مر عام مباركٌ على البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين وسموّ نائبيه، وفي كل يوم من أيام هذا العام تثبت المملكة للعالم بأنها احتلت مكان الصدارة في جميع المجالات سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، وشواهد ذلك ملموسة جلية أفرحت الصديق المحب وألجمت الحاقد المتربص، في عالم تملؤه القلاقل والفتن والحروب التي رحاها تطحن الشعوب وتحرق مقدرات الأوطان يترجل فارس ويمتطي الصهوة فارسٌ ليكمل المسيرة ويقود الأمة ويعبر بها العباب ويتم ذلك في غضون ساعات، أسعدت الأشقاء والأصدقاء وأذهلت العالم والديمقراطيات المزعومة وهدمت أحلام وخطط أصحاب السوء والمتربصين المترقبين لما سيحدث في هذه اللحظة ولكنها لحظة غيرت الحسابات. من شواهد هذا العام الجود الأبوي الذي أدخل السرور والخير على كل بيت في هذه المملكة المترامية الأطراف والمتمثلة في الأوامر الملكية التي شملت جميع ما يمس حياة المواطن، من شواهد هذا العام عاصفة الحزم التي أعادت للأمة العربية والإسلامية العز والكرامة التي حاول الأعداء سلخها من الأمة وأثبتت بكل مقياس أن المملكة قادرة على التصدي والمبادرة والقيادة وتكوين التحالفات واتخاذ القرار الذي يذهل العالم ويدعوهم لإعادة الحسابات ومراجعة النفس، من شواهد هذا العام الضربات الاستباقية والعمليات الأمنية النوعية لمحاربة المخدرات والإرهاب وإبراز قدراتنا الأمنية القادرة على القضاء على جميع أشكال العنف والتطرف. ومن شواهد هذا العام إبراز المملكة كقوة اقتصادية يُشار إليها بالبنان يتجلى ذلك بصمود الاقتصاد واستمرار التنمية ودعم المشاريع رغم انخفاض أسعار النفط ووصولها لمعدلات غير مسبوقة. من شواهد هذا العام الإثبات للعالم بأننا وطن لا يمكن ابتزازه أو إضعاف عزيمته وأن القرار السيادي بيده لا بيد غيره ولا يمكن أن يُملى عليه وخير دليل على ذلك تنفيذ أحكام الشرع المطهر بحق مرتكبي جرائم الإرهاب، هذه الرسالة التي وصلت للمتربصين لتقول لهم هنا المملكة هنا سلمان هنا وطن وملك وشعب قلبه واحد ورأيه واحد. هذه الشواهد وغيرها الكثير قامت دول وانتهت أُخرى وما كان أن يتحقق لها جزءٌ مما تحقق في عام واحد لهذه المملكة، فلا عجب أن يتحقق ذلك طالما على سُدة البلاد رجلٌ كسلمان الحزم استمد قوته من المولى عز وجل وسخر نفسه لخدمة هذا الوطن وتحقيق الأمن والرفاه لمواطنيه.