«هناك قول جميل منسوب لسيدنا علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- (لاتربوا أولادكم كما رباكم آباؤكم فإنهم خُلقوا ل زمان غير زمانكم ).. والآن في زمننا هذا لم تعد نحن من يربي فقط.. أصبحت المدرسة تربي.. والمجتمع يربي.. والأصدقاء ومواقع التواصل...كلها تشترك في العملية التربوية حتى وإن اختلفت المشارب.. والأساليب والمحصلات.. لكن-طمأنتها عن قناعة- أن القيم الأساسية تنبع من البيت بدءا ثم تصاحبه المدرسة في تأصيل تلك القيم.. حتى تقف لكل ما عداها من قيم معاكسة بالمرصاد.. واليوم -والاختبارات أوشكت على الانتهاء- نحصد ما غرسناه نحن الآباء والامهات.. يدا بيد مع المدرسة- البيت التاني- في نفوس هذه البراعم من مبادئ .. من أسلحة.. تقوي نظامهم الدفاعي..ضد فيروسات الاخلاقيات المهزوزة.. وتعطيهم مناعة ضد المفاهيم المرتزقة الدخيلة علينا.. لكن الحقيقة لا نملك الا ان نعترف -طوعا - بأن براعمنا الصغيرة أزهرت وعيا خرج لنا بمحصلات مدهشة- شاهدناها وسمعنا عنها في الداخل والخارج- فرضه انفتاح على عوالم مختلفة ساهمت في توسيع دائرة المعرفة لتتخطى حدود الزمان والمكان والبيئة بكثير.. وأكدت لها وكلي ايمان «انهم بنوا قناعات صحيحة مرتكزة على تلك الغروس التي تشبعوا بها بدءا من البيت.. ودعمت العمود الفقري لمستقبلهن الواعد إن شاء الله» .. اليوم ابنتي وابني وزملاء لهم يقفون على أعتاب مستقبل دون أن نخشى عليهم من فوضى اختيارات.. اليوم يجب أن يكون لدينا تلك الثقة وأن نتلبس ذلك الفخر بفلذاتنا وهم ينطلقون -كل لوجهته- في دروب الحياة وهم يحملون في عقولهم فكرا ناضجا.. وفي قلوبهم إيمانا راسخا.. بنيناه واصلناه... وأملنا أن يثمرعزا لهم ولنا وللوطن.