اشادت الصحف الصينية الرسمية أمس، بتقارب العلاقات المتزايد بين بكينوموسكو، بالتزامن مع بدء القوتين مناورات بحرية لا سابق لها في البحر الأبيض المتوسط، وتشارك فيها لمدة 11 يوماً 9 سفن حربية روسية وصينية. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا): «تثبت المناورات ان البلدين سيتعاونان للحفاظ على السلام والنظام الدولي ما بعد الحرب، وهي ضمانة للمساهمة في عالم افضل». وتعززت العلاقات بين البلدين العضوين الدائمين في مجلس الأمن خلال السنوات الأخيرة، بالتزامن مع تفاقم الهوة بين موسكو والغرب، وتزايد مخاوف جيران بكين من طموحاتها وقوتها. وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية: «رغم الفوارق الثقافية يتساوى البلدان بعكس علاقة السيد بالخادم التي تربط الولاياتالمتحدةباليابان». الى ذلك، تؤكد هذه المناورات ارادة الصين في توسيع رقعة نفوذها العسكري بعيداً من اراضيها. وأعلن رئيس جيبوتي اسماعيل عمر جيله الأسبوع الفائت ان بكين تناقش مع بلاده انشاء قاعدة عسكرية في بلده الصغير الواقع في قرن افريقيا. وفي مناورات تعتبر الأولى من نوعها بين الأرخبيلين المستنفرين لمواجهة الطموحات العسكرية الصينية، اجرت سفن حربية يابانية وفيليبينية تدريبات مشتركة ليوم واحد على بعد اقل من 300 كيلومتر من شعاب مرجانية تسيطر عليها الصين في بحر الصينالجنوبي، لكن الفيليبين تطالب بها. وتهدف المناورات كما اعلن رسمياً الى تعزيز العمل التنسيقي بين بحريتي البلدين. لكن خبراء يقولون انها توجه اشارة قوية الى الصين. واعتبر مايكل تاسيك الأستاذ في جامعة ستيفن اف. اوستن. بتكساس، ان هذه المناورات «تؤكد ان جيران الصين في منطقة المحيط الهادىء بدأوا يتحالفون ضدها». وكتب ان «اليابان والفيليبين وفيتنام وبلداناً اخرى حتى الهند، مهددة بسلوك الصين». ويعتبر جنوب بحر الصين تقاطع طرق بحرية حيوية للتجارة العالمية، وتختزن اعماقه احتياطات هائلة من النفط. وتطالب فيتنام وماليزيا والفيليبين وسلطنة بروناي بالسيادة على الأجزاء الإستراتيجية لهذا البحر، لكن بكين تطالب بالسيادة على كل هذه الأجزاء تقريباً استناداً الى خرائط تعود الى الأربعينات من القرن العشرين وتستعرض قوتها، ما يفجر الهواجس في المنطقة. الى ذلك، صرح قائد الجيش الفيليبيني الجنرال غريغوريو كاتابانغ بأن قواته تعطي أولوية لبناء قاعدة بحرية على الساحل الغربي للبلاد في مواجهة جزر سبراتلي المتنازع عليها مع الصين، رغم تأخير التنفيذ بسبب مشاكل تمويل. وقال بعدما اصطحب صحافيين إلى جزيرة تسيطر عليها الفيليبين ضمن جزر سبراتلي: «نشعر أن هذه أولوية بسبب الوضع الأمني الناشئ، وسنسمح بتوقف سفن أميركية ويابانية وفيتنامية في الميناء بمجرد انتهاء العمل في المنشأة.