حس مرهف في هندام شيخ بالرغم من هيبته «المشيخيّة»، متيّمٌ في حب وطنه وعشيرته، ومسكون بأزمات أمّته، شخصيّة لا تغادره الكلمة المرحة ولا القصيدة المازحة، يحبكها فصيحة، وينظمها تفعيلةً، ويقولها نبطية، وإن شاءها فتارة قومية، وأخرى وجدانية، وثالثة حميميةً. جمعت بين أسرتينا الجيرة والقربى، والأصولُ والفصول، ورافقتُه عن قرب في بعض محطات الحياة من الابتدائيّة إلى الشورى، مع اعترافه بالأسبقيّة العُمرية ببضع سنوات لصالحي. ** ** العثيمين أستاذ جيل بما أن إدنبرا (عاصمة اسكتلندا) مدينة كبيرة وجميلة، ونحن في مدينة سانت أندروز الصغيرة، كنا كثيراً ما نحل ضيوفاً عليه وعلى زملائه في إجازات الأسبوع، ونسعد بصحبتهم الجميلة. تولى منذ تعيينه بالجامعة بعد إنجازه الدكتوراه بجامعة إدنبرة تدريس تاريخ المملكة بقسم التاريخ، فتولى رئاسة قسم التاريخ، ونظراً لتميزه فقد تم اختياره عضواً بالمجلس العلمي بالجامعة عدداً من السنوات، كما شارك في وضع المناهج والخطط الدراسية في القسم والكلية، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.. وباختصار، هو أستاذ جيل. ** ** العالم الموسوعي لو لم يكن لدى الجزيرة من الكتاب الجيدين غير الدكتور عبدالله الصالح العثيمين وحده لأمكنها الوقوف شامخة بكل فخار واعتزاز .. إنني لم أسعد بشرف المعرفة الشخصية به وإن كنت أعرفه على نحو أعمق من خلال قراءاتي لكل ما يقع تحت يدي من كتبه وشعره ونثره ..بل غرره ودرره!! إنه الكاتب المفكر النابه الذي قد لا يجود الزمان بمثله على مدى زمني طويل هذا عدا كونه أصدر أكثر من 30 مؤلفا تخصصيا وعشرة دوواين شعر ونشر الكثير من البحوث في مجلات ودوريات علمية عديدة وعمل أستاذا جامعيا ورئيسا لقسم التاريخ بجامعة الملك سعود وعضوا في عدد من المجالس الأكاديمية والعلمية المهمة في الجامعة ووزارتي المعارف والتعليم العالي وعمل عضوا في مجلس الشورى السعودي لمدة عشر سنوات وهو عضو في مجلس ادارة مؤسسة الفكر العربي وعضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. ** ** من الرجال الاستثنائيين عبدالله العثيمين رجل علم متعددة أوجه عطائه الفكري والثقافي، أثرى المكتبة العربية بعدد من المؤلفات والترجمات والدواوين الشعرية، وله دوره العلمي والعملي البارز في مختلف المجالات. كما يعتبر عبدالله الصالح العثيمين من الرجال الاستثنائيين؛ فهو مؤرخ وباحث، أثرى الثقافة والفكر بعدد من مؤلفاته التي أجابت عن أسئلة مطروحة أو مثارة حول وقائع وأشخاص ودول.. إذ نقف في مسيرة حياته العلمية والعملية أمام شخصية تفردت بمحطات هامة ثقافية كانت أو إبداعية. ** ** له منهج تاريخي خاص منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي سمعت بالدكتور عبد الله الصالح العثيمين ، الأستاذ في قسم التاريخ بكلية الآداب، بجامعة الملك سعود بالرياض، من زميلي وصديقي الدكتور عادل نجم عبو - رحمها الله - وكان معه يدرس في جامعة ادنبرة باسكوتلنده، وبعد سنوات قليلة، زار العثيمين العراق، وجاء إلى الموصل والتقينا فوجدته أستاذا ومؤرخا قديرا، ومتميزا له منهج خاص في دراسة التاريخ وقراءته وكتابته. وفي أواسط الثمانينات، استضافتني جامعة الملك سعود، وألقيت فيها مجموعة من المحاضرات في تاريخ العرب الحديث، وهناك قابلت العثيمين وكان يعمل آنذاك رئيسا لقسم التاريخ بكلية الآداب، وازدادت معرفتي به وبمنهجه وأطلعني على ما كان يعده من كتب ودراسات.