ردت إدارة نادي الاتحاد على الانتقادات التي طالتها بشأن عدم الاهتمام بالألعاب المختلفة في النادي، الذي نتج منه بعض التشوهات للإدارة وعملها، مثل انسحاب فريق كرة الماء الأول من البطولات المحلية، واعتذار فريق كرة السلة عن بطولة خارجية. ردت الإدارة بتوقيع عقود مع أربع شركات محلية مغمورة لرعاية هذه الألعاب.. الرعاية وإن كانت (هزيلة)، لا تحقق أكثر من ربع (العهدة) المطلوبة للفرق، وتوفر أقل من الحد الأدنى من المصروفات، لكن ذلك على الأقل يصونها من الانسحابات والاعتذارات، ويحفظ لمشرفيها ومديريها ماء الوجه عند بحثهم عن الفلوس لدى بعض أعضاء الشرف تنفيذاً للرد الإداري الذي يصلهم وعبارة (دبر نفسك)!!.. هناك رد آخر ينتظره كل الاتحاديين، يتعلق بملف الرعاية للنادي، تلك الرعاية التي ارتفع سقف الطموح والتطلعات المنتظرة لها إلى حد عالٍ جدًّا، بعد التصريحات المبشرة به، وبأنه سيكون الرقم الأكبر في تاريخ الاستثمار الرياضي والرعاية في الأندية والرياضة السعودية. والانتظار طال، ولم يحدث شيء من ذلك. وكان المتوقع أن يكون التوقيع قد تم منذ شهر أغسطس الماضي.. ما لم يتم الحديث عنه هو أسباب التأخير كل هذا الوقت. وليس صحيحاً في تفسيري إرجاعه إلى شركة صلة؛ فهذه الشركة نجحت في التسويق الرياضي منذ عام 2002م، وهي تسوق وتنجح مع الأندية الكبيرة جميعها، ويسجَّل لها معظم عقود الرعاية الكبيرة التي وُقّعت، وهي التي سوقت للهلال هذا العام، وللنصر، ومؤخراً لاتحاد كرة القدم. فهل يعقل أنها (عاجزة) عن التسويق للاتحاد في هذه الفترة بالذات، التي سيطر وظهر وتجلى فيها جمهوره الكبير، واستعرض شعبيته وانتشاره وقوته بالأرقام الفلكية في ملعب الجوهرة خلال مبارياته؟ إن السبب - من وجهة نظري - هو بالتأكيد وجود (عقبة) تسويقية وإدارية، تعترض التوقيع من قِبل الإدارة، وقد يكون هو نفس (الاقتحام) الذي حدث في عقد (الشراكة) السابق عندما أدخل فيه شركتان معروفتان من (الباطن)، حصلتا على مبالغ كبيرة طوال سنوات عقد الاتصالات المعروف، وذلك ربما حال ومنع بعض الشركات من القبول والتوقيع، وحتى الشركة المسوقة. ولن يحل المعضلة إلا أمران: إما أن يتنازل (الرئيس) عن (الإقحام)، أو أن تتدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، و(تنظف) عرض الاستثمار في النادي، وتُخرج (العوالق) به، أو أن يبقى النادي تحت رحمة (التسويف) والبربغنده، ومن غير راعٍ (حقيقي). كلام مشفر . هناك رد ثالث ينتظره المدرج الاتحادي (الواعي)، يتعلق باستقطاب لاعبين لفريق كرة القدم الأول محترفين غير سعوديين، بدلاً من الأربعة الذين تقرر الاستغناء عنهم، بعد أن أكدت مشاركتهم طوال الدور الأول من الدوري أنهم صفقات (مضروبة)؛ ولم يستفد منهم الفريق. . ولم يكونوا إطلاقاً (جواكر) كما ذكرت الأنباء و(البربغنده) التي بشّرت بهم قبل قدومهم. وأيضاً استقطاب لاعبين محليين، يدعمون صفوف الفريق، ويقوون خطوطه، وألا تكون (وهمية) كما حدث في الفترة الصيفية، عندما بشر الاتحاديون بلاعبين مثل محمد كنو والجيزاني، ثم تأكد أنها صفقات صيف (كاذبة). . وإن كان بوادر تكرار ذلك ظهرت بصفقة الجحفلي لاعب الفيصلي؛ فبعد شهرين من المفاوضات معه خطفه الهلال في يومين. والأمر قد لا يختلف في صفقات الشتاء. ولعل الإدارة تحرص كثيراً على أن تكون هناك صفقة حارس مرمى؛ إذ لا يمكن إحضاره أجنبياً، على الأقل حتى يسجّل لها صفقة (محلية). . قبل انطلاقة الموسم الرياضي الحالي كان الإجماع حول الفريق الاتحادي أنه يملك الإمكانيات والأدوات، وأنه يحتاج إلى مدرب (كبير) وأربعة محترفين يصنعون (مع الهرماس) الفارق، ويقودونه. وأي (غشيم) في الكرة كان يصادق على ذلك. . فترة التسجيل الماضية ضاعت بعدم تحقيق ذلك؛ فلا اللاعبون الأجانب كانوا أصحاب مستوى وإضافة، والمدرب العالمي (حضر في منتصف المسافة)؛ فضاعت الأحلام، واستمر التوهان.. والمؤمل أن لا تضيع الفرصة المواتية في الفترة الشتوية. . ليس المطلوب في المحترفين غير السعوديين أن يكونوا لاعبين كباراً وأسماء نجوم، ودفع مبالغ كبيرة فيهم، إنما لاعبون يشاركون، وإذا شاركوا صنعوا الفارق، وحسب الاحتياج واختيار المدرب. . يتساءل البعض: أين هو الهرماس الاتحادي (المزعوم)؟ وهو سؤال مردود عليهم؛ فالإجابة واضحة، وهي أن هذا (الهرماس) تزعزع وبرجل بتشتيت تماسكه وتركيزه وإخراجه من برمجته الحديثة؛ ففقد معظم عناصره بوصلتهم. وبين الأسماء المنتشية والأسماء المستهلكة أصبح الفريق كالغراب الذي أراد تقليد مشية اليمامة فأضاع مشيته.