افتتح وزير الحج د. بندر بن محمد حجار، أمس ندوة الحج الكبرى في دورتها ال40 تحت عنوان: «ثقافة الحج مقصد شرعي ومطلب إنساني» في مكةالمكرمة، بحضور الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء. وقال وزير الحج في كلمة له: "أكد الشارع الحكيم مطالبة الحجاج لبلوغ ثمرة الحج الكاملة استقامة سلوكهم في أداء نسكهم ولا ريب أن تكوين ثقافة الأفراد لها الأثر البالغ في تقويم سلوكهم إذ إن الثقافة تشكل أساساً جوهرياً في تكوين عقلية الفرد وهوية الأمم مؤكداً أنه لذلك أضحى الاهتمام بثقافة الحج المشتركة أمراً ضرورياً لضمان أداء الشعيرة على الوجه الأكمل بحيث يشكل ذلك كله مقصداً معززاً لمقاصد الشريعة وغاياتها مطلباً إنسانياً حضارياً تقتضيه مرتكزات الدعوة الإسلامية مع مراعاة ما استجد في العصر الحاضر عصر الانفتاح الفضائي الإلكتروني والتواصل المتلاحق بين الثقافات". وبيّن أن اختيار موضوع ثقافة الحج مقصد شرعي، ومطلب إنساني ليكون موضوع ندوة الحج لهذا العام إنما هو في الواقع استجابة لما سبق أن ورد من توصيات الندوة لأعوام خلت ما يؤكد الحرص على استمرار وانتظام هذا التوجه الطيب الذي ترعاه حكومة المملكة وتنظمه سنوياً وزارة الحج لما يقارب من أربعة عقود من الزمان. ودعا وزير الحج، المشاركون في الندوة إلى استثمار ما يتمخض عنها من توصيات لإيصالها بقدر المستطاع إلى الرأي العام كل في وطنه لتبصير وتثقيف الحجاج للمواسم المقبلة وتوعيتهم. فيما قال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء، إن "الحج يعّد من أفضل الأعمال إلى الله عز وجل حيث يتعلق به أمران الاستطاعة المالية والاستطاعة البدنية وعظم جزاء الحج عند الله بأن ليس له جزاء إلا الجنة فهو أحد أركان الإسلام الخمسة فرضه الله مرة واحدة في العمر وهو مطلب إسلامي وعمل خير وثقافة مهمة للأمة الإسلامية وقضاياها". ودعا المفتي العام إلى الاهتمام بأداء مناسك الحج على الوجه الصحيح والهدي النبوي وتعظيمها وتعظيم البيت الحرام والحرص على السكينة والهدوء في الحج وعدم المجادلة والفوضى والرفث كما قال تعالى: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق". وقال: "المسلمون في الحج يلتقون من كل مشارق الأرض ومغاربها على صعيد واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي وأعجمي ولا غني ولا فقير إلا بالتقوى يلبّون ربهم ويبتغون من فضله كما أن في الحج كذلك منافع متعددة سواء دينية أو دنيوية واقتصادية فعلى الدول أن تبيّن أمور الحج قبل إرسال حجاجها إلى مكةالمكرمة وتزويدهم بالكتب والأشرطة التي توضّح لهم تلك المناسك كما أن عليها كذلك أن توضح لهم نظام المملكة وحملات الحج واتباع تلك الأنظمة كاملة". وحث آل الشيخ حجاج بيت الله على أن يكون حجهم ومناسكهم خالصة لله سبحانه وتعالى وأن يبتعدوا كل الابتعاد عن الشعارات الطائفية والحزبية حيث أن الحج لا رفث فيه ولا فسوق كما يجب على علماء الأمة استثمار هذه الشعيرة لمناقشة قضايا المسلمين وتبادل الآراء بينهم للخروج بما ينفع الأمة الإسلامية. وحذر من أعداء الأمة وأعداء هذه البلاد وحسادها الذين لا يريدون بها خيراً فهم حسّاد على ما حبا هذه البلاد الطاهرة من أمن وأمان فأعمال هذه الدولة وأفعالها في الحج وغيره وتنظيمها أكبر رد على كذب هؤلاء وافترائهم على هذه البلاد الطاهرة فمنذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والدولة تسعى لخدمة الحرمين الشريفين وتقديم كل التسهيلات لحجاج بيت الله وتبعه في ذلك أبناءه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد -العزيز آل سعود -حفظه الله-. وتناولت الندوة في جلستها الأولى "الثقافة ودورها في حياة الفرد والمجتمع" شارك فيها أستاذ مساعد كلية العلوم التربوية بجامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن د. حسين المجالي، وعميد كلية الدراسات التنموية بجامعة الجزيرة في السودان د. محمد حمد أحمد، كما تناولت الجلسة العلمية "ثقافة الحج وعناصرها" ألقاها أستاذ الدراسات الإسلامية ومدير إدارة العلوم في باكستان د. محمد عبدالقوي مسكين، إضافة إلى "ثقافة الحج في بلاد الحرمين" ألقاها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس. وتواصل الندوة عقد جلساتها العلمية. ضيوف الندوة خلال الجلسات د. بندر حجار مستقبلاً الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ