومية قادرة على الوفاء باحتياجاتهم». ويصف المرواني دور المؤسسة العامة للتقاعد ب «الحاضر الغائب»، حيث اقترنت رعاية المتقاعدين برعاية المسنين، ناهيك عن غياب الامتيازات التي من الضروري أن يتمتع بها المتقاعد والتي منها: التأمين الطبي، خصومات في المواصلات، الحاجة إلى برامج ودراسات تهتم بشؤونهم، الأولوية في الاستفادة من خبراتهم السابقة، إضافة إلى إيجاد نواٍد رياضية وثقافية لهم. الجمعية نشيطة وفي السياق ذاته أشادت السيدة وفاء بنت عبد العزيز الجبلاوي من تعليم البنات في منطقة المدينةالمنورة، بالجمعية الوطنية للمتقاعدين واصفة إياها ب «النشطة»، بل إنها إحدى أبرز جمعيات المجتمع الوطني فعالية في خدماتها وتميز أنشطتها. وقدمت الجبلاوي شكرها لرئيس مجلس إدارة الجمعية الذي يسعى لتوفير آليات تعمل من خلال الجمعية من شأنها الرقي بأوضاع المتقاعدين من الجنسين، مشيدة بمقترح رئيس المجلس بتبرع المتقاعد بريالين من راتبهم لتأسيس صندوق لتنفيذ مشاريع تصب في مصلحة المتقاعد، كما أن المطالبة بعلاوة سنوية للمتقاعدين ومنحهم تخفيضات 50% في عدة مجالات سيكون له أثر إيجابي على المتقاعدين. لماذا لا يستفاد من خبراتنا؟ ونبّه على حميد العوفي - وهو متقاعد من مصلحة المياه - إلى أهمية سعي الجمعية الوطنية للمتقاعدين للاستفادة من قدرات وخبرات المتقاعدين، حيث تعتمد العديد من الدول على خبراتهم الجيدة والمميزة، إضافة إلى امتلاكه للحكمة والقدرة على وزن الأمور والتصرف بلباقة ومنطقية والوصول لحلول مناسبة لمواجهة العقبات والأحداث الطارئة. وأوضح العوفي أن الجمعية تسعى لتفعيل هذا الجانب من خلال موقعها الإلكتروني الذي يمكّن كل متقاعد من التعريف بخبراته ليكون أمام الجهات الراغبة بالاستفادة من هذه الخبرات، مطالبا الجهات الحكومية والخاصة إلى ضرورة التفاعل مع هذا التوجه. وأيّد المتقاعد العوفي مقترح رئيس مجلس إدارة جمعية المتقاعدين بإنشاء صندوق من خلال اقتطاع ريالين من راتب المتقاعد، لكنه أعتبر أن المبلغ المقتطع بسيط جدا، وقال: «أرى أن المبلغ بسيط ولكن أثره سيكون كبير وهام واعتقد أن الجميع مع هذا المقترح الإيجابي».