يجمع المؤرخ الشاعر الدكتور عبدالله العثيمين في شخصيته صفات قيادية منها احترامه للوقت وجديته في العمل وعشقه للنجاحات وكسبه السريع للصداقات لتعدد مشاربه الثقافية وسعة اطلاعه وصدق انتمائه لوطنه وقادته. نال العثيمين ثقة الأمير خالد الفيصل وإخوته فاختاروه أمينا عاما لجائزة الملك فيصل العالمية منذ عام 1407ه. نجح في تعزيز الثقة من خلال العمل الخلاق والعناية بالجائزة عنايته بأهل بيته وتأصيل مفهوم العمل المؤسسي المرتبط بالتخطيط ووضع الأسس ورسم الأهداف وتحديد الأولويات وتقييم أداء كل دورة من دورات الجائزة. العثيمين يعترف بفضل شقيقه الشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين في توجيهه وتحفيزه لطلب العلم. ويؤكد أنه تعلم على يديه اللغة العربية فأتقنها ونال نصيبا وافرا من العلوم الشرعية بحكم اتصاله شبه اليومي بالشيخ محمد رحمه الله. لم تكن مسيرة عبدالله العثيمين رخوة ولم ينل من الشفاعات والعلاقات ما يعبد له الطرقات بل كافح وقاوم وتحدى الظروف وتجاوز الانقطاعات المتتالية عن الدراسة بالتعويض من خلال دراسة مناهج سنتين في عام. اشتغل بالتجارة مبكرا وتنقل بين الكتاتيب وبين المعاهد العلمية ومدارس التعليم العام والتحق بالمعهد العلمي السعودي في مكة منتسبا ليفوز بالترتيب الثاني في امتحان التوجيهية، وبرغم محاولات السفر للقاهرة لدراسة الليسانس بحكم تعلقه بالقومية العربية إلا أن المعوقات كانت أكبر فاختار جامعة الملك سعود. ودرس التاريخ وكان يعمل موظفا في مكتب مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الخويطر ويدرس في ذات الوقت. ونجح بتفوق ليتم ابتعاثه إلى أسكتلندا لدراسة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وإعداد أطروحة عنها وعاد أستاذا في جامعته وباحثا ومشاركا في مناسبات الوطن. (ولد الدكتور عبدالله الصالح العثيمين عام 1355، في عنيزة. تعلم مبادئ القراءة والكتابة في مسقط رأسه، ثم التحق بالتعليم الحكومي سنة 1370، تخرج من قسم التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض سنة 1382. نال شهاداة الدكتوراه من جامعة أدنبرا -اسكتلندا- سنة 1392. كانت أطروحته عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب. عمل عضو هيئة تدريس في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، ثم ترقى إلى درجة أستاذ عام 1402. أمضى في التدريس الجامعي ثمانية وعشرين عاما. اختير عضوا في مجلس الشورى من عام 1420 إلى عام 1430. اختير أمينا عاما لجائزة الملك فيصل العالمية منذ عام 1407. حتى الآن. شارك في لجان وندوات ومحاضرات ومؤتمرات ومجالس علمية متخصصة، وأثرى المكتبة السعودية بعديد من المؤلفات التاريخية والأدبية. عضو هيئة تحرير مجلة الدارة، ورسالة، وحوليات كلية الآداب بجامعة الكويت. أصدر دواوينه الشعرية (عودة الغائب) 1401، (بوح الشباب) 1415، (لا تسلني) 1415، ومن مؤلفاته: الشيخ محمد بن عبدالوهاب تاريخ المملكة العربية السعودية بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة محاضرات وتعليقات في تاريخ المملكة نشأة إمارة آل رشيد العلاقة بين الدولة السعودية الأولى والكويت معارك الملك عبدالعزيز المشهورة لتوحيد المملكة، إلى جانب تحقيقاته وترجماته عن الإنجليزية.