استأثرت الأخبار الأمنية باهتمام الرأي العام والشارع التونسي خلال اليومين الأخيرين بعد تتالي عمليات الكشف عن خلايا إرهابية تنشط في السر استعداداً للحظة الصفر للمرور إلى مرحلة تنفيذ مخططات إرهابية خطيرة في العاصمة تونس وفي عدد من محافظاتها الداخلية بالإضافة إلى الجريمة المروعة التي هزت العائلات التونسية والطبقة السياسية على حد سواء خاصة وأن الضحية طفل في عمر الزهور لا ذنب له سوى أنه اعترض طريق سفاح. وأعادت جريمة القتل الفظيعة التي راح ضحيتها طفل في الرابعة من عمره على يدي رقيب بالجيش الوطني كان اختطفه صباح أول أمس الثلاثاء من أمام روضة الأطفال التي تحتضن الضحية في إحدى الضواحي السكنية للعاصمة، ثم تولى ذبحه وإخفاءه تحت سرير بيته، إلى دائرة الضوء مسألة تطبيق حكم الإعدام على أكثر المجرمين طغياناً وبطشاً، فيما طالبت منظمات حقوقية بوجوب إلغائها، خاصة وأن السلطة التونسية منذ الثورة أقدمت على تغيير هذه العقوبة بالسجن مدى الحياة بالرغم من بشاعة الجرم واعتراف المجرمين. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية ومنابر القنوات التلفزية بحوارات ساخنة أبطالها ينتمون إلى الشقين المتعارضين بخصوص إقرار عقوبة الإعدام من إلغائها نهائيا، حيث مال أغلب التونسيين إلى وجوب إعادة العمل بهذه العقوبة حتى يكون المجرم عبرة لغيره وحتى نخلص المجتمع التونسي من الشواذ والمرضى النفسانيين الذين يستحيل علاجهم. وفي ذات السياق، ألقت الوحدات الأمنية القبض على 3 عناصر إرهابية بمدينة بن قردان الواقعة في أقصى الجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا ثبت أن لديهم علاقة بآخر عمليتين إرهابيتين، وذلك بعد مداهمة الوحدات الأمنية لمدرسة قرآنية يتحصن الإرهابيون داخلها وحسب المعطيات الأولية فإن العناصر الموقوفة يشتبه في تخطيطها للقيام بعملية إرهابية جديدة ببن قردان. كما تمكنت الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالعاصمة معززة بفرقة التوقي من الإرهاب بالحرس الوطني ببنزرت من حجز أسلحة متنوعة وكمية من الذخيرة بأحد المنازل هناك وإيقاف أحد الشباب المتشدد الذي يتبنى الفكر التكفيري.