أجرت سفن حربية يابانية وفيليبينية أمس الثلاثاء مناورات مشتركة في جنوب بحر الصين، هي الأولى من نوعها بين الأرخبيلين المستنفرين لمواجهة الطموحات العسكرية الصينية. وتجرى هذه المناورات البحرية التي من المقرر ان تستمر يوماً واحداً، وتكرس التحالف بين البلدين العدوين في الحرب العالمية الثانية، على بعد أقل من 300 كلم عن شعاب مرجانية تسيطر عيها الصين لكن الفيليبين تطالب بها. وتهدف هذه المناورات كما اعلن رسميا الى تعزيز العمل التنسيقي بين بحريتي البلدين، لكن خبراء يقولون انها تشكل اشارة قوية موجهة الى الصين. واعتبر مايكل تاسيك الأستاذ في جامعة ستيفن اف. اوستن في تكساس (الولاياتالمتحدة)، ان هذه المناورات «تؤكد ان جيران الصين في منطقة المحيط الهادئ بدأوا بالتحالف ضدها». وكتب في بريد الكتروني لوكالة فرانس برس، ان «اليابان والفيليبين وفيتنام وبلدانا أخرى حتى الهند، مهددة بسلوك الصين». ويعتبر جنوب بحر الصين تقاطع طرق بحرية حيوية للتجارة العالمية، وتختزن اعماقه احتياطات هائلة من المحروقات. وتطالب فيتنام وماليزيا والفيليبين وسلطنة بروناي بالسيادة على الأجزاء الاستراتيجية لهذا البحر، لكن بكين تطالب بالسيادة على كامل هذه الأجزاء تقريبا وتستعرض قوتها، مما يفجر الهواجس في المنطقة وفي سواها. وتستند بكين لإعلان سيادتها على كامل الأجزاء، الى خرائط تعود الى الأربعينات. وفي تقرير اخير حول القوة العسكرية الصينية، اتهمت وزارة الدفاع الأميركية الصين بزيادة حضورها بكثافة في جزر سبراتليس جنوب بحر الصين، وببناء جزر صناعية بوتيرة غير مسبوقة. وتعتبر وزارة الدفاع الأميركية ان هذه الأعمال اتاحت للصين ان تزيد 400 مرة المساحات التي تملكها، وانها أمنت منذ كانون الثاني - يناير 2015 ثلاثة ارباع ال800 هكتار التي حصلت عليها بكين بهذه الطريقة. وردت وزارة الدفاع الصينية متهمة واشنطن «بتشويه الوقائع». اما الصينواليابان فتتنازعان السيادة على جزر غير مأهولة في شمال بحر الصين تسميها اليابان سنكاكو والصين دياويو.