فيما كانت الوحدات المشتركة للجيش والشرطة تواجه طلقات الرصاص من رشاشات بقايا الجماعات المسلحة التي شنت هجوما ثلاثيا يوم 7 مارس الجاري على مراكز السيادة بمدينة بن قردان الواقعة على الحدود الجنوبية مع الجارة ليبيا، كانت القوات النظامية الأخرى بصدد ملاحقة مجموعة أخرى من المنتمين لتنظيم «داعش» بدوز بالجنوب الغربي للبلاد التونسية غير بعيد عن بنقردان، حيث أحبطت مخططا لإعلان «إمارة داعشية» بالمدينة. وأفادت مصادر مطلعة أنه وبعد حادثة رفع قطعة قماش سوداء ترمز إلى تنظيم داعش الإرهابي، في منطقة زعفران التابعة لمدينة دوز، وبتمشيط الجهة والعمل الاستعلاماتي، تم حصر الشبهة في عنصر سلفيّ تكفيريّ شاب مهنته عامل يومي وهو على علاقة بعنصر سلفي آخر تكفيري يعمل منظفا وإماما لأحد المساجد بالجهة. وبمزيد من التحري تم التوصل إلى وجود خلية تكفيرية نائمة بزعفران تنوي القيام بعمل إرهابيّ، من المرجّح أن يستهدف الوحدات الأمنية والعسكرية، عبر عمليات اغتيالات لقيادات بارزة في الحرس والجيش الوطنيين، كردة فعل على فشل المخطط الإرهابي في بن قردان. وكشفت الأبحاث أن هذه الخلية تضم 13 عنصرا جميعهم مصنفون أمنيا ومن بينهم من هو محلّ تفتيش لفائدة الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب، فضلا عن أن احدهم تم تنصيبه أميرا للخلية. أما في الشمال، فيبدو أن الخلايا النائمة للدواعش بدأت بالتحرك استعدادا لهجومات انتقامية للخسارة الفادحة التي لحقت عناصرها في بنقردان ودوز بالجنوب، حيث عمدت مجموعة إرهابية تتكون من 50 عنصرا ليلة اول امس إلى إطلاق الرصاص على سيارة مواطن رفض التوقف لهم وذلك على مستوى محافظة سليانة ( 130 كلم شمال غرب العاصمة تونس ) وقد تعهدت الوحدات الأمنية بالبحث في الموضوع في انتظار الكشف عن ملابسات الواقعة.