سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفتي: على الدول تبيين أمور الحج للراغبين وتزويدهم بالكتب وإطلاعهم على أنظمة المملكة قبل قدومهم تدشين أعمال ندوة الحج الكبرى «ثقافة الحج مقصد شرعي ومطلب إنساني»
بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، افتتح وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار، أمس ندوة الحج الكبرى في دورتها الأربعين لهذا العام تحت عنوان «ثقافة الحج مقصد شرعي ومطلب إنساني» بمكةالمكرمة بمشاركة مختلف الباحثين والمفكرين والعلماء، والمتخصصين في العلوم الشرعية وشؤون الحج من مختلف أقطار العالم التي تنظمها وزارة الحج في مكةالمكرمة وتستمر لمدة يومين. وأقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ خالد الغامدي، ثم ألقى الأمين العام لندوة الحج الكبرى الدكتور هشام بن عبد الله العباس كلمة ألقاها نيابة عنه عضو لجنة الندوة فايز حابس رحب فيها بالمشاركين في الندوة. عقب ذلك ألقى وزير الحج كلمة نقل خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - الذين يتمنون لهذه المناسبة ولأمثالها من المناسبات الخيرة كل توفيق ونجاح للخلوص إلى النتائج المتوخاة منها لمصلحة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وبخاصة ما يتعلق بقاصدي الحرمين الشريفين من حجاج ومعتمرين وزائرين الذين هم في مركز الاهتمام ليؤدوا نسكهم وفق ما شرعه الله عز وجل وليعودوا إلى أوطانهم وديارهم سالمين غانمين. وبيّن وزير الحج أن اختيار موضوع «ثقافة الحج مقصد شرعي ومطلب إنساني» ليكون موضوع ندوة الحج لهذا العام إنما هو في الواقع استجابة لما سبق أن ورد من توصيات الندوة لأعوام خلت مما يؤكد الحرص كل الحرص على استمرار وانتظام هذا التوجه الطيب الذي ترعاه حكومة خادم الحرمين الشريفين وتنظمه سنوياً وزارة الحج لما يقارب من أربعة عقود من الزمان، داعياً المشاركين في الندوة إلى استثمار ما يتمخض عنها من توصيات لإيصالها بقدر المستطاع إلى الرأي العام كل في وطنه لتبصير وتثقيف الحجاج للمواسم المقبلة وتوعيتهم في بلدانهم قبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة مما يسهم بصورة فاعلة في تلاقي الأخطاء المحتملة ولكي يستفيدوا استفادة كاملة من الخدمات الحيوية والتسهيلات المتعددة الأبعاد التي توفرها المملكة وبخاصة التوسعات في الحرمين الشريفين والمشروعات ذات الصلة في المشاعر المقدسة. عقب ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن آل الشيخ كلمة أوضح فيها أن الحج يعّد من أفضل الأعمال إلى الله عز وجل حيث يتعلق به أمران الاستطاعة المالية والاستطاعة البدنية وعظم جزاء الحج عند الله بأن ليس له جزاء إلا الجنة فهو أحد أركان الإسلام الخمسة فرضه الله مرة واحدة في العمر وهو مطلب إسلامي وعمل خير وثقافة مهمة للأمة الإسلامية وقضاياها. ودعا سماحته إلى الاهتمام بأداء مناسك الحج على الوجه الصحيح والهدي النبوي وتعظيمها وتعظيم البيت الحرام والحرص على السكينة والهدوء في الحج وعدم المجادلة والفوضى والرفث، كما قال تعالى «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق». وبيّن سماحة مفتي عام المملكة أن المسلمين في الحج يلتقون من كل مشارق الأرض ومغاربها على صعيد واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي وأعجمي ولا غني ولا فقير إلا بالتقوى يلبّون ربهم ويبتغون من فضله كما أن في الحج كذلك منافع متعددة سواء دينية أو دنيوية واقتصادية فعلى الدول أن تبيّن أمور الحج قبل إرسال حجاجها إلى مكةالمكرمة وتزويدهم بالكتب والأشرطة التي توضّح لهم تلك المناسك كما أن عليها كذلك أن توضح لهم نظام المملكة وحملات الحج وإتباع تلك الأنظمة كاملة. ودعا سماحته حجاج بيت الله الى أن يكون حجهم ومناسكهم خالصة لله سبحانه وتعالى وأن يبتعدوا كل الابتعاد عن الشعارات الطائفية والحزبية حيث أن الحج لا رفث فيه ولا فسوق كما يجب على علماء الأمة استثمار هذه الشعيرة لمناقشة قضايا المسلمين وتبادل الآراء بينهم للخروج بما ينفع الأمة الإسلامية. وشكر سماحة مفتي عام المملكة ولاة الأمر في هذه البلاد الطاهرة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على كل ما يقومون به من بذل الجهود للعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتقديم جميع الخدمات الصحية وتسهيل الطرق لحجاج بيت الله الحرام وتأمينهم والاعتناء بهم وما التوسعات الأخيرة التي شهدها الحرمين الشريفين إلا شاهد حيّ على ذلك فخدمة الحرمين الشريفين شرف نالوه باقتدار واعتزاز. وحذر سماحته من أعداء الأمة وأعداء هذه البلاد وحسادّها الذين لا يريدون بها خيراً فهم حسّاد على ما حبا هذه البلاد الطاهرة من أمن وأمان فأعمال هذه الدولة وأفعالها في الحج وغيره وتنظيمها أكبر رد على كذب هؤلاء وافترائهم على هذه البلاد الطاهرة فمنذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله والدولة تسعى لخدمة الحرمين الشريفين وتقديم كل التسهيلات لحجاج بيت الله وتبعه في ذلك أبناؤه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-