قال الشيخ محمد بن ناصر العبودي: إن كلمات الثناء العاطرة التي تلقاها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - على مؤلفاته ورحلاته كان لها الأثر الكبير على نفسه، معربا عن شكره وامتنانه لدارة الملك عبدالعزيز، على اختيار كتابه (معجم وجه الأرض) لنيل «جائزة الملك عبدالعزيز للكتاب» لهذا العام، إذ تناول في كتابه شرح الدلالات اللغوية على ما جمعه من على وجه الأرض من الجبال والآبار والأجواء ونحوها، في المأثورات الشعبية والتعريف بالمظاهر الموجودة في المملكة من الآكام والضراب والأودية والكثبان الرملية والرمال المطردة وشطآن البحر. وأكد الشيخ العبودي في كلمته خلال احتفاء (ثلوثية الدكتور محمد المشوح) به، مساء أمس الأول، بمناسبة تكريمه من خادم الحرمين الشريفين، بعد فوزه بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب، أن المملكة ومن منطلق حرصها على تفقد أحوال المسلمين وتلمس احتياجاتهم، كانت تبعث وفودا لعدد كبير من الدعاة والمشايخ لهذا الغرض، وكان أحد هؤلاء الذين أوفدتهم الدولة لرصد تلك الاحتياجات، مشيرا في هذا الصدد أنه يحمل مذكرة صغيرة خلال جولاته الميدانية يرصد فيها أسماء المدن والشخصيات ورؤساء الجمعيات وابرز المشاهدات، فيما يقوم بتدوينها في المساء خلال تواجده في الفندق وأوقات فراغه قبل عودته للمملكة. وأضاف الشيخ العبودي: إن لديّ 170 كتابا في أدب الرحلات، طبعت منها 134 كتابا، إلى جانب «معجم أسر القصيم» التي بلغت 23 جزءا لأسر بريدة و17 جزءا لمعجم أسر عنيزة، وسيرى النور قريبا معجم أسر الرس، بالإضافه إلى معجم ل(الحيوان) عند العامة وآخر عن (معجم الحيوان الأليف) وهناك معجم ل(الخيل) و(الإبل) في طور الإعداد، منوها بجهود وعناية الدكتور محمد المشوح بمؤلفاته وإنتاجه العلمي. وكانت الأمسية قد بدأت بكلمة الدكتور محمد المشوح، أكد فيها على أن احتفاء الثلوثية بالشيخ محمد العبودي، هو امتداد لتكريم القيادة للعلماء والأدباء في المملكة، لما يمثلونه من قيمة علمية وثقافية وأدبية في المجتمع، لافتا إلى أن العبودي حظي بتكريم واسع من ملوك المملكة، ونال أوسمة من القيادة بصفته أحد رواد العمل الإسلامي والتاريخ والأدب والثقافة، وصاحب تجربة ثرية في خدمة الإسلام والمسلمين، وفي مجال التأليف، وتحقيق الإنجازات العلمية، التي كان من آخرها فوزه بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب. كما شهدت الأمسية عدة مداخلات من الحضور كانت البداية مع حمد الصغير، الذي أشار في حديثه إلى أن العبودي عرف بالجدية في تحصيل المعرفة وطلب العلم على أيدي العلماء والمشايخ، وأثرى المكتبة العربية بالكتب والمؤلفات، ولم يقتصر على المشاهدات فحسب، وإنما أراد أن يقرأ العالم بعاداته وتقاليده. أما الزميل الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، مدير التحرير للشؤون الثقافية بصحيفة (الجزيرة) فقال في مداخلته: إن كل مؤلف وكتاب للشيخ العبودي يستحق الحفاوة والتكريم، إذ اهتم بشؤون المسلمين، ورصد احتياجاتهم في جولاته ورحلاته، وفتح مجلسه بيته أسبوعيا، وهو إلى جانب ذلك يتمتع بالتواضع والبساطة. وفي مداخلة للدكتور عبدالعزيز السدحان، وصف فيها المحتفى به، بابن بطوطة النجدي، معربا عن أمله بموافقة العبودي بكتابة مؤلف عنه تحت هذا اللقب، فيما أشار خالد المانع، في مداخلته أن الشيخ العبودي بعطائه الدعوي والعلمي والممتد لعقود طويلة يستحق نيل جائزة الملك فيصل، حيث قامت الثلثوثية بعد ذلك بعرض (فيلم وثائقي) تناول سيرة الشيخ محمد العبودي ومما جاء فيه : في عام 1345 ه ولد العبودي في بريدة، وألحقه والده في حلقات العلم، وقرأ وهو صغير على يد الشخ صالح الكريديس، فيما تعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ محمد الوهيبي، والتحق فيما بعد على قاضي القصيم الشيخ عمر بن سليم، كما طلب العلم على يد الشيخ صالح الخريصي وصالح السكيتي. وجاء في العرض الوثائقي: لدى الشيخ العبودي رصيد وافر من الكتب والمؤلفات، بعضها تحت الطبع، ومن أبرزها: الأمثال العامية في نجد؛ والمعجم الجغرافي لبلاد القصيم؛ ومعجم أسر بريدة؛ ومعجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة؛ فيما صدر له أول كتاب عام 1384ه بعنوان: في إفريقيا الخضراء؛ الذي ترجم إلى عدة لغات.. فيما نال العبودي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وكرم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته لعام 1324ه بصفته (الشخصية الثقافية) للمهرجان، إلى جانب تكريمه من عدة جمعيات ومؤسسات ثقافية وأدبية باعتباره من رواد التاريخ الوطني.