تستقبل مدينة المجمعة اليوم صاحب السمو الملكي الأمير/ فيصل بن بندر بن عبد العزيز -أمير منطقة الرياض- في أول زيارة له لمحافظات منطقة الرياض.. في إشارة لها دلالتها على أهمية هذه المدينة والمحافظة بوجه عام.. فهذه المدينة قاعدة لمنطقة سدير المترامية الأطراف والتي تمتد مابين منطقة الحدود الشمالية ومنطقة القصيم شمالاً ومدينة الرياض جنوباً..وما بين المنطقة الشرقية إلى بلاد الوشم غرباً. وتبعد المجمعة عن مدينة الرياض مسافة 180كيلاً إلى الشمال الغربي.. هذه المدينة حاضرة من حواضر العلم في منطقة نجد على مدى أكثر من ثلاثة قرون مضت.. حيث أنجبت مئات العلماء الذين حملوا العلم الشرعي واللغوي وتولوا القضاء والفتيا والتعليم في العديد من المناطق أيام الدولة السعودية الأولى والثانية وفي هذا العهد الزاهر.. ويكفي أن أحد مشائخ الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب هو الشيخ عبدالله بن سيف؛ أحد أبناء هذه المدينة. وأن أحد علمائها كذلك عينه الإمام عبدالعزيز بن محمد قاضياً في عمان أيام الدولة السعودية الأولى. وعند قيام الدولة السعودية الثالثة التي نعيش في كنفها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وجد في هذه المدينة نهضة علمية بمدارسها العديدة؛ بل وكلية أهلية للشريعة واللغة العربية.. عين الملك من خريجيها عدداً كبيراً قضاة في بلاد الحرمين وعواصم هذه البلاد العزيزة: سليمان بن حمدان قاضياً في مكةالمكرمة، وعبدالعزيز بن صالح في المدينةالمنورة، وحمد بن مزيد في الرياض، وعبدالله بن عتيق في الطائف، وعبدالله بن إسماعيل في أبها، وإبراهيم بن سويح في الحدود الشمالية. وعدد آخر في العديد من البلدان الأخرى. كماحظيت هذه المنطقة بدخول التعليم النظامي مبكراً بافتتاح المدرسة السعودية بالمجمعة عام 1356ه أوردت ذلك كون أمير منطقة الرياض في زيارته هذه للمجمعة سيشرف حفل تخريج دفعة كبيرة من طلاب جامعة المجمعة بكلياتها المختلفة في المجمعة والزلفي والغاط والحوطة ورماح ولمختلف التخصصات. كما أن مبنى المعهد العلمي بالمجمعة هو من أقدم المعاهد في هذه البلاد حيث افتتح عام 1374ه. والمجمعة ذات موقع متميز.. فقد كانت القوافل تمر بها في الماضي متجهة إلى الكويت والعراق، أو قادمة من تلك البلدان.. وهي في الحاضر كذلك ملتقى للعديد من الطرق الدولية.. حيث يمر بها طريق الرياض سدير القصيم المتجه إلى المدينةالمنورة وإلى شمال المملكة. وطريق الكويتمكةالمكرمة. وجار العمل في طريق الجبيلينبع المار بالمجمعة. كما تمر بها سكة حديد الشمال ويوجد بها محطة للركاب تخدم أهالي هذه المحافظة والمحافظات المجاورة. وسيتفقد صاحب السمو أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر هذه المحطة في زيارته المباركة هذه. وتعد المجمعة مدينة ناهضة وذات مستقبل واعد.. فهي المدينة الرئيسة ما بين حفر الباطنوالرياض، ومابين منطقة القصيم وعاصمتنا المحبوبة مدينة الرياض. على مشارفها الجنوبية مدينة سدير للصناعة والأعمال.. التي تعتبر المدينة الثالثة على مستوى المملكة بعد الجبيلوينبع.. وعلى مشارفها الجنوبية الموقع المقرر لكلية الملك فيصل الجوية ومدرجها وملحقاتها فضلاً عن جامعة المجمعة التي تخدم هذه المحافظة الكبرى والمحافظات المجاورة. كما أن هذه المدينة تتربع وسط منطقة زراعية، تمتد في سهولها وعلى أوديتها المنحدرة من جبال طويق، وفي السهول الممتدة في الحمادة حيث المياه الغزيرة.. والمجمعة ذات عراقة تاريخية حيث الآثار الممتدة في عمق التاريخ.. من الآبار والمساجد والمدارس القديمة، والقلاع التي أبرزها قلعة منيخ التي مر عليها الكثير من الأحداث المرتبطة بتاريخ نجد، وبقيام الدولة السعودية بمراحلها الثلاث.. وقد حظيت هذه مدينة الهامة بعدة زيارات من الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مؤسس هذا الكيان الشامخ. إحداها بعد معركة السبلة عام 1347ه.. كما زارها الملك سعود مرتين إحداهما بعد توليه مقاليد الحكم عام 1373ه والثانية عام 1378ه وزارها الملك خالد عام 1401ه مع ولي العهد الملك فهد بن عبدالعزيز، والنائب الثاني الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كما حظيت بزيارات متعددة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض. وذلك عام 1392ه وعام 1401ه وعام 1428ه.. رافقه في بعضها نائبه سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله-. وقام بزيارة المجمعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض سابقاً، ونائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز عام 1434ه. والآن يتشرف أهالي هذه المدينة والمنطقة عموما بهذه الزيارة الميمونة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، فمرحباً به وعلى الرحب والسعة.