على عكس ما حكم فيه رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان وما ظل يؤكد ويراهن عليه في قضية المدافع سعيد المولد جاء قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أصدر للاعب بطاقة دولية مؤقتة تسمح له باللعب لمصلحة نادي فارنزي البرتغالي رامياً خلف ظهره التسعين صفحة التي أرسلت لتبرير عدم إرسال نادي الاتحاد لبطاقة اللاعب الدولية. تفاصيل القضية الطويلة من يومها الأول وحتى إسدال الستار عليها تؤكد بأن اللاعب انتصر في موقفه على الاتحاد السعودي ولجنتي الاحتراف والاستئناف فيه، وقبل ذلك على نادي الاتحاد؛ أقول اللاعب ولا أقول النادي الأهلي؛ لأن الأهلي تعاطى مع القضية بمجرد صدور قرار لجنة الاستئناف في الاتحاد السعودي بطريقة احترافية وبذكاء لافت، اذ ترك اللاعب ومحاميه يدير قضيته قانونياً وإعلامياً، بينما ظل النادي خارج دائرة ضوء القضية. المولد، ومن خلفه الأهلي طبعاً اصطادا أكثر من عصفور بحجر واحد، فالخاسرون في القضية أكثر من طرف، إذ مرت في مساراتها المتشعبة التي ظلت تدخل فيها على مدى عام كامل على أكثر من جهة قبل أن تستقر في أحضان (الفيفا) الذي انتصر في نهاية المطاف للوائحه ولم ينتصر لنفسه ولا للاعب أو النادي الأهلي والنادي البرتغالي من ورائه. أول العصافير التي اصطادها حجر المولد لجنة الاحتراف بقرارها إلزام اللاعب باللعب للاتحاد مخالفة بذلك مقررات (الفيفا) الذي يرفض استعباد اللاعبين، وهو الذي حرر لوائحه من كل صور العبودية وأشكالها، ليصطاد بعده لجنة الاستئناف التي أيدت لجنة الاحتراف في قرارها، كما جاء الحجر في رأس الاتحاد السعودي مباشرة وهو الذي أسقط القضية من محكمة (كاس) الدولية لرفضه النظر فيها والمثول إلى جانب اللاعب، ومعهم أصاب الحجر الدكتور البرقان تحديداً وهو الذي وضع نفسه في كل مسارات القضية موضع الخصم والحكم لذلك بدت الإصابة في مقتل. مشكلة البرقان في غالبية القضايا الاحترافية على الرغم من تميزه ونزاهته أنه لا ينهي مسؤوليته بانتهاء حكمه، أكان صائباً أو خاطئاً، ونعلم أنه بشر وقراراته معرضة للخطأ كما هي معرضة للصواب، فهو يتبنى القضية إلى حد أنه يتحول إلى خصم أمام الخاسر في قراره؛ خصوصاً إذا ما رفض القرار وأحاله إلى الاستئناف، وهو ما حدث تماماً في قضية المولد، وفعلها كذلك في احتجاج الخليج ضد الفتح، وفي مواقف أخرى مشابهة. من تابع تصريحات (دكتور الاحتراف) وتغريداته عبر حسابه في (تويتر) يكاد يشعر أنه محامي نادي الاتحاد، أو أن بينه وبين المولد أو الأهلي قضية شخصية، خصوصاً في طريقة نشره للأخبار، واستباقه للأمور وتهويله للمسائل، أو كما فعل حين غرد محذراً اللاعب وناديه البرتغالي قائلاً "لو ثبت أن المعلومات التي تقدم بها سعيد المولد وناديه البرتغالي مغلوطة فسيترتب على ذلك إيقافات وغرامات بحقهما"، وكل ذلك في وادٍ وطريقة تعاطيه مع استفزازات جماهير الأهلي في (تويتر) في وادٍ آخر. كل ذلك تم في مسارات القضية قبل أن نصل إلى الطامة الكبرى يوم أن أرسلت المذكرة ذات التسعين صفحة ل (الفيفا) والتي حملت إفادة نادي الاتحاد بكل ما فيها من اتهامات صريحة وطعن مباشر وتأليب صريح ضد النادي الأهلي على أوراق الاتحاد السعودي الرسمية، وهو ما أوحى للمتابعين بأن منظومة اتحاد الكرة بقضها وقضيضها كانت ضد نادٍ سعودي، وأي مبرر لذلك أكان بعمد أو جهل أو انتصار للذات!.