أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده لا تتحرك في طلب السلام من منطلق ضعف أو إملاء من أحد. جاء ذلك في خطاب ألقاه أمس الأحد في الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد الثاني للبرلمان السوداني بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان فيصل بن حامد معلا ، ولفيف من الوزراء وقادة العمل السياسي والسفراء المعتمدين لدى الخرطوم . وأكد البشير أن الأوضاع الميدانية قبل إعلان وقف الأعمال العدوانية كانت في أفضل أحوالها بعد أن نجحت القوات المسلحة المسنودة من القوات النظامية الأخرى في تحجيم الأعمال العدوانية للحركات المسلحة ومحاصرتها في جيوب ضيقة . ولفت الانتباه إلى وجود رؤية إستراتيجية واضحة في مجال السلام ويتم السعي لرفدها وتعزيزها بمخرجات الحوار الوطني ، معربا عن أمله بأن يتجاوز السودان العثرات والعقبات. وجدد الرئيس السوداني التزامه الكامل بالحوار وسيلةً ومنهجا للتراضي الوطني ، والحوار المجتمعي الذي يفسح المجال أمام كل مكونات هذا المجتمع للمشاركة الفاعلة لرسم مستقبل السودان. وأوضح البشير أن مسيرة الإصلاح بدأت بالإصلاح التشريعي، مبينا أن أكثر من ستين قانونا سوف تُسنّ أو تعدل خلال الأسابيع المقبلة. ولفت الانتباه إلى أن من أهم الأهداف التي تسعى الحكومة لتحقيقها خلال العام المقبل استقرار ومواصلة زيادة معدلات إنتاج النفط الخام، مفيدا أن الخطة العامة تهدف إلى استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي بمختلف أنواعه وتأمين انسياب وتوفير الإمدادات النفطية لمقابلة الطلب المحلي . وتطرق الرئيس السوداني إلى سعي بلاده إلى تنويع إنتاج المعادن وتوطين صناعتها بالسودان فضلا عن إيقاف تصدير الخام. من جهة أخرى أكدت الحكومة السودانية استعدادها لإصدار التصاريح المطلوبة للدول المانحة لنفل المساعدات الإنسانية للمتأثرين والنازحين، ورهنت ذلك بأمن وسلامة البلاد من خلال الرقابة والتأكد من أن الطائرات الحاملة للمواد الإنسانية، لا تحمل أسلحة لدى دخولها السودان ولا تحمل المتمردين عند خروجها، قياسا على تجارب سابقة للسودان في هذا الشأن. وقال وزير خارجية السودان إبراهيم غندور- عقب لقائه اليوم رئيس مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة جون جينج، وعدد من المانحين الذين يزورون السودان حاليا- أن الحكومة السودانية ملتزمة بتنفيذ الاتفاق الثلاثي لإيصال المساعدات الإنسانية، والذي رفضته الحركة الشعبية - قطاع الشمال- والتي تتحدث بدلا عن ذلك عن عمليات تتم عبر الحدود، واعتبر غندور، ذلك بأنه أمر غير مقبول لحكومة الخرطوم، مؤكداً استعداد السودان للموافقة على نقل المساعدات للمنطقتين «جنوب كردفان والنيل الأزرق»، وأن دور وزارة الخارجية السودانية، يتركز على إجراء التنسيق اللازم مع الجهات ذات العلاقة. وقال السفير علي الصادق المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية - عقب اللقاء - إن وزير الخارجية أبلغ الوفد بأن السودان يستضيف نصف مليون لاجئ من دولة جنوب السودان، ونحو 60 ألف من سوريا، مشيرا إلى أن دولة تقدم مساعدات لمثل هذا العدد من اللاجئين لا يمكن أن تعجز عن خدمة مواطنيها المحتاجين للمساعدات الإنسانية.