سأل الزميل يوسف الصلحاني رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبد الله البرقان، في ورشة العمل التي أقيمت الأسبوع الماضي في حائل، عن سر الحملات الإعلامية الموجهة ضده دون سواه، رغم النجاحات التي حققتها اللجنة تحت رئاسته؟ فأشار البرقان إلى أن مصدر هذه الحملة هم مجموعة من الإعلاميين الذين يزاولون بطريقة غير مباشرة السمسرة على اللاعبين، وحينما قررنا منعهم من تحصيل عمولتهم من الأندية كما في السابق ، بدؤوا بشتمي ومحاربتي، مؤكداً أنه لن يهتم بهم ولا بما يكتبون طالما أن أهدافهم معروفة.. وقتها علقت على إجابة الدكتور البرقان، وذكرت أن ما يثار ضده صحيح إنه يستهدفه شخصياً، لكن إفرازاته وآثاره العكسية لا تقف عنده وحده ولا لجنة الاحتراف فحسب، وإنما تمتد وتشمل وتؤثر سلباً على أجواء الكرة ومنافساتها وحتى على المنتخبات، بدليل الضجيج المستمر والجدل المزعج الذي صاحب قضية اللاعب سعيد المولد من الموسم الماضي وحتى يومنا الراهن، لذلك طالبت بأن يكون لاتحاد الكرة موقف حازم يمنع مثل هذه التجاوزات من الإعلاميين المستنفعين، ويقطع الطريق على كل من يبحث عن تحقيق مصالح شخصية، على حساب المصلحة العليا للكرة السعودية.. في الآونة الأخيرة وعلى غرار ما يحدث للبرقان، صرنا نسمع ونقرأ تلميحاً وتصريحاً من إعلاميين بل ومن أعضاء في اتحاد الكرة اتهامات للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد، بالتدخل في قرارات اتحاد الكرة، الغريب أنها دائماً ما تصدر وتكثر بعد أي إخفاق للمنتخبات أو تذمر من قرارات الاتحاد ولجانه، ومثلما قلت عن الآثار السلبية التي أنتجتها الحملات الإعلامية ضد البرقان، وضرورة أن يتصدى لها اتحاد الكرة باعتبارها قضية تضر بعموم الكرة السعودية، فإن المطالبة ذاتها نتوجه بها إلى سمو الرئيس العام، بعد أن تحولت الأمور إلى ما يشبه العبث والتمادي في الاتهام، بلا دليل ولمجرد تبرير الفشل والهروب من تحمل المسؤولية، بالقول إن هنالك تدخلات خارجية أو بتعليق الأخطاء على شماعة طرف خفي، أو باللجوء إلى نظرية المؤامرة، وهذه مجتمعة كفيلة بخلط الأوراق وتأزيم الأجواء، الأمر يجعلنا نطالب الأمير عبد الله بأن يتخلى عن مثاليته، ويضع حداً لهذا اللغط، والإسراع في إجراء تحقيقات تكشف وتثبت صحة هذه الاتهامات من عدمها.. من استمع لكلام عضو اتحاد الكرة سلمان القريني، سيجد أنه ورط نفسه وأدان اتحاد الكرة من حيث لا يدري، في وقت أراد فيه إظهار شجاعته والدفاع عن الاتحاد وتبرئته من كل الأخطاء التي ارتكبها، إذ لا يمكن لعاقل أن يقتنع بأن اتحاد الكرة برئيسه وكل أعضائه ولجانه لا شغل لهم سوى تنفيذ القرارات التي تملى عليهم، وأن دورهم فقط هو التوقيع عليها دون أن يكون لهم أي رأي أو موقف منها، وحتى لو سلمنا بصحة ادعاءات القريني، فهذا يعني أن مجلس اتحاد الكرة ليس جديراً بالثقة حين سمح لنفسه أن يكون صورياً يقبل التدخل في شؤونه والتلاعب بقراراته، وبالتالي كل ما قيل عنه وعن كوارثه وتناقضات لجانه كان صحيحاً، وهنا ولأجل أن نفهم وندرك حقيقة وأبعاد مثل هذه الأطروحات والمواقف المريبة، أستشهد بتغريدة للزميل محمد سليمان الدويش تلخص المسألة برمتها ودوافعها، حيث كتب ما نصه: (ثبت أن خروج سلمان القريني الفضائي كان بالتنسيق مع أحمد عيد والهدف منه رمي فشل اتحاده على تدخل الرئيس العام .. آخر فزعة نصراوية).. لماذا يا مهنا ؟! لم يكن رئيس لجنة الحكام عمر المهنا حكيماً ولا منطقياً ولا حتى منصفاً وهو يعلن تذمره واستياءه من التصريحات التي أعقبت الجولة قبل الماضية، وأنه سيتقدم بشكوى ضدها للجنة الانضباط، وكان يقصد بطريقة غير مباشرة تصريح رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد بعد لقاء الفتح، لم يكن كذلك لأنه لأول مرة يتحدث بهذه الطريقة المحتقنة، وهو الذي صمت وتغاضى عن سلسلة طويلة من الاتهامات والتصريحات المشككة بعمله والجارحة المهينة له وللجنته وحكامه على مدى السنوات الماضية، إضافة إلى أنه صرف الأنظار عن توجيه النقد واللوم للأمير نواف على تصريحه المستغرب منه .. كثيرون نسوا تصريح رئيس الهلال لأنهم وجدوا في كلام المهنا ما يدفعهم إلى التساؤل عن سبب تجاهله للانتقادات الحادة والبيانات العنيفة التي ظلت تتردد وتتكرر، بل وتسيء له وللحكام من معظم الأندية مع كل جولة؟ حتى بدا الأمر وكأنه استهداف منه للهلال بعينه، وهو في تقديري تفسير مقنع ويضع المهنا في دائرة اتهامه بالانتقائية في مواقفه وسوء إدارته للجنته، كما تطور الوضع إلى ما هو أسوأ، وأقصد بذلك أن الهلاليين أصبحوا غير مطمئنين لقرارات واختيارات المهنا للمباريات المهمة والحاسمة المتبقية، سواء في الدوري أو نهائي كأس سمو ولي العهد.. وإن كنت شخصياً أرى أن الهلاليين يبالغون في تخوفهم ويلحقون الضرر بأنفسهم، إذا لم يعترفوا أولاً بأخطائهم ويعالجوا مشاكلهم، بدلاً من الانشغال في هذه المرحلة الحساسة بالحديث عن التحكيم..