اختتم مؤتمر الشرق الأوسط للاستراتيجيات الإعلامية نهاية الأسبوع الماضي أعماله بتوصيات واستراتيجيات، تهدف لوحدة الإعلام الخليجي، والتصدي للغزو الإعلامي المضاد. وكان المؤتمر قد عُقد بتنظيم من بروميديا العالمية ومجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر)، تحت رعاية مستشار جلالة ملك البحرين لشؤون الإعلام الأستاذ نبيل الحمر، الذي أكد في كلمته أن منظومة دول الخليج العربية مهددة في قيمها وثوابتها بسبب ضعف مقومات الأمن الإعلامي، وسط تعرضها لهجمات إعلامية مبرمجة، تستهدف ممارسة الضغوط عليها؛ وأن هناك حاجة ماسة إلى رسالة إعلامية، تعكس قيم ومبادئ وعادات وتقاليد المجتمع الخليجي. كما أكد رئيس منظمات مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) طارق آل شيخان أن «المجلس ومنظماته لن تسمح ولن تتساهل أمام أي جهة أو شخص مهما بلغت قيمته ودرجته السياسية أو أي اعتبارات أخرى إذا أراد المساس بأمن ووحدة مملكة البحرين أو أي دولة خليجية». وكان المؤتمر قد عقد في يومه الأول عدداً من الجلسات حول الهوية والثقافة الخليجية، ودور التلفزيون والإذاعة الحكومية في تعزيز الهوية الخليجية والمؤسسات الصحفية العربية، والدور الوحدوي القومي، والسلبيات والإيجابيات للمؤسسات الإعلامية الخليجية. كما افتتح اليوم الثاني جلساته بمناقشة ميثاق شرف إعلامي خليجي موحد والأمن الإعلامي الخليجي والاستراتيجيات المطلوبة. وقد أصدر المؤتمر بيانه الختامي الذي حفل بعدد من التوصيات، التي كان أهمها: 1 - التركيز على أجندة الأولويات الخليجية في الخطاب الإعلامي الصحفي الوطني. 2 - ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية والصحفية بتبني فكر الوحدة الخليجية كأساس ومرتكز أولي لأبجدياتها الإعلامية. 3 - تبنى المؤتمر ميثاق كوغر للصحافة والإعلام الخليجي كمرجعية صحفية وإعلامية للمؤسسات الصحفية والإعلامية الخليجية، حكومية أو مؤسسات مدنية. 4 - ضرورة التصدي بكل حزم للخطاب التحريضي الطائفي والتكفيري الصادر من المنابر الدينية، مع ضرورة دعم ومساندة الخطاب الإسلامي المعتدل الذي يعبّر عن قيم التسامح والتراحم وتقبُّل الآخر والتعايش معه. 5 - تعزيز وتعميق ودعم المشاريع الإعلامية والصحفية الخليجية كمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك. 6 - ضرورة التصدي بكل حزم لوسائل الإعلام المضادة، وعدم الاكتراث والرضوخ للمنظمات الإقليمية والغربية المشبوهة والمسيسة. وقد تم خلال المؤتمر توزيع جوائز (كوغر)، وحصل الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة على لقب جائزة (كوغر) للشخصية الصحفية السعودية والخليجية لعام 2015، فيما حصل على جائزة (كوغر) للشخصية الصحفية الكويتية مناصفة كل من فيصل القناعي وعدنان السيد، وعلى جائزة (كوغر) للشخصية الصحفية البحرينية أنور عبد الرحمن. هذا، وقد هنأ رئيس منظمات مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) الدكتور طارق آل شيخان الزميل خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة بفوزه بلقب جائزة (كوغر) للشخصية الصحفية السعودية والخليجية لعام (2015)، وكلاً من فيصل القناعي وعدنان السيد وأنور عبد الرحمن لحصولهم على جائزة (كوغر) للصحافة في الكويتوالبحرين، مؤكداً أن «هذا اللقب يأتي تقديراً لجهود ومسيرة الصحفيين والإعلاميين، وما قدموه للصحافة من عمل أسفر عن وجود مدرسة صحفية سعودية وخليجية متميزة، واعترافاً وامتناناً من الجمعية الخليجية للصحافة وحرية الإعلام بكوغر (غاب إف إم) لمسيرته الصحفية، التي من خلالها أثبتت الصحافة السعودية والخليجية قدرتها على أن تكون معبرة عن هوية المجتمع ورديفاً مخلصاً لبناء الوطن ودول الفائزين. وقال آل شيخان في تصريح صحفي: «إن حصول الزميل المالك على هذا اللقب الذي تدشنه (غاب إف إم) إنما هو للاعتراف بالدور الكبير لمؤسسي الصحافة السعودية يأتي اعترافاً بالإنجازات الصحفية له خلال مسيرة صحفية وإعلامية سعودية وخليجية وعربية طويلة قام بها، تكللت بنجاحات صحفية وإعلامية، ساهمت في الارتقاء بالصحافة السعودية والخليجية». مضيفا بأنه «تم تسليم درع وشهادة اللقب خلال حفل افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط الأول للاستراتيجيات الإعلامية، الذي عُقد يومي الثامن والتاسع عشر من مارس الجاري بالمنامة، بالتعاون مع بروميديا العالمية/ الكويت لتنظيم المؤتمرات والدورات التدريبية، وقد كان تحت رعاية كريمة من قِبل سعادة المستشار الإعلامي لجلالة الملك نبيل الحمر». الجدير بالذكر أن الزميل ماجد البريكان مدير مكتب الجزيرة في المنطقة الشرقية هو مَن تسلَّم الجائزة نيابة عن الزميل خالد المالك. وقال الأستاذ طارق آل شيخان إن جائزة (كوغر) تهدف إلى الاعتراف بما قدمه الجيل المؤسس للصحافة الخليجية من تراث إعلامي وفكر وفلسفة، تعتبرها (غاب إف إم) الملهم لها، والأساس الذي تنطلق منه؛ إذ إن الجيل المؤسس للإعلام والصحافة الخليجية يُعتبر في نظر (غاب إف إم) هو الأساس، وهو الركيزة، وهو الفكر والهوية الخليجية، التي لن تحيد عنها. وأكد أن الجائزة تمنح وفق ثلاثة معايير، هي: أن تكون الشخصية التي تمثل هذا الجيل قد عملت بالمجال الإعلامي مدة أكثر من عشرين سنة، وأن تكون قد ساهمت في الدفاع عن حرية الإعلام خلال مجال عملها، وأخيراً أن تكون ساهمت بتأسيس منبر إعلامي، يعزِّز مفهوم الحرية الإعلامية الخليجية.