يولي البرنامج الوطني لحماية الطلاب من الانحرافات السلوكية «فطن» التفكير الناقد أهمية كبيرة، بوصفه واحداً من أبرز المهارات الحياتية التي يعمل البرنامج على اكتشافها وتنميتها وسط الطلاب والنشء. ورهن التربوي عبد الله بن نشاء البقمي، تنمية التفكير الناقد للأبناء بمواكبة أولياء الأمور للتقنية الحديثة، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تأهيل المعلم بوصفه أكثر العناصر التي تتحمّل مسؤولية ضعف التفكير لدى الطلاب، وتناول البقمي، المقصود بالتفكير الناقد والسمات التي تميز صاحب هذا النوع من التفكير عن غيره، وإلى أي مدى تتحمَّل المدرسة مسؤولية رعاية الموهوبين في هذا المجال واكتشافهم والمعوقات التي تعرقل نشر ثقافة التفكير الناقد وسط طلاب المدارس، وعرج على المعالجات والحلول التي من شأنها ترقية تفكير الأبناء. وقال البقمي: حسب خبراء دوليين فإن التفكير الناقد هو حكم منظم ذاتيًا يهدف إلى التفسير، والتحليل والتقييم، والاستنتاج، كما يهتم بشرح الاعتبارات المتعلّقة بالأدلة والبراهين والمفاهيم، وأضاف: «للتفكير الناقد أهمية كبيرة في حياة الأفراد عمومًا وفي حياة المتعلمين خصوصًا فبتطبيقه وإجادته نكتسب الكثير من المهارات الاجتماعية والتعليمية التي تؤدي إلى فهم أعمق للمحتوى المعرفي المتعلم، وتقود المتعلم إلى الاستقلالية في تفكيره وتحرره من التبعية والتمحور حول الذات، كما تعمل على تشجيع روح التساؤل والبحث وعدم التسليم بالحقائق دون تحر كاف، وتجعل من الخبرات المدرسية ذات معنى وتعزِّز من سعي المتعلّم لتطبيقها وممارستها، وترفع من المستوى التحصيلي للمتعلم، إضافة إلى أنها تجعل المتعلم أكثر إيجابية وتفاعلاً ومشاركة في عملية التعلم، وتزيد من ثقته في نفسه وترفع من مستوى تقديره لذاته». وزاد: «للمفكر الناقد على وجه الخصوص سمات تميزه عن غيره منها: القدرة على توجيه الأسئلة وثيقة الصلة بالموضوعات التي تتم معالجتها أو القضايا التي يتم البحث فيها، وإصدار الأحكام على ما يتم سماعه أو قراءته من بيانات أو مجادلات، واكتشاف الحلول الجديدة للمشكلات التي يواجهها هو أو غيره، والاعتراف بجوانب النقص في الفهم والاستيعاب أو المعلومات اللازمة، كما تكون لديه الرغبة في تفحص المعتقدات والمسلمات والآراء والتأكد من إسنادها جميعًا إلى الحقائق والأدلة الواقعية، وهو متفتح الذهن للأفكار الجديدة، يتوخى الدقة في تعبيراته اللفظية وغير اللفظية، ويعرف إن لدى الناس أفكارًا مختلفة حول معاني المفردات». وشدد على دور الأسرة في تنمية التفكير الناقد لدى الأبناء, فالأسرة في هذا العصر لم يُعد مقبولاً منها أن تنشئ أبناءها تنشئة رتيبة, مبنية على ثقافة الماضي. وواجبها اليوم هو التأقلم مع سرعة العصر التقني.