هو في العشرينيات من عمره، لكنه يعكس طموح الشباب السعودي، وقدرته على الوصول إلى هدفه، مهما كانت الصعاب، ولم يكن السن ليقف عائقاً أمام الإصرار، والإرادة، لاسيما إذا ارتبطت المهمة ب"الوطن". تربى في بيت"الفروسية"، ونهل من مدرسة"الفارس الكبير"، فكان الصغير سناً، كبيراً في فكره، لم يزده شرف أنه"حفيد الملك"، إلاّ تواضعاً، وسمو أخلاق رفيعة، وتلك صورة من صور بيت عبدالله بن عبدالعزيز. الأمير الفارس عبدالله بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، نجل الأمير متعب بن عبدالله، أحد رجال الفروسية وخبرائها، فكان أن اقتفى الولد أثر أبيه، الذي سار هو الآخر على نهج والده، مؤسس الفروسية في وطن الفروسية والفرسان. عندما تحدث الأمير" الفارس"عبدالله بن متعب، في مؤتمره الصحافي بعد فوزه بالميدالية الذهبية، كنت أتوقف عند كل كلمة يقولها، لم يقل أنا، بل كان يردد نحن، وهي إشارات أراد بها"ولد متعب"، أن يؤكد روح الفريق الواحد، التي لولاها لما تحقق هذا الانجاز الكبير. امتطى صهوة الجواد"أشكر الله"، فامتطى الوطن صهوة المجد في الدورة العربية في القاهرة، وهنا أعجبتني عبارة قالها الفارس الصغير:"الجواد" أشكر الله"الذي شاركت به في هذه الدورة، هو هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان اسمه"أبولكس"، وعندما اتصلت بخادم الحرمين الشريفين، لأشكره على هذه الهدية الغالية، قال، لا تشكرني، بل أشكر الله". يقول الأمير الفارس بعد هذه المكالمة، أطلقت على الجواد اسم"أشكر الله"، وهنا تتجلى فراسة الفارس، الذي التقط كلمة الوالد الكبير، لتكون اسماً لجواده، وهي قبل ذلك وبعده، الشكر للمولى الكريم الذي وقف معه وأعانه، لينتزع الذهب من أمام فرسان لهم خبرتهم ويكبرونه سناً وتجربة. إذاً، ليس غريباً أن يتخرج من بيت عبدالله بن عبدالعزيز، فرسان ورياضيون، فهذا عمه الأمير خالد بن عبدالله، أحد الأسماء الرياضية البارزة في المملكة والعالم العربي، ووالده الأمير متعب بن عبدالله الذي لم تأخذه مسؤولياته الكبيرة بعيداً عن رياضته التي عشقها. وإذا كان الغرب يرفعون لأبطالهم قبعاتهم، فإن ما صنعه"عبدالله الصغير"، يفرض علينا أن نرفع له الشماغ، ونلوح ب"العقال"، لنعبر له عن سعادتنا وشكرنا، وامتناننا، لهذا التمثيل المشرف، داخل الملعب، وهو يفرض"شخصيته"كفارس واثق من نفسه، وما تميز به خارج الملعب من تواضع، وأسلوب حوار، وثقافة عالية. إنني أعترف، بأن ضجيج كرة القدم وسحرها، صرفتنا عن رياضة الفروسية وأبطالها ونجومها، لكنني أسجل هنا اليوم اعترافاً صريحاًً بأن عبدالله بن متعب، الذي سقطت من عينيه دمعة فرح على منصة التتويج، نجح في تحويل بعض اهتماماتي إلى عالم الفروسية الأصيل. وقبل أن أختم هذه المقالة، سأضم صوتي، إلى صوت الفارس المتوج، وأدعو الشركات ورجال الأعمال، والقطاع الخاص، إلى دعم ورعاية هؤلاء الأبطال، وقبل ذلك تكريم هذا الأمير الفارس وزملائه، نظير ما حققوه من تفوق في الدورة العربية، والمساهمة في دعمهم قبل أولمبياد بكين، فهل من مجيب؟ [email protected]