يقول نبي الهدى عليه الصلاة والسلام (أنتم شهداء الله في الأرض)، حين مرت جنازة بنفر من الصحابة فمدحوا صاحبها فقال وجبت، أي أنه لم يأت المدح من فراغ بل لمعرفة بسيرة الراحل وأخلاقه. فجع كل من عرف عبدالرحمن بن حمود العتيق حق المعرفة، خلقه وسمته وبشاشته وروحه، ومع الايمان بقدر العزيز الحكيم الا أن الفاجعة ألهبت القلوب ولا نقول الا مايرضي الرحمن فإنا لله وإنا إليه راجعون. وما يخفف المصيبة كما قلت هو سيرة هذا الشاب في حياته، مما يمنح الايمان برحمة المولى القدير لهذا الابن البار بوالديه واحسانه اليهم ولاقاربه ومعارفه، يترسخ هذا الايمان برحمة الرحمن الرحيم لمدى الدعاء الذي يردده كل من له صلة بعبدالرحمن وهي احدى علامات الخير الذي آل اليه باذن الواحد القهار. وأقول لأخي أبي ياسر صبر جميل فسوف تلقاه في جنة عدن برحمة الله وفضله ومشيئته، أنت ووالدته وأبناؤك وكل محب له، ألم يرحل وأنت عنه راض، فلله الحمد وله الأمر من قبل ومن بعد. وإن الله اذا أحب قوما ابتلاهم، وأنت يا أخي أبو ياسر بعقلك الرزين وخلقك الفياض وايمانك الراسخ بقضاء الله وحكمته حري بادراك هذه المعاني الجليلة وتذكرها على الدوام. وان رحل ابن لك عن هذه الدنيا فلديك بفضل الله ومنته رجال يشتد بهم العزم وتقر بهم العين، جعلهم الله قرة عين لك وسندا وذخرا مديدا بإذن الله العزيز الكريم. انما هذه الدنيا دار عبور وهنيئا لمن رحل بسيرة عطرة وألسنة تدعو بالرحمة حينا وتثني عليه حينا، والفقيد عبدالرحمن أحدهم وأحسبه كذلك والله حسيبه، وليس هذا بمستغرب على سليل هذه الأسرة العريقة الكبيرة برجالها وسيرتهم ومناقبهم في عروس الجبلين حائل وغيرها من مدن هذا البلد الطيب. رحم الله الفقيد وأسكنه جنات عدن وجمعه بأهله وأحبابه فيها، والدعاء بالمثل لكل من يقرأ هذه السطور، والحمد لله رب العالمين.