بدأ الإيرانيون يستشعرون فداحة تورطهم في الوحل السوري الذي زجهم فيه ملالي إيران، فبعد ارتفاع أرقام خسائر الحرس الثوري الإيراني في المعارك الجارية على الأرض السورية، اضطرت وسائل الإعلام الإيرانية وجميعها تخضع لتوجيهات مكاتب التوجيه والدعاية المرتبطة بالمرشد علي خامنئي، وهذه المكاتب أوعزت لوكالات الأنباء الحكومية والصحف الإيرانية بالإعلان عن القتلى الإيرانيين ولكن دون إعطاء الأرقام الحقيقية، وبعد المعارك الخاسرة لعناصر الحرس الثوري التابع لفيلق القدس في قطاع حلب، والتي أسفرت عن خسائر فادحة للعناصر الإيرانية والمليشيات الطائفية التي تحارب معها مثل مليشيات حزب الشيطان اللبنانيين ومليشيات الفاطميين الأفغانية، وذكرت مصادر من داخل معسكرات الحرس الثوري في إيران أن خسائر فيلق القدس في معركة خان طومان بلغت أكثر من 50 ضابطا من الحرس الثوري، وأن عدد القتلى من العناصر المقاتلة من الجنود والمليشيات الأفغانية تجاوز 80 عنصراً، فيما حجبت أعداد قتلى حزب الشيطان اللبناني حزب الملا حسن نصر الله، وتتطابق هذه المعلومات المستقاة من مصادر من داخل الحرس الثوري الإيراني مع ما نشرته وكالة «مهر» الإيرانية الحكومية التي كشفت عن وجود لواء 65 المتكون من القوات الخاصة في الحرس الثوري الإيراني في قطاع حلب، وبالتحديد في منطقة خان طومان. الإيرانيون يصفون ما حصل لهم وللمليشيات الطائفية المتحالفة معهم التي خاضت معارك مع المعارضة الوطنية السورية في منطقة خان طومان بالكارثة أو حسب تعبيرهم ب»مجزرة» لعناصر الحرس الثوري والمليشيات الأفغانية واللبنانية، فبالإضافة إلى مقتل العديد من ضباط الحرس الثوري الذين يدعي الإعلام الإيراني الرسمي بأنهم مستشارون يقدمون النصح لقوات بشار الأسد والمليشيات الطائفية إلا أنهم قادة الفصائل والتشكيلات التي تشن الهجمات وتشارك في القتال، وهو ما كشفت عنه مواقع إيرانية نشرت محادثة عنصر إيراني من الحرس الثوري يؤكد فيها وقوع 83 من القوات الإيرانية «ضباطا وجنودا من اللواء 65 قوات خاصة» أسرى، ويطلب صاحب المكالمة تكثيف القصف المدفعي على المكان الذي يحتجز فيه الأسرى الإيرانيون حتى يتم إطلاقهم ومساعدة القوة الإيرانية على الانسحاب. تزايد الأخبار المتداولة عن خسائر الإيرانيين والمليشيات الطائفية، أدت إلى ظهور تململ وبداية غضب شعبي في الأوساط الإيرانية وخاصة الطبقات الفقيرة وتجمعات اللاجئين الأفغان الذين تشكل القوات المرسلة إلى سورية الأغلبية منهم، وهو ما دفع مكاتب العلاقات العامة في معسكرات الحرس الثوري في المحافظاتالإيرانية التشديد على ضرورة حفظ الهدوء لدعم ما أسموه دعماً لضباط الحرس الثوري في مهامهم الثورية التي وصفوها بمعارك مقاتلي الخطوط المتقدمة لكربلاء. ارتفاع عدد قتلى «المستنقع السوري» الذي تورط فيه نظام ملالي إيران وانتشار المعلومات في الشارع الإيراني الذي أثار الغضب في صفوف الإيرانيين جعل أجهزة الإعلام الإيرانية الرسمية تكشف عن وجود قوات إيرانية عسكرية نظامية من الحرس الثوري تقودهم قيادات وبرتب عسكرية عليا، وهو ما كشفت عنه مراسم العزاء التي أقيمت لعدد من الجنرالات وكبار الضباط في عدد من المدن الإيرانية التي تؤكد مشاركة القيادات الإيرانية العسكرية في قيادة وتوجيه المعارك في محاور ومراكز جبهات القتال والتي كشفت عنها مصادر موثوقة تشمل مقرات القيادة المركزية والجبهة الجنوبية والجبهة الشرقية والجبهة الشمالية وجبهة الساحل التي تشرف وتقود أكثر من 70 ألف عنصر من قوات الحرس الثوري وقطاعات مختارة من الجيش الإيراني فضلاً عن المليشيات الأجنبية الطائفية التابعة لتشكيلات فيلق القدس.