يتناقل الاتحاديون هذه الأيام بخوف ورعب شديدين وأيديهم على قلوبهم الأنباء التي تتداول عن أماني ورغبات ومحاولات استقطاب لعدد من أبرز لاعبيهم الشباب (الهرماس الصغير)، الذين لفتوا الأنظار بأدائهم المبهر ومستوياتهم المتصاعدة وينتظرهم مستقبل مشرق في السنوات المقبلة، إذا ما استمروا على ما هم عليه من حماس ورغبة وطوروا من أدائهم ومستوياتهم وطموحاتهم. وتتحرى جماهير الكرة السعودية وليس الاتحادية فقط أولئك اللاعبين وتتوقع وتنتظر لهم مستقبلاً باهرًا، والحديث عن لاعبين مثل عبدالفتاح عسيري وجمال باجندوح وأحمد عسيري وحتى فواز القرني، وغيرهم، لكنّ هؤلاء اللاعبين (تحديدًا) تبقت أشهر قليلة معدودة على دخولهم الفترة الحرة، وهي الفترة التي تعطي للاعب الحق في التوقيع لأي نادٍ دون الرجوع لناديه الأصلي، إذا رغب في الانتقال أو لم يعجبه عرض ناديه، وهي مثل الحالة التي استفاد منها الاتحاد نفسه في التوقيع مع لاعب الأهلي سعيد المولد في الفترة الشتوية الماضية، قبل أن يتراجع الأخير عن قراره، في قضيته المشهورة المعلقة. أكثر من نادٍ لديه الرغبة في استقطاب بعض لاعبي الاتحاد النجوم، سواء للاستفادة منهم ودعم صفوفها بهم، أو لتوجيه (ضربة) للإدارة الاتحادية و(الثأر) من استقطابات اتحادية سابقة وقديمة لبعض لاعبيها، وكما قلت في ذلك الوقت: (إنه الاحتراف) فسنقوله أيضًا: إن حدث وذهب لاعب اتحادي لأي نادٍ، لكن هل يحدث ذلك، هل يعقل أن يفرط الاتحاديون في لاعب مثل عبدالفتاح عسيري الذي تبقى له خمسة أشهر فقط، ويدخل الفترة الحرة، أو لاعب مثل أحمد عسيري تبقى له شهران فقط، أو حتى فواز القرني (المصاب) الذي دخل الفترة الحرة، إِذ تبقى له من عقده مع النادي شهران فقط؟! هناك قصة حدثت في الفترة الشتوية، تتمثل في أن ناديًا كبيرًا، أراد أن يغير مسار إحدى الصفقات الاتحادية الثلاث التي عقدها وذلك مع لاعب قدم إليه من الرياض، فبعد انتهاء الأمور تمامًا وتبقى (التوقيع) الرسمي فقط، وأثناء ما كان اللاعب في الطائرة قادمًا إلى جدة، تدخل مسؤول في أحد الأندية الكبيرة وحاول تغيير مسار اللاعب ليكون ردًا على قصة لا تزال قائمة، عارضًا مبلغ نصف مليون ريال زيادة للاعب، غير أن متنفذًا أعلى منه في النادي رفض اللاعب، وأحبط التدخل والتحويل إضافة إلى موقف وكيل أعمال اللاعب الذي كان مهنيًا، إدارة الاتحاد تعرف القصة التي لم تتداول على الصعيد الإعلامي، وتعرف من هو اللاعب، الذي سيقول كل اتحادي لو ذكرت اسمه ليته ذهب، لكن كيف ستكون (الضربة) على الاتحاديين لو حدثت القصة مع عبدالفتاح عسيري أو أي لاعب غيره من (الهرماس الصغير)؟! كلام مشفر * الاتحاديون يتحدثون عن جهاز فني جديد قادم لتدريب فريقهم الكروي، بينما الصحف الرومانية لا تتحدث فقط عن إمكانية عودة بيتوركا إلى عمله في جدة وإنما تورد الأسماء الرومانية التي قدم لها عروضًا للعمل معه في جهازه الفني، ويبدو أن ما لدى بيتوركا حتى الآن رسميًا هو خطاب (تفويض) وليس خطاب تسريح!. * في الوقت نفسه يتحدث المدرب من بلده مع بعض أصدقائه الاتحاديين في جدة عن برنامجه المقبل ومواعيده وعن موسم عملي جاد ومختلف ينتظره وعن طموحاته مع الفريق في إشارة إلى أنه لم يتلق رسميًا أي تلميحات إلى إلغاء عقده أو إمكانية حدوث ذلك. * من حق الاتحاديين جميعًا التخوف من انتظار الإدارة وتأخرها حسم عقود نجومها قبل دخولهم (الفترة الحرة) وإمكانية توقيعهم عقودًا مع أندية منافسة دون الرجوع إلى النادي، خاصة في ظل ما يلمسه الجميع من أوضاع النادي والتردد الواضح والتأخير في بعض القرارات (المصيرية) والتسويف والمواعيد الزائفة منذ انتهاء الموسم. * ولعل أهم ما يضايق الاتحاديين (الضائقة المالية) الكبيرة التي يعيشها ناديهم التي تأكَّدت معلوماتها بأخبار (السلفة) الكبيرة التي طلبها سواء من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو من بنوك، إضافة إلى تأخر (حسم) الكثير من الأمور المتعلقة بفريق كرة القدم وأخذ خطوات (عملية) لمستقبله. * أخيرًا أعيد طرح السؤال: هل يعقل أن يفرط الاتحاديون (وأقول الاتحاديون لأن الموضوع لا يقع على عاتق الإدارة وحدها وإنما على كل الاتحاديين)، لكن المسؤولية بشكل مباشر على إدارة النادي والداعمين لها من أعضاء شرف في لاعبين مثل فتحي أو أحمد عسيري أو فواز القرني؟!