استكمالا للحديث عن أنواع الشكوى في أجزاء الجسم والهيكل العظمي للطلبة العسكريين بعد بدئهم للتمارين العسكرية. وفي كثير من هؤلاء الطلبة تكون الإصابات والشكوى التي يعانون منها حقيقية وواقعية وتنتج عن شدة التمارين العسكرية والتمارين الرياضية التي يتلقونها في الكليات العسكرية وكذلك نتيجة عدم وجود هيكل عظمي قوي لدى الكثير منهم وكذلك نقص في اللياقة البدنية لدى الكثير منهم مما يجعلهم عرضة لمختلف أنواع الآلام والإصابات بعد تلقيهم تلك التدريبات المكثفة. وقد ذكرنا بعضا من أهم هذه الإصابات ونوعيتها وكيفية حدوثها والأسباب الكامنة ورائها ومنها آلام الكعب والكاحل والتهاب العقب وكسور الإجهاد في عظمة الساق وآلام وإصابات الركبتين واستكمالا للمشاكل هناك ايضا : التهاب وتمزق عضلات الفخذ ومنطقة العانة العضلات التي تحيط بعظمة الفخذ تبدأ من عظام الحوض الموجودة في منطقة العانة وفي منطقة الورك ثم تمر لتغلف عظمة الفخذ وتنتهي في المنطقة المحيطة بالركبة وخصوصاً خلف الركبة. هذه العضلات تعمل بقوة وبشدة أثناء التمرينات العسكرية وأثناء الركض ولذلك فهي دائماً ماتكون عرضة للتمزق أو للالتهابات مما يسبب آلاماً في منطقة ما خلف الركبة أو في منطقة العانة المعروفة عند العامة بمنطقة الصفاق. هذه الآلام تختلف في حدتها فهي قد تكون آلاماً بسيطة ومزمنة وتظهر فقط مع الحركة والتمرينات الشديدة. أو قد تكون آلاماً شديدة عندما تكون نتيجة تمزق في هذه العضلات مما يؤدي إلى عدم القدرة على المشي بسهولة وعدم القدرة على القيام بالتمرينات العسكرية وإلى آلام شديدة عند تحريك هذه العضلات. وعادةً ما يتم التشخيص بعد الفحص السريري الذي يبين وجود آلام في منطقة العضلة المريضة وتحدد في حركة المفصل المحيط بالعضلة. وبالنسبة للعلاج فهو يتكون من أخذ قسط من الراحة لبضعة أيام وتناول الأدوية المضادة لالتهابات العضلات والأدوية المرخية للعضلات والأدوية المسكنة. كما أن جلسات العلاج الطبيعي والكمادات الباردة ثم الدافئة تساعد على تقليل حدة الآلام. وبعد ذلك يجب عمل برنامج إطالة لهذه العضلات وتقوية لها لكي تتمكن من تحمل الضغوط الناتجة عن التمرينات الرياضية. والطريقة المثلى لتفادي هذه الإصابات عند الطالب المستجد هي أن يبدأ بعملية الإطالة والإحماء وتقوية العضلات قبل بضعة أشهر من التحاقه بالكلية العسكرية حتى يضمن أن تكون عضلاته في أفضل حالة ولا تتعرض لمثل هذه الإصابات التي ذكرناها سابقاً. آلام ومشاكل أسفل الظهر وهذه أيضاً من المشاكل الشائعة بين الطلبة المستجدين وهي قد تكون على شكل آلام بسيطة في منطقة أسفل الظهر أو قد تكون على شكل آلام مبرحة تمتد للفخذين والساقين. وهذه الآلام قد يكون مصدرها العضلات المحيطة بأسفل الظهر والتي منطقة أسفل الظهر بالحوض أو قد تكون ناتجة عن إجهاد في المفاصل الصغيرة التي تقع في الفقرات القطنية وكذلك في الغضاريف التي تصل هذه الفقرات بعضها ببعض. وعادة ما يشتكي الطالب من هذه الآلام خصوصاً عند المشي والركض والانحناء ورفع الأثقال. وقد تستمر لبضعة أيام أو لبضعة أسابيع حسب شدة الحالة. ويتم تشخيص السبب بعد الفحص السريري وفي بعض الحالات قد يتم اللجوء إلى عمل أشعات سينية أو أشعة رنين مغناطيسي لأسفل الظهر. وإذا كانت الآلام نتيجة إجهاد وشد في عضلات الظهر فقط فإن العلاج يكون عن طريق أخذ قسط من الراحة وتناول الأدوية المسكنة للآلام والمرخية للعضلات والأدوية المضادة للالتهابات العضلات. كما يمكن عمل جلسات علاج طبيعي لتخفيف الآلام وارتخاء العضلات ولتقوية عضلات الظهر. ويمكن عمل تقوية لعضلات الظهر وكذلك يمكن استخدام بعض الأحزمة الطبية التي تشد وتقوي منطقة أسفل الظهر عند عمل التمرينات الرياضية. أما في حالة وجود مشكلة أخرى مثل الانزلاق الغضروفي أو كسور الفقرات الاجهادية فإن ذلك يتطلب علاجاً من نوع آخر وقد يستلزم حذف الفصل الدراسي ولبس حزام طبي من نوع آخر لبضعة أشهر أو قد يسلتزم التدخل الجراحي في بعض الحالات. والنصائح المهمة للوقاية من مشاكل أسفل الظهر لدى الطلبة المستجدين في الكليات العسكرية هي محاولة تفادي العادات الخاطئة عند الجلوس والوقوف والانحناء ورفع الأثقال. كذلك يجب عمل برنامج رياضي لتقوية عضلات البطن وأسفل الظهر قبل الدخول إلى الكلية العسكرية لبضعة أشهر. كما أن المحافظة على لياقة الجسم والوزن المثالي كلها تساعد على تفادي هذه الآلام بإذن الله. تمزق والتهابات عضلات الكتف وهذه أيضاً من الإصابات التي قد يتعرض لها هؤلاء الطلبة نتيجة تمرينات المتكررة والتي تتطلب استخدام الذراعيين لفترات طويلة مما ينتج عنه حدوث إلتهاب في الأوتار التي تحيط بالكتف وتوفر الحركة والدعم له. وعادةً ماتظهر هذه الآلام على شكل نغزات في منطقة رأس الكتف تزداد مع استخدام الكتف كذلك تزداد عند تناول والتقاط الأشياء في مستوى ما فوق الرأس أو عند النوم على الكتف المريض. ويتم التشخيص بالفحص السريري وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى عمل أشعات متخصصة. أما بالنسبة للعلاج فهو يتكون من محاولة أخذ قسط من الراحة وتجنب الحركات التي تزيد من الألم ويجب تناول الأدوية المضادة لالتهابات العضلات والأدوية المسكنة وعمل تمرينات تقوية لعضلات الكتف. وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى حقن إبرة الديبومدرول التي تحتوي على مادة مضادة للالتهاب. النصائح والتوصيات هذه النبذة عن أهم الإصابات التي يتعرض لها الطلبة المستجدون في الكليات العسكرية والحربية. وهذه الإصابات كما ذكرنا سابقاً تختلف في شدتها ولكنها قد تكون شديدة بحيث أنها تؤثر على المسيرة العلمية والعملية لبعض هؤلاء الطلبة. ولذلك فإننا دائماً مانقول بأن الوقاية خير من العلاج وذلك بمحاولة تطبيق النصائح التي ذكرنا سابقاً لتلافي حدوث هذه الإصابات في المقام الأول. كما يجب عدم التأخر في طلب العلاج وفي تقديم العلاج لهذه الحالات عند حدوثها حتى لا تصبح مزمنة وتؤثر على مسيرة الطالب بشكل كبير.