طالعت في «الجزيرة» بتاريخ 28 ربيع الآخر1437هجري، ما كتبه الأستاذ محمد آل الشيخ في عموده - شيء من -، تحت عنوان (ابن باز يرد على محرمي الاختلاط)، تمنيت من الكاتب أن لا يضع اسم العلاّمة الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله) في عنوان مقاله بهذا المفهوم العام.. تعجبني مقالاتك يا محمد السياسية والاجتماعية فأنت فيها تتألق وتكتب الحروف الذهبية. أما المقالات الدينية، فإن لك سقطات كثيرة وأصبح جوادك في الكتابة بالأمور الدينية كبواته كثيرة. وعليك أن تراجع نفسك لكي لا يفقد عمودك (شيء ما) أشياء كثيرة ويفقد بريقه. ودع الفرصة لمن يبدعون في هذا المجال من أهل الاختصاص وخصوصاً من يتميزون بالوسطية، وصحيفة الجزيرة تضم الكواكب المتميزة الكثيرة المتألقة من الكتّاب حاملي الشهادات العليا والمخضرمين في هذا الموضوع. وقول الشيخ بن باز في الاختلاط واضح.. وأنت يا عزيزي أخذت بقاعدة {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ ..} فإنّ قول الشيخ في الاختلاط واضح وضوح الشمس. ووجّه ذلك إلى عموم المسلمين ورسالته لا تحتاج إلى اجتهادات، وهي كالتالي: (من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه ويطلع عليه من إخواني المسلمين وفقني الله وإياهم لفعل الطاعات وجنّبني وإياهم البدع والمنكرات. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد: فمن واجب النصح والتذكير أن أنبه على أمر لا ينبغي السكوت عليه بل يجب الحذر منه والابتعاد عنه وهو الاختلاط الحاصل من بعض الجهلة في بعض الأماكن والقرى مع غير المحارم لا يرون بذلك بأساً بحجة أن هذا عادة آبائهم وأجدادهم وأن نياتهم طيبة)، والشيخ رحمه الله حذّر من وجود المرأة بدون محرم. وهو يخالف ما كتبته يدك وفسرته بمفهومك الغريب والعجيب، من جوابه على السؤال الذي ذكرته وجعلت جوابه يوافق ما تريد. ولعل المطلع على مقالك وخصوصاً عنوانه يفهم بأنّ الشيخ (رحمه الله)، قال صراحة إنه لا يرى في الاختلاط محظوراً دينياً، بل ويرد على من يحرم الاختلاط، ويجب عليك أن لا تؤول جواب سماحة الشيخ بأنه يرد على محرمي الاختلاط.. أما مسألة سفر المرأة مع المحرم ودخول الرجال عليها بدون محرم، جاء في الحديث الشريف وهذا الحديث يغني عن الكثير من الكلام، وأنا متأكد بأنّ الأستاذ محمد لا يخفى عليه مثل هذا الحديث، إلا أنه ربما غاب عنه لانشغاله بالكتابة وبالقراءة. (قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إِلا ومعها محرم، فقال رجل: يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج. فقال: اخرج معها») رواه البخاري. ويا أخي محمد تمنيت أن تحترم من يخالفك وتحترم الطرف الثاني وتبتعد عن الكلمات والألفاظ التي تنقص من الرأي الآخر مثل قولك ( المتكلسين)، (والمتشددين)، وإذا كنت ترى أنّ باب سد الذرائع قد ارتفع وأصبح يتجاوز (سور الصين)، كذلك أننا نخاف أن باب سد الذرائع ينخفض ويكون بانخفاض (بحيرة ايدينغ الصينية) وما أجمل وأحلى الوسطية في ذلك، ونحن أمة وسط. قال الله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} والحق يقال أنت في مقالاتك تطالب بذلك، إلا أن تعصبك لبعض المواضيع يخرجك عن ذلك. أسال الله العلى العظيم أن يحفظ العلم الغزير الذي صدر من سماحة الشيخ الوالد ابن باز (رحمه الله) الذي ورثه لنا، ونحن يجب علينا أن نحافظ عليه ونعلمه للأجيال القادمة وأن لا نؤول كلامه بغير مكانه، وأن نعرض ما يحتاج إلى توضيح على طلابه المشهود لهم بالعلم، وأن يحفظ علمه (رحمه الله) من كل تؤول غير صحيح، سواء بقصد أو غير قصد، وأن يجعل ما كتبته ويكتبه الأستاذ محمد فيه تذكير بعض لبعض لما فيه الصلاح لنا جميعاً وللقارئ الكريم، وأن يرحم سماحة الشيخ الوالد ابن باز على ما قدم للأمة الإسلامية. ودمتم.