لم تعد تسمية دوري الكبار من وجهة نظري قائمة حالياً.. فالكبار في حال يرثى لها فنياً ولم يعودوا قادرين على تجاوز الصغار الذين يمكن أن نسميهم صغاراً تجاوزاً بعد أن أصبحوا كباراً بأدائهم ونتائجهم أمام فرق تتنافس على الصدارة، لكنها غير قادرة على إقناع أنصارها قبل منافسيها بجدارتها وقدرتها على الصمود أولاً في الصدارة وثانياً الحصول على اللقب.. فتارة يتصدر الهلال ثم الأهلي ثم الهلال فالأهلي لم يصل الاتحاد من بعيد لكنه يسقط ويعجز عن المنافسة الحقيقية وهكذا.. وهذا الواقع هو تعبير حقيقي لحال الكرة السعودية البعيدة جداً عن تحقيق أي إنجاز في ظل المستوى الحالي، وأعني بالإنجاز ما يمكن أن نسميه إنجازاً بالمقاييس السابقة التي كانت عليها كرتنا في وقت مضى.. ** حال الصدارة وفرقها يعكس المستوى المتدني للدوري والمنافسة عموماً وللمعلومية فإن لقاء الهلال بالنصر الماضي جاء متواضعاً جداً جداً وبعيداً عن الطموح من الناحية الفنية والتكتيكية والخططية.. فلولا أن طرفيه هما الهلال والنصر لما تابعه أحد لتتحول الإثارة والمتعة في نظر البعض لخارج الملعب مع ردود الأفعال هنا وهناك حتى أصبح أبطال هذه المهازل مطلوبين خليجياً لإضحاك الآخرين علينا وعلى كرتنا ومنافساتنا.. والحقيقة أنه لا يوجد أي أمل في عودة قريبة لكرتنا للمستوى المأمول وحتى ان تفوقت أنديتنا خليجياً فهي بعيدة جداً عن المنافسة الآسيوية الجادة، ويكفي أن نتابع الدوري المحلي لنعرف مدى الفقر الفني الذي تشهده كل مبارياته وسط غياب تام للفريق المقنع باستثناء فريق كرة قدم نادي التعاون الذي يعد الوحيد الذي يقدم كرة ممتعة وحديثة وتتفق وإمكانات الفريق ولاعبيه.. أمام البقية فهم لا يقدمون ما يمكن أن نطلق عليه كرة القدم في ظل غياب الكفاءات التدريبية الجيدة على الأقل كما هو موجود في دول الجوار الإمارات وقطر واللذين نتفوق عليهم بقدرات لاعبينا فقط. غير أن استمرار هذه الحال من المحال لأن الكرة هي عمل وأداء فني يقلص الفارق بين الجيد وغير الجيد لتنتصر في الأخير الكفاءة الفنية على الموهبة الفطرية. ** أخيراً.. نقول إن بطل دوري هذا الموسم مازال مجهولاً ومن الصعب الجزم أو الرهان على فريق معين في ظل مستويات متذبذبة تقدم هنا وهناك ويبقى أمل الهلاليين الوحيد في قدرات وإمكانات لاعبيهم وتوفيقهم في الفوز على الأهلي في جدة عندما يلتقي الفريقان في المباراة الحاسمة على الصدارة وهذا يعني أن رهان بعض الهلاليين على الاتحاد لايقاف الأهلي في غير محله، وسنتأكد من ذلك بعد نهاية المباراة المقبلة، والتي أرى أن الأهلي سيتجاوزها بسهولة في طريقه نحو الصراع على اللقب أمام الهلال! دوري أبطال آسيا فقد بريقه؟! ** لا أدري لماذا أشعر أن دوري أبطال آسيا فقد بريقه وأهميته لدينا.. فالجولة التي ستنطلق اليوم جولة مهمة وتجمع مواجهات خليجية كانت في يوم من الأيام حديث الجماهير في الخليج طوال الأسبوع، غير انها اليوم باتت أقل اهتماماً ومتابعة وقيمة فنية بالنظر لتواضع مستويات الفرق المنافسة على التأهل خليجياً.. والمرشحة للحصول على البطاقة المؤهلة للنهائي أمام فرق الشرق.. والغريب أيضاً ان الفرق الإيرانية بدورها متواضعة المستوى ولم تعد صاحبة الصيت السابق بعد أن شارك في هذه النسخة فرق ليست جماهيرية كما هما فريقا الاستقلال وبيروزي مثلاً. وكذلك أجدني شخصياً كالمتفرج من بعيد على هذه المباريات وسط حيرة في من يمكن أن يكون الحصان الرابح أو المرشح الأكبر من بين فرق الغرب.. اليوم الهلال سيلاقي الجزيرة الإماراتي، والفريق الإماراتي الشقيق متواضع المستوى بالنظر لما قدمه في الجولتين الماضيتين وفي الدوري المحلي.. وكذلك الاتحاد سيواجه النصر الإماراتي وهو أفضل حالاً من مواطنه الجزيرة بعد فوزه على منافسه الإيراني في الجولة السابقة ودخوله سباق المنافسة. وغداً النصر سيستضيف الخويا القطري وكلا الفريقين في وضع فني سيئ وإن كان الخويا أقل سوءاً من النصر، وهكذا هو حال فرقنا الخليجية في هذه النسخة، وهو ما يجعل البعض لا يعطي هذه البطولة نفس الاهتمام في ظل تواضع سقف التوقعات من قِبل أنديتنا كافة، فجماهيرها ليست واثقة تماماً من قدرتها على المضي قدماً في البطولة، ولذلك تطالب بالدوري لعل وعسى ان ينصلح الحال. لمسات ** أتمنى من العزيز ياسر المسحل الرئيس التنفيذي المكلف لرابطة دوري المحترفين أن يبتعد عن الدخول في قضية احتجاج الاتحاد على القادسية وان يحترم لوائح وأنظمة رابطته التي لا تسمح له بالفصل في مثل هذه القضية وان يعيدها مع الشكر لاتحاد الكرة لعدم الاختصاص!. * * * ** لن ينصلح حال الكرة السعودية حتى تتحول إدارات الأندية إلى محترفة ومتفرغة وتنتقل الأندية إلى القطاع الخاص، أما غير ذلك فلا أمل يلوح في الأفق لتحسن الأحوال. * * * ** بعد إعلان الشبابيين التعاقد مع الكابتن فتحي جبال مدرباً لفريقهم كتبت في هذا المكان مبديا الاستغراب من هذا التعاقد وماذا يتوقع الشبابيون منه بعد فشله في أكثر من محطة؟!.. وضع الشباب اليوم وخسارته أمام التعاون بالأربعة تؤكد ذلك، وللشبابيين أقول «على نفسها جنت براقش». * * * ** بالمناسبة، من أراد أن يغير مدرباً فعليه أن يبحث عن أفضل الأسماء إذا ما أراد النجاح، وإلا فإن الأمر سيكون شبيهاً بتغيير النصر لمدربيه!!.