يدي ترتعش، لا أعلم لِمَ كل هذا الخوف؟ لقد كتبت مئات الرسائل، وتلقيتُ مثلها أو أكثر! خجلتُ من نفسي، ماذا سأكتب؟ ولمن؟ سأترك رسالتي فارغة هذا الصباح فكبريائي يمنعني من الحديث.. أعلم بأنك ستنعتني بالمغرورة، لكن هذا لا يهم! إن كنتَ الغياب يُفتت صبري وجلدي. أنا لا أُتقِنُ التلون فمشاعري صادقة مهما افترقنا. ستسألني أين كُنتْ؟ لا يهم! المهم أنني علِمتُ بأن الغياب كشف أسرار صداقتنا، فلو كانت على ما يرام ما انقطعنا. مرَّ عامٌ كامِل، وكأن شيئاً لم يكُن، كأننا ما التقينا أو حكينا. الأمور أصبحت أكثر رتابة، لكل منا ما يميزه أو يعيبه، ولعل هذه المدة كافية لإبصار جوانب غفلنا عنها في غمرة الحب الذي ظننا بأننا نتربع على عرشه.. لا داعي لإهدار مزيد من الوقت على تجربة فاشلة تعلمتُ منها الكثير.. رسالتي ستظل فارغة، بيضاء، نقية، لا أُريد أن أخربها بخربشة قلم قد يعكر صفوها.