في الأسبوع المنصرم بزغت أشعة شمس مؤذنة بفجر جديد للرياضة المدرسية مع قدوم وزير جدير للتعليم، حيث صرح معاليه أنه اعتباراً من النصف الثاني القادم سيكون هناك دوري مدرسي للمرحلة الثانوية، وهذا يعتبر تحولاً في الاهتمام بالتربية الرياضية المدرسية والذي سنسلط الضوء عليه للمرة الثانية، حيث كتبت في هذه الزاوية عنها قبل أسابيع بعنوان ( الرياضة المدرسية والتأثير المفقود )، ولعلّي أختصر الحديث عن الرياضة في البيئة التعليمية بمراحلها العامة والجامعية وأورد ببعض الإضاءات التي شجعنا على طرحها نهج معالي الوزير، الذي أدرك أن جزءاً من تنمية عقول الطلبة يعتمد على صحة أجسادهم ونشاط أبدانهم , وأعلم أن معاليه سيكون سعيداً بهذا الطرح، لأنه يتلمّس أفضل السبل وأقصر الطرق لتوفير بيئة تربوية وتعليمية منتجة , وإن كنا نلتمس ذلك في بداية كل حقبة وحقيبة وزارية تتقدم إلى سيدة الوزارات لأنها وزارة الأجيال القادمة والمستقبل المضيء، ومحققة الأحلام والتطلعات للبلد الكريم وأهله , وما سيرد ليس كل ما يدور في أذهان التربويين والرياضيين، ولكن يكفي من السوار ما طوق المعصم وأتشرف بطرح ما يلي :- أولاً / قبل عدة أشهر وقع سمو الرئيس العام لرعاية الشباب ومعالي وزير التعليم السابق اتفاقية تربوية وتعليمية ورياضية , والمجتمع يتطلع لتفعيل بنود هذه الاتفاقية وأن يراها الآباء والمجتمع واقعاً معاشاً , مع تسليط الضوء على بنودها وماهي خطوات الإنجاز التي وصلت إليها والأولويات التي تراها الجهتان في التنفيذ، وإشراك الإعلام الرياضي بتفاصيل الاتفاقية، لأنه الوسيلة الإيجابية التي توصل الخبر للعامة وعلى مختلف قنواته الجديدة والتقليدية. ثانياً / يتطلع المجتمع الجامعي عامة والرياضي خاصة أن يكون للاتحاد الرياضي للجامعات السعودية دور في تنشيط الرياضة السعودية في مختلف الألعاب، وكذلك إبراز المواهب التي لم تصل للأندية، لعلنا نجد في يوم من الأيام وقد أصبح لاعبو الأندية كلهم يحملون شهادة الجامعة، مثلما نحلم أن يكون المجتمع الرياضي مجتمعاً تربوياً وفيه القدوة الحسنة التي تعين الأسر على تربية الأبناء من واقع التأثير القوي للاعب على النشء . ثالثاً / إشراك القطاع الخاص في رعاية الأنشطة الرياضية المدرسية والجامعية، والاستفادة من رعاية إحدى الشركات للدوري المدرسي، وإعادة طرح البرنامج بعد تقييمه، فالقطاع الخاص يسعى للتواجد في كل الأنشطة والبرامج المجتمعية التي لها مردود إيجابي على المجتمع، أو على إبراز ثقافة المسؤولية الاجتماعية التي أصبحت تتنامى في قطاعات الأعمال بصورة جعلتهم يخصصون جزءاً من الأرباح السنوية لهذا الغرض، بشرط صياغة أهداف واضحة ودقيقة لتلك الرعايات . رابعاً / التوجه السريع والاهتمام الكامل من الوزارة في دراسة العجز في معلمي التربية الرياضية الذي تجاوز في تصريح رسمي أكثر من 4000 معلم، ووضع خطة استراتيجية لا تتجاوز 5 سنوات لسده, والتنسيق مع الجامعات التي بها أقسام للتربية البدنية ودراسة مخرجاتها، بعد أن ضمت لها كافة كليات التربية البدنية, والعمل على إبراز ذلك لخريجي الثانوية العامة وان الوظيفة مضمونة في هذا التخصص خاصة من ليس له رغبة في كليات علمية. خامساً / إطلاق برامج تشجيعية أو حزمة من الحوافز لمن يجمع بين التميز الدراسي والتميز الرياضي من الطلبة، مثل أن يزور أكاديميات عالمية رياضية أو تربوية أو حضور مباريات دولية داخلية أو خارجية، أو استضافة الطلبة المتميزين لمباريات البطولات المحلية وقد يرتب لهم للسلام على راعي الحفل , ويكرموا في الاحتفالات التربوية التي تقوم بها إدارات التعليم أو الوزارة , ويدعوا لحضور تدريبات المنتخبات والأندية وقد يرعى ذلك القطاع الخاص. سادساً / نتطلع لتوقيع اتفاقيات اجتماعية ورياضية مع القطاعات التي تهتم بأمر المجتمع كوزارة الشؤون الاجتماعية والبلدية والقروية، والاستفادة من توجهاتهم وميزانياتهم في خدمة الرياضة، واستخدام ملاعب الأحياء للمدارس المستأجرة، كذلك استثمار التواجد الدائم للإدارات العامة لخدمة المجتمع في العديد من المصالح الحكومية، وعلى رأسها أمانات المناطق والقطاعات شبه الحكومية، كشركة سابك وشركات الاتصالات وشركة الكهرباء وشركة أرامكو والخطوط السعودية . ختاماً ,, للمجتمعات الأخرى لا شك تجارب في الرياضة المدرسية وتفعيلها ولا نرغب أن نكلف على الوزارة في صنع العجلة من جديد، مثلما أننا لا نرغب أن يكون العمل اجتهادياً ومتروك لأستاذ مادة الرياضة أن ينفذه حسبما يراه أو اعتاد عليه، لأن حصة الرياضة المدرسية أصبحت كحصة النشاط أو حصة الفراغ , وقد يمنح أساتذة الرياضة دورات خاصة أو يدعوا لورش عمل مهنية، أو تتولى تدريبهم أكاديميات تعليمية وتربوية ورياضية للخروج بمنتج دقيق، والاستفادة من هذا التوجه , وقد يستفاد من باب المسؤولية الاجتماعية للاعبين أصحاب الأخلاق العالية والتأهيل المعرفي، أن يقوموا بزيارات تحفيز للمدارس الثانوية لكي يتشجعوا ويبذلوا قصارى جهدهم في التميز ولفت الانتباه.