ربما لم يلحظ أحد أن يوم الأربعاء الماضي كان أول أيام الخريف جغرافياً؛ ربما لأن حرارة الصيف ما زالت تلهب أدمغة البشر في الأرجاء كافة مع ارتفاع في معدلات الرطوبة، أكدت أن الصيف ما زال متمسكاً بالبقاء رغم دخول فصل الخريف الذي فشل في هزيمته. وعلى الرغم من كون يوم الثلاثاء الماضي حسابياً كان آخر أيام فصل الصيف لهذا العام إلا أن هناك ارتفاعاً محسوساً في درجتَيْ الحرارة والرطوبة. وفلكياً، كانت العاشرة والثلث صباح الأربعاء موعداً للاعتدال الخريفي لهذا العام؛ إذ يتساوى طول الليل والنهار في هذا التوقيت، وهو ذروة الخريف الذي تسقط فيه أشعة الشمس بالتساوي على نصفَيْ الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي. وسيستمر فصل الخريف هذا العام لمدة 89 يوماً و20 ساعة و27 دقيقة، كما أكد رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر الدكتور أشرف لطيف تادرس. وبدأت من الخميس ساعات النهار في النقصان تدريجياً يوماً بعد يوم حتى تصبح أقل ما يمكن في يوم 23 ديسمبر القادم؛ إذ يحدث الانقلاب الشتوي (ذروة الشتاء)، وفيه تزيد عدد ساعات الليل على عدد ساعات النهار، ويميل مسار حركة الشمس في السماء جنوباً، ويكثر في هذا الفصل هجرة الطيور والحيوانات؛ إذ تبدأ بعض أنواعها في الهجرة جنوباً، جنباً إلى جنب مع حركة الشمس. ويبدأ فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي حول يوم 23 سبتمبر، وينتهي حول يوم 21 ديسمبر، فيما يبدأ في نصف الكرة الجنوبي 23 مارس، وينتهي في 21 يونيو. وفي هذه الفترة يتساوى طول الليل والنهار في جميع بقاع الأرض، ويفتتح هذا الفصل موسم هطول الأمطار. وفي نهار فصل الخريف يعتدل الجو، وتنخفض درجة الحرارة ليلاً، وتسكن الرياح، وتكون متقلبة أحياناً أخرى. وفي بعض الأحيان تهطل أمطار غزيرة في هذا الفصل للتذكير بقرب وصول برد الشتاء، وأن «الحياة تغدو ميالة نحو السكينة». وتتغير أجواء الحياة من الصخب للهدوء؛ ما يولد في نفوس البعض شعوراً بالاكتئاب، خاصة الذين تتأثر حالتهم النفسية بفترات سطوع الشمس.