يتعرض الرياضيون عامة ولاعبو كرة القدم على وجه الخصوص، لإصابات متنوعة، منها ما هو قوي، ويتسبب في إبعاد اللاعب عن ممارسة الركض في الملاعب مدة طويلة، خصوصا إذا ما استدعى الأمر تدخلاً جراحياً، ومنها ما يكون طفيفاً ولا يحتاج إلا للعلاج والراحة، ومنها ما هو خفيف جداً وعلاجه هو الراحة فقط. غير أن إصابات «عضلات البطن» هي الأكثر شيوعا، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ أو نسمع أن لاعباً غاب عن مران فريقه بسبب تعرضه لإصابة في عضلات البطن. وقد تسببت إصابات عضلة البطن في إنهاء مسيرة عدد من اللاعبين يتقدمهم الكابتن صالح النعيمة الذي أجبرته على الاعتزال قبل موعده الفعلي، وكذلك ياسر القحطاني وأحمد عطيف اللذان خضع كل منهما للجراحة في ألمانيا، إضافة إلى سالم الدوسري ونواف العابد وآخرون أبعدتهم عضلات البطن فترات متفاوتة. الدكتور مبارك المطوع نائب رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي ورئيس لجنة التعليم والتدريب بالاتحاد، وعضو الجهاز الطبي للمنتخب الوطني الأول سابقا تحدث ل»الجزيرة» عن إصابات عضلات البطن: ماهيتها.. أنواعها.. أسبابها.. علاجها.. حيث أشار إلى أن إصابات البطن لدى اللاعبين تنقسم إلى أنواع عدة، ولكل نوع أسبابه وعلاجه، وشدد على أن هناك 3 إصابات هي الأكثر تكرارا. التهاب عظم العانة المزمن هذه الإصابة تصيب الجزء الأمامي من عظم الحوض الذي يكون جزءا غضروفيا يرتبط بالجزء العظمي بأربطة قوية جدا، وأي ضرر في هذا الجزء يعني قلة حركة في هذا المفصل الحيوي. وعن أعراض هذه الإصابة يقول الدكتور المطوع: يشعر المصاب بها بألم قوي بمجرد الحركة، ويتدرج الألم حسب نوع الإصابة، إلى جانب آلام قوية بمجرد لمس المنطقة. أما العلاج فإن الراحة التامة قد تفي بالغرض وقد يكون بأخذ مسكنات للألم مع علاج طبيعي، وإن فشلت الراحة والمسكنات يتم استخدم إبرة موضعية أحيانا ومن ثم إعادة تأهيل في الإصابة الشديدة، وقد تصبح الإصابة مزمنة فيتكلس المفصل ويتليف ويحتاج إلى تدخل جراحي لعلاج هذه التكلسات. الفتاق الرياضي وهو عبارة عن فتق في أسفل عضلات البطن بسبب قطع وتمزق في أنسجة العضلة المحيطة بالمنطقة.. هذه المنطقة مكونة من عضلات مساندة حركية ونهايات عضلية وأعصاب وظيفتها خلق توازن لعظم الحوض، وإعطاء مرونة لسهولة الحركة، هذه المنطقة بعضلاتها معرضة لتقلص عضلي وضرر في العضلة وأنسجتها ومعرضة للفتق. أما أعراض الفتاق الرياضي، فهي ألم قوي في منطقة الإصابة يتدرج حسب نوعها، وورم في المنطقة المصابة، وزيادة في حجم الكتلة عند الكحة أو زيادة ضغط البطن. وعن العلاج فقد أشار المطوع إلى أنه لا بد من تدخل جراحي لغرض ترقيع المنطقة، وسيغيب اللاعب بسببها عن الملاعب 3 أسابيع فقط، كونها عملية. آلام العضلة الضامة انتشرت في الآونة الأخيرة إصابة العضلة الضامة والكثير لا يعرف ما هي هذه الإصابة.. العضلة الضامة هي العضلة الموجودة من الجهة الداخلية للحوض وتعني كلمة «ضامة»؛ أي العضلة المسؤولة التي تضم الفخذين مع الحوض للداخل، ويعد التشخيص الخاطئ سببا رئيسا في انتشار هذه الإصابة. ويضيف الدكتور مبارك: تتشابه إصابة العضلة الضامة مع إصابات أخرى مثل الدوالي، حيث يعتقد البعض أنها صفاق أيضاً، لذلك فإن خبرة الطبيب الرياضي أو أخصائي العلاج الطبيعي المختص بالإصابات الرياضية وكذلك الأشعة الصوتية هي التي تحدد هذه الإصابة وتشخيصها. ووظيفة العضلة هي إعادة الفخذ وضمه إلى منتصف الجسم وتعرف هذه العملية بالضم خلال المشي الاعتيادي؛ إذ تعمل العضلة على ضم الفخذ المتأرجح إلى منتصف الجسم للمحافظة على التوازن، وبما أن ممارسة الرياضة كلعب كرة القدم أو أي رياضة أخرى تتطلب تغيير الاتجاه بسرعة، فيكون استخدام العضلة بشكل كبير جداً. وتمزق العضلة الضامة يحدث خلال عملية تغيير الاتجاه بسرعة أو القيام بجهد مستمر ولفترة طويلة كالركض ضد المقاومة وهذا ما يحدث عند ركض اللاعب بالكرة، حيث يكون هنالك جهد كبير على العضلة، مما يؤدي إلى تمزقها. أنواع الإصابات (البسيط) عبارة عن شد بسيط في العضلات بدون تمزق في أوتار العضلة أو أنسجتها ولا يوجد فقدان لقوة العضلات، ويحتاج من أسبوع إلى 10 أيام مع العلاج ليشفى تماما. (المتوسط) قطع في الألياف العضلية وفي أوتار العضلة في نقطة التقاء العضلات بعظم الفخذ والحوض، ويوجد فقدان جزئي لقوة المفصل ويحتاج من 10 أيام إلى 6 أسابيع. (الشديد) تمزق تام في الألياف العضلية والأوتار التي تربط العضلات بالعظام، وهذه الإصابة تحتاج إلى تداخل جراحي ويبتعد اللاعب خلالها مجبرا عن الملاعب من 6 إلى 10 أسابيع. الحصيلة أكثر أسباب إصابات عضلات البطن هو اللعب بدون تسخين، وأيضاً فتح القدم مسافة وبسرعة قد تحدث له تمزق فيها، إلى جانب ضعف العضلات أساسا. كذلك لدينا أمر مهم وهو «الطقس الحار» فهو يزيد من التعرض للإصابة بها، فمع الجهد والجري والسخونة ينزل «كيس الصفن» للأسفل مع الشرايين فتتعرض للإصابة.