لقد أثلج صدري ما قرأت في الصحف والمواقع الإخبارية الإلكترونية عن اكتشاف علمي تحقق من خلال فريق المجموعة البحثية للتقنية الحيوية برئاسة أحد أبناء هذا الوطن المعطاء - البروفيسور جمال بن صابر محمد صابر - من جامعة الملك عبدالعزيز - الذين قاموا بإجراء دراسة دقيقة وشاملة Surveillance Study لمراقبة فيروس كورونا متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإبل Camel MERS-Corona Virus، فكما هو معروف أن انتشار هذا النوع من الفيروسات في مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية وإصابة الإنسان به قد أرق الجميع. ولقد استمرت هذه الدراسة لمدة عام وشملت مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية، حيث تم من خلالها الحصول على نتائج مهمة وهي عزل وتعريف عدد 2 من فيروسات كورونا تعتبر جديدة في حد ذاتها. والجدير بالذكر أن الفريق البحثي تمكن أيضاً من التعرف على نوع ثالث من فيروسات كورونا نشأت من الاتحادات الوراثية بين النوعين الجديدين السابقين مما يدل على أن فيروس كورونا يشبه في سلوكه فيروسات الإنفلونزا المستمرة التحور والتطور. ولقد اطلعت على الورقة العلمية التي تم نشرُها في مجلة ساينس Science التي هي بدون أدنى شك تعتبر من أرقى المجلات العلمية المرموقة في مجال العلوم والبحث العلمي وتتميز بنشر كل ما هو جديد وموثق في مجال العلوم في العالم أجمع، حيث ورد في هذا البحث تفاصيل التحاليل الجينومية للفيروسات وكذلك التحاليل الخاصة بالنشوء والتطور لهذه الفيروسات، والتي أثبتت بأنها فيروسات جديدة لم يتم التعرف عليها من قبل، كما خلصت الدراسة إلى إثبات أن الإبل تعتبر الحاضنة الرئيسية لهذه الفيروسات والتي منها تحدث إصابة الإنسان. وبهذا لا يسعني إلا أن أسجل إعجابي بالسبق العلمي الذي توصلوا إليه بهذه الدراسة العلمية الدقيقة التي قاموا بها، والتي بكل تأكيد تصب في مصلحة الوطن، وأهيب بالقطاعات الحكومية التي لها علاقة مباشرة بهذه الدراسة أن تتعاون مع هذا الفريق بجامعة الملك عبدالعزيز وتقديم الدعم اللازم حتى يتمكن هذا الفريق من مواصلة أبحاثه فيما يخص تصنيع اللقاح المضاد لهذه الفيروسات.