في عملية هي الثانية من نوعها في ظرف ثلاثة أيام فحسب، أقدمت مجموعة مجهولة ليلة أول أمس على تمزيق الراية الوطنية وتركيز راية سوداء ترمز الى احدى التنظيمات الإرهابية فوق مقر إحدى المؤسسات العامة بإحدى مدن محافظة مدنين جنوب شرق العاصمة تونس على الحدود مع الجارة ليبيا غير بعيد عن مدينة بنقردان التي كانت شهدت مواجهات أمنية وعسكرية عنيفة مع مجموعات من العناصر المسلحة المنتمية لتنظيم» داعش» الإرهابي منذ10 أيام. وكانت العملية الأولى سجلت بأحد أرياف مدينة دوز المحاذية لمحافظة مدنين، حيث لاحظ السكان ما فعلته شرذمة من المسلحين تحت جنح الظلام وتولت القوات العسكرية والأمنية القيام بعمليات تمشيط واسعة أفضت الى القبض على الفاعلين الحقيقيين الذين اقروا بجرمهم بعد أن تم اكتشاف مبايعتهم لتنظيم» داعش» وانخراطهم في الأعمال الإرهابية في الجهة. إلى ذلك لا تزال العمليات العسكرية والأمنية متواصلة في مدينة بنقردان وما جاورها لتعقب العناصر المسلحة التي فرت من ساحة القتال منذاكثر من 10 أيام بعد مقتل زعيمها وأكثر من 51 عنصرا من المنتمين الى «داعش» على أيدي الوحدات النظامية التي خسرت هي الأخرى 12 عنصرا فيما استشهد مدنيان احدهما طفلة لا تتجاوز 12 عاما. كما تم الكشف عن اكثر 8 مخازن فوق الأرض وتحتها في البساتين والمناطق الصحراوية تحتوي أطنانا من الأسلحة الثقيلة والخفيفة وحتى المضادة للطائرات الحربية التي اخفاها الإرهابيون لاستعمالها عند سيطرتهم على مدينة بن قردان وإعلانها إمارة اسلامية كما كانوا يتوقعون. وبالتوازي مع نشاطها الكثيف في بن قردان، انتشرت تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة في باقي محافظات البلاد التونسية تحسبا لأية ردة فعل من العصابات المسلحة بعد أن منيت بهزيمة نكراء في بن قردان التي استعادت أمس نشاطها بالكامل حيث فتحت المحلات التجارية والمؤسسات العامة أبوابها أمام السكان الذين تنفسوا الصعداء بعد ان كانوا عاشوا اياما وليالي عصيبة تخللتها اصوات اطلاق النار بين الوحدات الأمنية والعسكرية من جهة وبين عناصر ارهابية متشتتة.