العشق والفتنة متلازمة تجمعهما مسألة أصولية وثوابت لا يمكن الحياد عنها، أجمع عليها مجموعة من القدماء المغرمين في العصور الوسطى والمتقدمة تؤكد العلاقة الوثيقة بين الإنسان والمكان وتأثير كل منهما على الآخر، وسأقف عند عصرنا الحالي لأني أمام مثال ملموس وملحوظ يمكن الاستشهاد به في مسألتي هذه والخاصة بالمتلازمة . وعندما يكون الحديث عن العشق والفتنة والعلاقة بينهما فلن أجد عاشقا يمكن الاستشهاد به في هذه المسألة كصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير معشوقته وفاتنته جازان، فهذا المثال الأميري بدأت قصته قبل 15 عاماً عندما أتى إلى معشوقته مستعداً للقاء الأول فوجدها فاتنة، لكنها تحتاج إلى الكثير من البذل والعطاء لمسح آثار زمن الجهد والتعب الظاهر على وجهها الندي، آمن بجمالها وفتنتها وعمل على إعادة نضارتها وإشراقها، اهتم بإبراز معالمها الفاتنة، ولملم الماضي إيماناً بظروفه وأخرجها للحياة، هذه المتلازمة العشق والفتنة لن أجد مثالاً يترجم العلاقة الحقيقية على إعادة الروح والأمل بين العاشق وفتنته كالأمير محمد بن ناصر وعشقه لجازان. من عمل مع الأمير «الناصر» عن قرب يدرك تماماً حجم الجهد الذي كان يبذله ولا زال من أجل جازان، وكيف حولها إلى ميدان يلتهب عملاً وإنجازاً ليتمخض عنه هذا التطور الملفت والمتسارع، فحالة الانبهار التي نلحظها على أي زائر لجازان عندما يصل بين أحضانها تعكس حجم التحول الذي مرت به المنطقة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. نحن لا نريد مديح الأمير هنا لأننا نعلم جيداً بأنه لا يحب ذلك، بل يطلب دائما مده بالمعلومة والنقد المعين على أداء الأمانة بكل إخلاص، هذه المفردة التي لن تجد تعريفا حقيقيا ملموساً لها إلا عندما تبتعد لفترة عن جازان ثم تعود بشوق لها لتلحظ الفرق الواضح بين المتغير والثابت. سمو الأمير ما زالت جازان بحاجة لجهد أكبر فطموح أبنائها كبر وزاد علواً لأنك أنت من أردت ذلك، هكذا كنت تردد: لن نقف عند هذا الإنجاز، نحتاج إلى إنجاز أكبر، فهذه المشروعات ليست حدود أحلامنا وأمنياتنا، وسيحمل المستقبل الكثير بتكاتف الجميع. نحن يدك اليمنى يا سمو الأمير، هكذا يرددها شباب وشابات منطقة جازان، لأنك قلت لهم يوماً ما: أنتم المستقبل وأنتم من سيحمل لواء الإنجاز ومواصلة ما حققه الآباء والأجداد والعمل بكل جد واجتهاد على التطوير، وقبل ذلك الإيمان به كمنهج حياة والحفاظ عليه. أخيراً يا سمو الأمير لا أستغرب كل هذه المحبة لك من أبناء المنطقة فكل محافظة ومركز وهجرة وقرية تركت فيها أثراً تذكر به فتشكر من البسطاء قبل غيرهم ، نعم يا سمو الأمير لمسنا محبة الناس هنا في جازان لك ولعملك ولقربك قبل كل شيء منهم ولينك في تعاملك معهم، فكل الدعوات لك بأن تبقى عوناً وذخراً للمنطقة وأهلها، مستمداً عزمك من توجيهات قيادة حكيمة على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد حفظهم الله جميعاً، والسعي الحثيث لخدمة هذا الدين والوطن، سائلين الله أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها واستقرارها، إنه على كل شيء قدير.