جرس إنذار قوي دقته الفرق الإيرانية والأوزبكية لتحذير نظيرتها الخليجية المشاركة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم من أن الحصول على بطاقة التأهل إلى الدور الثاني لن يكون سهلا؛ وذلك بعد أن أسقطوهم الواحد تلو الآخر وأحرجوهم هنا وهناك بعيدا عن قاعدة الأفضلية التي يرددها أبناء الخليج بصفة عامة والأندية السعودية على وجه الخصوص. ولعل الاتحاد الفريق الأقوى ترشيحا للمنافسة كان أكبر المتضررين من انطلاقة دوري أبطال آسيا بعد أن سقط بخسارة ثقيلة في أوزبكستان أمام بونيودكور الأوزبكي الذي طعم صفوفه بعناصر مميزة مثل البرازيلي دينلسون إلى جانب مواطنه ريفالدو قائد الفريق. وفجرت الخسارة الثقيلة التي مني بها وصيف بطل آسيا للموسم الماضي الأوضاع الإدارية في النادي إلى جانب أنها أشعلت فتيل الغضب الجماهيري في ظل تفاوت المطالبات والإشارة بأصابع الاتهام؛ حيث إن هناك من حمّل الإدارة المسؤولية، وهناك من رمى باللائمة على عاتق الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني أنزو هيكتور، فيما انتقد آخرون اللاعبين، وصبت فئة جام الغضب على الأطراف الثلاثة الذين وصفوهم بأنهم لم يجيدوا التعامل مع المواجهة بالشكل الصحيح. وعلى الرغم من اختلاف المستوى الفني الذي ظهر به فريق الأهلي جار الاتحاد ومنافسه التقليدي وتقديمه مباراة كبيرة أمام الاستقلال الإيراني إلا أن المحصلة النهائية لم تكن بأحسن حال من فريق الاتحاد؛ حيث خسر على أرضه وبين جمهوره بهدفين مقابل هدف واحد وعانده الحظ كثيرا مثلما عاند الاتحاد من خلال إهدار كل منهما ركلة جزاء كانت كفيلة بتعديل النتيجة، خاصة بالنسبة إلى الفريق الأهلاوي الذي تعرض للهزيمة بهدفين مقابل هدف واحد. وفي الرياض نفذ الشباب بجلده من خسارة كانت شبه مؤكدة بعد أن لحق بالتعادل مع سباهان أصفهان الإيراني ليخرج مقتسما معه نقاط المواجهة في ظل ظهوره بمستوى فني متواضع رسم العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل الفريق في البطولة، على الرغم من منحه العذر من قبل الكثيرين نتيجة الظروف التي يعيشها من نقص عددي بسبب الإصابات وعدم اكتمال الصفوف. وكان الهلال السعودي الحصان الأسود للفرق الخليجية عامة والسعودية خاصة بعد أن واصل عروضه المميزة واقتنص فوزا كبيرا خارج قواعده بإسقاطه السد القطري الذي يقوده فنيا الروماني كوزمين أولاريو الخبير بالشؤون الفنية الهلالية. ونجح الهلال في اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد في طريق البحث عن تحقيق كأس آسيا أولها خطوة بداية قوية، وثانيها عودة نجمه ياسر القحطاني إلى التألق، وثالثها الإثبات للجميع أن الفريق يستطيع أن يقدم أقوى العروض سواء كان على أرضه أو خارجه حتى لو كان ذلك على حساب مدربه السابق. ولم تقتصر ضحايا الفرق الإيرانية والأوزبكية على الفرق السعودية بل امتدت إلى نظيراتها الخليجية خاصة الإماراتية منها التي تساقطوا الواحد تلو الآخر ابتداء من البطل السابق لدوري أبطال آسيا فريق العين الذي اغتاله باختاكور الأوزبكي بهدف سريع على أرضه وبين جماهيره على ملعب خليفة بن زايد بنادي العين دون أن ينجح في تعديل أوضاعه على امتداد 84 دقيقة. فيما كان الأهلي الإماراتي على موعد مع مهرجان من الأهداف بعد أن منيت شباكه بأربعة أهداف من فريق مس كرمان الإيراني مقابل هدفين، فيما سقط الجزيرة على أرضه وبين جماهيره أمام الغرافة القطري بهدفين مقابل هدف واحد، فيما كان الوحدة ضحية لغموض ذوب اهن أصفهان الإيراني بهدف وحيد. ويلاحظ من خلال النتائج غياب الانتصارات الخليجية باستثناء انتصاري الهلال والغرافة اللذين جاءا على حساب فريقين خليجيين أيضا متمثلين في السد القطري والجزيرة الإماراتي مع ملاحظة أن الفريقين المنتصرين حققا الفوز خارج أرضهما. وجعلت البداية المتعثرة للفرق السعودية والخليجية المهمة مضاعفة للحاق بركب الصدارة التي فرض هيمنتها عليها فرق أوزبكستان وإيران؛ حيث يستوجب على الشباب السعودي تجاوز باختاكور الأوزبكي في أوزبكستان الأربعاء المقبل 10 مارس في مواجهة صعبة نسبيا نظرا إلى تفوق باختاكور على العين في الإمارات وبحثه عن مواصلة حصد الانتصارات، فيما يحل العين ضيفا على سباهان الإيراني في المجموعة نفسها (الثالثة). أما الاتحاد السعودي فينتظر زيارة ذوب اهن أصفهان الإيراني وصيف المجموعة الثانية الذي تغلب على الوحدة الإماراتي من خلال المواجهة التي يحتضنها ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة، في الوقت الذي يحاول فيه الوحدة الإماراتي كبح جماح بونيودكور الأوزبكي في الإمارات. وسيكون الأهلي السعودي أيضا أمام اختبار صعب نسبيا حتى إن واجه فريقا خليجيا يعرفه؛ حيث سيحل ضيفا على الغرافة القطري ويسعى جاهدا لتحقيق الانتصار في المجموعة الأولى التي يقف فيها الاستقلال الإيراني منتظرا لزيارة الجزيرة الإماراتي. ويعتبر موقف الهلال الأفضل نسبيا رغم تزايد الضغوط عليه لحصد انتصار جديد يبقيه في صدارة المجموعة الرابعة على حساب مس كرمان الإيراني الذي يلعب في الرياض، فيما يصطدم أبناء الخليج الأهلي الإماراتي والسد القطري على ملعب الأول في مواجهة ربما تحمل الكثير من الندية للبحث عن التعويض.