أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن المملكة العربية السعودية تتجه بخطى واثقة نحو الريادة في أبحاث وتقنية علوم الفضاء، بدعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله-، مشيراً الى توجه المملكة من خلال عدد من المجالات ومنها مجال تقنية الفضاء إلى الاستفادة من مكامن القوة الاقتصادية الأخرى الى جانب النفط». وقال سموه في كلمة ألقاها في « الدورة الثالثة للقمة العالمية للفضاء وصناعة الطيران» التي افتتحت امس في أبو ظبي وكان سموه متحدثا رئيسا فيها: إن رؤية وتوجهات خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله-، كان لها الفضل الأكبر في متابعة مشاركة المملكة في ريادة الفضاء وقيادته عن قرب من خلال بلورته للرؤية التي قدمها الملك فهد بن عبد العزيز- رحمه الله- لتحقيق الاستفادة القصوى من رحلة الفضاء التي شاركت بها المملكة على المكوك ديسكفري العام 1985م وتحويلها من مجرد مشاركة الى انطلاقة لبرنامج التقنية وأبحاث الفضاء واقتصاديات المعرفة. وعدّ مشاركته في رحلة الفضاء التي مضى عليها أكثر من 30 جاءت من دعم رجال عظماء وزعماء وهم الملك فهد والملك عبدالله وكذلك الأمير سلطان بن عبدالعزيز- رحمهم الله-. وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: نتج بعد ذلك تحقيق رؤية وطنية طموحة جاء على رأسها انشاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التي تقود هذه المجالات بتفوق بقيادة سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود الذي كان أحد أعضاء الفريق العلمي لتلك الرحلة الذي كان بقيادة معالي الدكتور محمد السويل». واستذكر سموه في ثنايا كلمته مقابلة سمو الشيخ زايد آل نهيان -رحمه الله- الذي وصفه بصاحب القيم العربية والرؤية الراسخة والمتقدمة التي أنتجت دولة حديثة متقدمة، مبيناً أن العرب ليسوا وحدهم الخاسرين من انشغال المنطقة العربية بمشاكلها الحالية، بل إن العالم برمته هو الخاسر الأكبر لغياب الحضارة العربية والإسلامية، مشدداً على ضرورة استمرار اسهامات العرب في العلوم والتواصل الإنساني مثلما كان دورهم محورياً عبر التاريخ. وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن رحلته للفضاء قبل 30 عاماً كانت قبل نشوء مواقع التواصل الاجتماعي حيث كانت المعلومات غير متوفرة وغير كافية، ولكن الأهم في ذلك الوقت كانت المشاركة في تلك الرحلة التي لم تدفع السعودية مقابلها أية أموال للمشاركة فيها، ولكنها كانت انطلاقة للدخول لعالم الاتصالات الحديثة لتسهيل حياة الناس حتى وصل الفريق العلمي المشارك في تلك الرحلة اليوم الى مرحلة متقدمة في علوم الفضاء. وقال سموه : إن المملكة شجعت وساهمت في نشر الوعي باستخدامات تقنية الأقمار الصناعية في المنطقة حيث إن المملكة العربية السعودية تمتلك اليوم أكثر أنظمة الاتصالات تطوراً في المنطقة، وهي اليوم من أكبر أسواق تقنية الاتصالات، منوها ببرامج ومعاهد الفضاء في المملكة والجهود التي تتبناها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في هذا المجال. وشدد الأمير سلطان بن سلمان في تصريحات صحفية أدلى بها بعد نهاية كلمته على أن دول الخليج ستستمر في بناء مستقبلها عبر الاستثمار العلمي والاستثمار في شباب المنطقة الذين يعتبرون الاساس للبناء والمعرفة والتطوير، مشيرا الى ان أبحاث الفضاء التي تعمل عليها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية جرى رفعها آنذاك الى الأمير سلطان بن عبدالعزيز- رحمه الله- الذي قام بدوره بعرضها على الملك فهد- رحمه الله- وبالتالي تبنتها الدولة لغرض انشاء جيل كامل من المهندسين والخبراء لتصنيع الأقمار الصناعية، مرجعاً ذلك الى دور الدولة التي آمنت بهذه القضية وتنميتها. وحول الوضع العربي العلمي القائم، قال الأمير سلطان بن سلمان :إن الدول العربية تعيش حالة خطيرة، مبينا ان دول الخليج على وجه التحديد تمر في حالة ازدهار في الوقت الحاضر لّأنها بقياداتها واهلها توحدوا وبنوا وحدة مجتمعية بأنفسهم، وحدة قامت على مبدأ اجمع تزدهر وليس على مبدأ فرق تسُد، مشيرا إلى ان مستقبل الإنسانية هو الخاسر أيضا في ان العالم العربي والاسلامي المبدع الذي أوصل الرواد الى الفضاء يعيش معظمه حالة التخلف وعدم الاستقرار. وأكد أن المملكة العربية السعودية بشكل خاص تستثمر في المستقبل بشبابها وتدعم برامج الفضاء بثقل، معربا عن سعادته بأن يرى حلمه بعد 30 عاما قد تحقق. وبعد الجلسة الافتتاحية تجول سمو الأمير سلطان بن سلمان في المعرض المقام على هامش القمة والتقى سموه خلال جولته في المعرض بسمو الشيخ محمد بن زايدآل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما التقى رواد فضاء آخرين كانوا بصحبته في رحلته المكوكية الى الفضاء الى جانب السيد بز الديرن وهو ثاني رجل وطأت قدماه سطح القمر بعد آرم سترونج. ويشارك في الدورة الثالثة للقمة العالمية للفضاء وصناعة الطيران حوالي 1000 من المسؤولين الحكوميين وقادة الصناعة والتنفيذيين في صناعات الفضاء والطيران والدفاع والاتصالات، ويتحدث فيها 100 رائد وعالم فضاء. وتستضيف القمة حوالي 1000 من كبار المسؤولين وأكثر من 140 إعلامياً من 59 دولة لمناقشة أبرز التحديات التي تواجهها المؤسسات العاملة في قطاعات صناعة الطيران والنقل الجوي والفضاء والدفاع.