قال عددٌ من الحجاج ومسؤولي مؤسسات الطوافة، إن تسرع بعض الحجاج وسيرهم عكس الاتجاه ورفضهم تعليمات رجال الأمن باتباع الطريق الصحيح، تسبب في وقوع حادثة التدافع بمنى أول أمس الخميس. وقال أحد الحجاج المصريين الذين نجوا من الحادثة، بحسب ما نقلته "الشرق الأوسط"، إنه في طريق عودته من رمي الجمرات فضّل السير عكس الاتجاه، بعدما رأى الكثير من الحجاج يفعلون ذلك، إلا أنه لما رأى التدافع وتساقط الناس أمامه، لجأ للسير بمحاذاة السياج الفاصل للمخيمات حتى وصل لمخيمه. ووافقه في ذات الرواية حاج أردني في العقد الثالث من العمر، حيث قال إن بعض الحجاج مشوا عكس السير والتقوا بآخرين قادمين في طريقهم الصحيح، فحدث تكتل بشري هائل بعد أن وجد الحجاج أنفسهم وجهاً لوجه، ووقعت التحامات بين الحجاج، مما أدى لسقوط لكبار السن ودهس الحجيج بعضهم بعضاً. من جانبه قال عبد العزيز العبدلي، مشرف جمرات بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية، والذي يقع مخيمه بالشارع (204) الذي شهد الحادثة، إن الطريق شهد زحاماً منذ الساعة السادسة صباحاً، قبل أن يتزايد الازحام عندما قدم عدد من الحجيج راغبين في العودة من ذات الطريق المخصص للذهاب للجمرات، الأمر الذي أدى لتعطل الشارع ووقوف الحجاج تحت حرارة الشمس أكثر من ساعة ونصف. وأضاف أن طول الانتظار أدى إلى إنهاك كبار السن الذين بدؤوا في التساقط، كما اندفع حجاج آخرين رغبةً في المرور ما زاد الأمر صعوبة، وذلك عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً. وفي السياق ذاته تحدث محمد فودة، نائب رئيس مجموعة مطوفي حجاج الدول العربية، الذي أضاف أيضاً بأن عدداً من الحجاج لجؤوا إلى تسلق المخيمات المجاورة وأعمدة رش المياه هرباً من التدافع وبحثاً عن طريق النجاة. إلى ذلك كشف مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج إيران، إن مجموعة مكونة من 300 حاج إيراني تسببت بحادث التدافع، موضحاً إن المجموعة تحركت من مزدلفة صباح الخميس واتجهت مباشرةً لرمي الجمرات ولم تنزل بالمخيمات وتنتظر موعد التفويج كما هو متبع، ومن ثم توجهوا بعكس الاتجاه في شارع 204. وأضاف بأن ذلك تسبب في حدوث تدافع مع المجموعات الأخرى التي ذهبت لرمي الجمرات في موعدها، ونتج عن ذلك اصطدام مباشر مع الكتل البشرية، ووقعت الحادثة.