للعشق الظاهر معطيات قد يتسبب الإنسان وهو لما يقضِ بعضها، ليس لصعوبتها وإنما لأن العاشق لا يرضيه إلا تحقيق الحد الأمثل من العطاء .. فكيف العشق للبيت الحرام والكعبة المشرفة التي قال عنهما رب العزة والجلال : { أو لم يروا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم } .وقوله جل شأنه : { وجعلنا البيت مثابة للناس وأمنا } . وفيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أذن الله بالهجرة من مكةالمكرمة للمدينة المنورة وقف بالحزورة وقال : «والله إنك لأحب الأرض إلى الله ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت». ويكفي مكةالمكرمة فخراً قيام الكعبة المشرفة في البيت الحرام وأنها قبلة المسلمين في أنحاء العالم الذي يعيش حياته ليصلِ إلى الكعبة. مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رد في قصيدة أهداها له سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بعنوان «أمير الشعر» وفيها حديث عن العشق الذي ينتاب الإنسان في دنياه .. فجاء رد أمير الشعراء بأروع قصيدة له في معناها ومضمونها . إذ يقول سموه : أحرجتني يا صايغ الدر الثمين وأنا الذي قد قلت للهاجس بدا العشق يبقى له شباب قادرين إذا انتهض شبت بروقه وارعدا أما أنا عشقي ثرى البلد الأمين الموطن الذي أفتخر به وأسعدا معشوقتي أقدس بلاد العالمين مالي سوى خدمة بلادي مقصدا معشوقتي أحبها دنيا ودين والكعبة أجمل ما أشوفه مشهدا حتى ولو شبت وتعدتن السنين حالي ومالي لأجلها وروحي فدا ولي راية ما مثلها شي حتين توحيدها للمقتدي والمقتدى عشت يا سيد العاشقين .. وإننا يا سمو الأمير كلنا عشاق للكعبة، لكنك وأنت المستشار لخادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة والعاشق للكعبة والبيت الحرام نجزم بأنك القادر - بإذن الله - على الإسراع في إنجاز عمران مكةالمكرمة التي هي أحب بقاع الأرض لله، وذلك لتجسيد العشق إلى عمران يبقى مدى الدهر.. السطر الأخير : يوم ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد إمارة مكة بعد فتحها قال له : أتدري على من وليتك ؟ لقد وليتك على خير أهل الأرض.