من أراد أن يتعرف على العملاء، فعليه أن يرجع إلى شريط « التثوير العربي «، ويفحص جيداً أسماء من خدعوا الناس في تلك الفترة، فقد ظهروا من اللامكان، في تونس، ومصر، وليبيا، وصدقهم الناس حينها، فهل تذكرون الغلام وائل غنيم، والذي طارت به وسائل الإعلام، وتم تسويقه على أنه أيقونة التثوير المصري، ثم ما أن ركب تنظيم الإخوان قطار التثوير، ووصل لكرسي الحكم، حتى اختفى هذا الغلام، ولم يعد له أثر، وللعلم فهو كان يعمل مع شركة أمريكية لها علاقة بالتقنية، وعاد للعمل إليها، بعد أن حصل على العلامة الكاملة في أدائه «التثويري»، وأطالب من هذا المنير الحر كل من يعرف شيئاً عن غلام الثورة «المفقود» أن يزودنا به، فلن ننتظر حتى يؤلف كتاباً، يقدم له باراك اوباما ، وتروج له جريدة النيويورك تايمز، ومجلة الفورين بولسي!!. هل تذكرون الشيخ مصطفى عبد الجليل، والذي تم تسويقه على أنه الرجل الصالح، وأيقونة تثوير ليبيا، وهل تذكرون التعاطف العظيم معه، وهو الذي كان وزيراً في حكومة معمر القذافي، حتى يوم «التثوير الليبي»؟!!، وهل تذكرون عندما خشينا على حياة المناضل عبد الجليل، ومن معه من الثوار، في بنغازي، فقد كانت قوات القذافي في طريقها للقضاء عليهم، وحينها قررت أمريكا، وحلف الناتو التدخل لحمايتهم، ولمَ لا، أليس الغرب هو الذي يقف دوماً مع المستضعفين، وينصر المظلومين؟!!، وأنى لهذا الغرب، المفعم بالإنسانية، أن يترك هؤلاء المناضلين لمصيرهم، وفي النهاية قتل القذافي، وانتصر الثائرون، فأين مصطفي عبد الجليل؟!!، وهل سيخبرنا أحد عن مصيره، أو أننا سنضطر للانتظار، حتى يؤلف كتاباً هو الآخر، ربما يكتب مقدمته نيكولاس ساركوزي، وتروج له صحيفة «لوموند»، أو «ليموند ديبلوماتك»؟!!. ألم تتساءلوا كيف تحالف القاعدي الليبي الشرس، عبد الحكيم بلحاج، مع قوات الناتو، وكيف تحول من مقاتل للغرب، إلى فاتح يمتطي دبابة فرنسية، في ليبيا المسلمة، ومثل هذا يقال عن الإعلامي الليبي، والذي لم يترك قناة فضائية، أثناء التثوير الليبي، إلا وتحدث فيها عن قيم الحرية، والعدالة، والديمقراطية، ثم اختفى، بعدما أصبحت ليبيا، اليوم، إحدى واحات الديمقراطية في عالمنا العربي، والغريب أن كل هؤلاء لهم علاقة وطيدة بتنظيمات الإسلام السياسي، وتحديداً تنظيم الإخوان المسلمين، فيا لخيبة العرب، فعندما دمروا عالمنا باسم الانقلابات فيما مضى، قلنا سنكون أكثر حذراً، ثم ها هم يواصلون تدمير هذا العالم المنكوب عن طريق الحرية والديمقراطية هذه المرة، فهل يستطيع أحد أن يتوقع « الحيلة « القادمة، هذا على افتراض أنهم سيحتاجون لحيلة أخرى!!.