تشهد مدينة التمور ببريدة في الساعات الأولى من صباح كل يوم أهم تظاهرة اقتصادية على مستوى العالم في إنتاج التمور ، من خلال ما يرد إليها من أطنان التمور المتنوعة، التي تقدر بأكثر من 35 نوعاً. ومع تقدم الأيام تزداد وتيرة البيع والشراء في مهرجان بريدة عاصمة التمور، وسط حركة تسويقية كبيرة، ترجمتها أعداد السيارات الكبيرة التي ترد للسوق، محملة بمختلف أنواع التمور، وكثافة المستهلكين والتجار، في ظل منظومة تكاملية ملموسة في الخدمات وتنوع في الفعاليات، مع ما يوفره للمزارع والتاجر والمستهلك من تسهيلات مثالية ومتعددة. فمنذ إطلالة اليوم الأول للمهرجان زفت بريدة نخيلها الباسقات في عرسها السنوي، فقد امتدت جذور نخيلها عبر السنين، وتعايشت مع أهاليها واندمجت مع ماضيهم وحاضرهم، حتى ظل إنسان بريدة يحتضن هذه الشجرة المباركة ويرعاها ويهتم بها، فحققت له أبعاداً اقتصادية انعكس أثرها على حاضره ومستقبله، وأصبحت أرض بريدة واحة للنخيل ومقصداً هاماً للتمور. ويعد مهرجان بريدة للتمور أحد أهم الأحداث الاقتصادية التي تشهدها المملكة ، وبات يستقطب كل عام مزيداً من الزوار والمستهلكين ، كما يسلط الضوء على التراث وثقافة النخيل وجني ثمارها والتي تعد ثروة وطنية غنية تحمل في طياتها تاريخ المملكة، كما تتسارع خطى إنتاج تمور بريدة لتصبح حاضرة وبقوة في الأسواق العالمية فضلاً عن الأهمية الغذائية والصحية للتمور من خلال منافذ التصدير. كما يقام على هامش المهرجان العديد من الفعاليات المصاحبة والتي تستهدف شرائح المجتمع المتعددة، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبرنامج «بارع» كالجوانب الترفيهية والترويحية وما يحكي التراث كقرية التمور وفعالية» ظلال النخيل» وغيرها من الفعاليات ، بالإضافة إلى إقامة عدد من الندوات والدورات التدريبية المتعلقة بالنخيل ، كما استهدف المهرجان طلاب المدارس حيث خصص لهم برامج زيارات يتخللها تقديم هدايا وأدوات تفاعلية تربطهم بالتمر والنخيل. وأوضح الرئيس التنفيذي للمهرجان عبدالعزيز المهوس أن المهرجان يحوي أبعاداً اقتصادية واجتماعية تلامس المجتمع يهدف من خلالها لدمج أصالة الماضي بعراقة الحاضر والمستقبل ، وإيجاد فرص تسويقية حقيقية أمام مزارعي النخيل.. مبيناً أن فرق الإحصاء تقوم بالرصد والتسجيل لأعداد السيارات والتمور الواردة للسوق قبل بداية المهرجان بيومين حيث ورد للسوق خلال أربعة أيام منذ انطلاقته حسب فرق الإحصاء 6522 سيارة محملة ب853.250 كرتون تبلغ كميتها 2410.02 طناً. وأكد أن مهرجان تمور بريدة يشهد تطوراً ملموساً على صعيد توفير الأسواق للمزارعين وتعدد وتنوع الفعاليات ومتابعة وضبط ما يرد للسوق من التمور من خلال فريق ضبط الجودة، منوهاً بالدور الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - لقطاع النخيل والتمور في المملكة، مثنياً على الدعم والمتابعة التي يجدها المهرجان من لدن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم.