صدر عن دار ماك سويني الأمريكية للنشر كتابان أمريكيان لنفس المؤلف (ديفيد إيجيرز) يتحدثان عن الإسلام بطرق مختلفة الكتاب الأول واسمه «زيتون» يتحدث عن سوري أمريكي مسلم، ينقذ المصابين في فيضانات لويزيانا، متنقلاً في المدينة المهجورة على قارب خشبي. يتم القبض على عبدالرحمن زيتون بتهمة السرقة والإرهاب ويمنع من الاتصال حتى بزوجته. والكتاب الثاني اسمه «رسالة ضوئية للملك» يتحدث عن مهندس كمبيوتر أمريكي يأتي للعمل في السعودية خلال الأزمة الاقتصادية في أمريكا، في مجال بناء تقنية المعلومات لمدينة صحراوية. المثير أنه كلا الكتابان في طور التصوير السينمائي في المغرب وسيتم عرض الأفلام العام القادم. هنا يبرز دور وزارة الثقافة والإعلام المفقود. حيث إنه من الممكن أن يستفاد من هذين الفيلمين في بث بعض اللقطات الإيجابية عن الإسلام أولاً وعن بلادنا ثانياً. فمعالي وزير الثقافة والإعلام يجلس في نفس المجلس مع وزيري الداخلية والخارجية ويستطيع تأمين تأشيرة دخول وتيسير عمل وتنقل طاقم العمل للتصوير. كما يمكن ترشيح طاقم مثقف لاستضافة الفريق الفني دون ضجة لإعطاء مصداقية للعمل. الفريق المحلي المقترح ممكن أن يرأسه مخرج أو ممثل سعودي مثقف مثل الأستاذ علي الهويريني وهو خريج الولاياتالمتحدة في الإخراج السينمائي ويحمل وطنيته مع شهيقه وزفيره، من الممكن أن يتم توجيهه لمقابلة الفريق المسؤول عن التصوير في المغرب، حيث إن دخوله في مجتمعهم بشكل عفوي سيتم بكل سهولة. كما أن هذا الترتيب سيكون ضرورياً لتأمين الحماية اللازمة من وزارة الدفاع لفريق العمل في حال رغبتهم تصوير أماكن حفر البترول وجبهة الحرب وكافة المناطق المحظورة عادة. فهذا هو التصوير الطبيعي والحقيقي المبدع الذي ينقل الصورة الحقيقية لهذا البلد. إن هذا التنسيق لا يمكن أن يتم بشكل رسمي أبدا ولابد من عمل شبه استخباراتي من قبل «أفراد» يتعاملون بشكل ودي مع المخرج. ويتصرفون وكأن لهم علاقات خاصة لمنح المخرج «فرصة» ذهبية لدخول البلاد والتصوير. الجميع يعرف تأثير الدعاية غير المباشرة على الجمهور وهذا ما تفعله دول أخرى. فعلى سبيل المثال تجد أن الشركات تقوم بدفع الملايين لمنتجي الأفلام كي يقوموا بتصوير أحد الأبطال وهم يحملون منتج الشركة بشكل طبيعي أو يرتدون ماركة معينة، أو يشربون مرطباً محدداً، بدلا من الدعاية المباشرة لهذه المنتجات من خلال فاصل إعلاني. ولا شك أن لهذا تأثيراً أقوى ورسالة أسرع ومفعولاً أطول. من هذا المبدأ فإن بث دقائق مدمجة في سيناريو الفلم، تحمل معلومات إيجابية عن المملكة العربية السعودية في أحد هذه الأفلام تعادل الجهد الذي يتم بذله من وزارة الإعلام وبرامج الثقافة الخارجية وإنتاج الأفلام الخاصة بالدعاية والمعارض الجوالة التي تشرح وجهة النظر المرجوة عن المملكة العربية السعودية. هذا طبعا لن يتم دون التدخل «غير» المباشر مع طاقم الفلم وخاصة إذا عرفنا أن نيتهم هي عمل ممتع وخالٍ من التحامل. فنحن لا نريد إلا بث الواقع الجميل. نحن نعيش مواجهة مع الإرهاب في الداخل وعلى الحدود، شبابنا يعملون في آبار النفط وفي غرف العمليات الجراحية والطائرات المدنية والحربية. ولا يوجد أفضل من الأمريكيين في التصوير والإخراج ونقل المعلومة، فلتكن معلومة إيجابية حقيقية. ولنكن سباقين إلى نقل صورة واقعنا إلى العالم، وأنا متفائل بأن وزير الثقافة والإعلام الجديد عادل الطريفي وهو القادم من بيئة إعلامية متطورة لن تغيب عنه مثل هذه الأفكار الخلاقة.