افتتح معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي امس ندوة الحج الكبرى لهذا العام التي تنظمها وزارة الحج تحت عنوان "السلامة في الحج" التي تستمر ثلاثة أيام في مكةالمكرمة بمشاركة نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء والمفكرين والأدباء. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى أمين عام الندوة المستشار بوزارة الحج الدكتور هشام بن عبدالله العباس كلمة رحب فيها بسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وضيوف الندوة من علماء ومفكرين. وأوضح الدكتور العباس ان هذه الندوة اتخذت موضوع السلامة في الحج عنوانا لها من مبدأ التعاون على البر والتقوى كما تعد هذه الندوة فرصة لتبادل الآراء والأفكار بين علماء الأمة ومفكريها كما أن موضوع السلامة في الحج فرضته الحاجة الماسة للتيسير على حجاج بيت الله الحرام. وأكد ان توجيهات ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة تحرص دوما على سلامة الحجيج منذ وصولهم حتى مغادرتهم الى أوطانهم سالمين غانمين مبينا أن الندوة تناقش عددا من المحاور التي تسهم في سلامة الحجيج ومنها توعية الحجاج بالمحافظة على أنفسهم وعلى سلامة بيئتهم كما يتم توضيح مفهوم التعاون على البر والتقوى كما تبرز الندوة دور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تحقيق سلامة الحجيج. ثم ألقى معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي كلمة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو والنائب الثاني للمشاركين وتمنياتهم حفظهم الله لهم بالأمل والرجاء أن يكتب النجاح لهذه الندوة التي تضم نخبة من كبار العلماء والمفكرين والوصل إلى نتائج خيرة متوخاة لترشيد سلوك الحاج ولتوعيته بماله من خدمات وتسهيلات ليستفيد منها وما عليه من التزامات أدبية وتنظيمية لمراعاتها ليؤدي نسكه وفق مراد الله عز وجل. وأكد معاليه حرص ولاة الأمر على تحقيق كل ما يمكن حجاج بيت الله الحرام من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان وتوفير أفضل الخدمات لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين وذلك استشعارا منهم أيدهم الله لعظم شرف خدمة الحاج في هذه الدولة التي اختصها الله بان تكون حاضنة للحرمين الشريفين والمشعر المقدسة وخدمة قاصديها من الزوار والعمار والحجاج. ونوه معالي وزير الحج باهتمام ولاة الأمر حفظهم الله بالمشروعات والخطط التنموية المتواصلة الهادفة إلى توفير سبل الراحة والرعاية الشاملة لوفود الرحمن من تنفيذ للمشروعات المتعلقة بالتوسعات المتتالية للحرمين الشريفين والتطوير المستمر للمدينتين المقدستين وللمشاعر المقدسة إضافة إلى حشد الطاقات البشرية والآلية ورصد الإمكانات المادية ليتمكن ضيوف الرحمن من أداء حجهم بيسر. وأكد معاليه أن خدمة ضيوف الرحمن تقدم وفق خطط وبرامج مدروسة تسهم فيها العديد من الجهات الحكومية كل فيما يخصه بما يشكل في مجموعه خطة استراتيجية يتم العمل والتنسيق بموجبها من خلال لجنة الحج العليا التي ينبثق عنها لجنة الحج المركزية ولجنة الحج بالمدينة المنورة. إثر ذلك بدأت جلسات أعمال الندوة بمحاضرة لسماحة مفتي عام المملكة بعنوان السلامة في الحج أوضح فيها ان السلامة في الحج تنطلق من مبدأ التعاون على البر والتقوى مشيرا سماحته تشرف هذه البلاد الطاهرة بخدمة بيته العتيق وقاصديه من الحجاج والعمار والزائرين كما امتن الله سبحانه وتعالى على سكان مكةالمكرمة بهذه النعمة المباركة وهي نعمة الأمن في البلد الحرام الذي لا يسفك فيه دم ولا يقتل فيه صيد وقد فرض الله سبحانه وتعالى تعظيم بيته الحرام وجعل الحج مرة واحدة في العمر. وبين سماحته ان النبي صلي الله عليه وسلم نهى عن حمل السلاح في الحرم وذلك لأمن الحجيج وسلامتهم كما ان الإسلام اعتنى بسلامة الأبدان والأموال والأفكار فالرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا في ذلك وقد علمنا تحقيق السلامة في الحج وذلك من خلال حجة الوداع التي ركزت على سلامة الأموال والأعراض والدماء. وأكد ان سلامة الحجيج واجبة على كل مسلم فيجب ان يسعى إليها ويقوم عل خدمتهم وسلامتهم وأمنهم مشددا سماحته على تجنب الازدحام والتزاحم وذلك انطلاقا من مبدأ التعاون على البر والتقوى وتحقيق مفهوم السلامة في الحج مؤكدا ان الله سبحانه وتعالى توعد من هم بالحرم بسيئة ان ينزل به العقوبة عاجلا أم أجلا. وبين سماحته ان من السلامة في الحج ما أقرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من أداء مناسك الحج كل خمس سنوات والحصول على تصريح عند أداء الحج مشددا على عدم مخالفة أنظمة الدولة وتعليماتها في الحج. وأكد سماحة مفتي عام المملكة ان الحج يعد مؤتمرا للتعاون على البر والتقوى فيجب البعد عن الأفكار السيئة وعن الرفث والفسوق والجدال الذي لا طائلة منه مشيرا إلى ان من السلامة في الحج عدم التستر على المجرمين والمفسدين والمخالفين لأنظمة الحج. وعبر عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله على ما يقدمونه من جهود وأعمال لخدمة حجاج بيت الله الحرام.