نوَّه معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، بما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في حفل افتتاح المؤتمر العالمي (الإسلام ومحاربة الإرهاب) الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بمقرها في مكةالمكرمة، مؤكِّداً أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقت يشهد فيه العالم انتشار ظاهرة الغلو والتطرف التي كان من ثمارها سفك الدماء المعصومة وانتهاك الحرمات، وتشويه صورة الإسلام. وقال معاليه: إن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –أيده الله- لهذا المؤتمر، وما أكَّد عليه من قضايا مهمة دليل على اهتمام مقامه الكريم بتطبيق الإسلام الصحيح بمنهجه الوسطي المعتدل وفق ما جاء به الكتاب والسنة ووفق فهم السلف الصالح، وهو المنهج الذي سارت عليه هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد باني هذه الدولة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن –رحمه الله-. وأوضح معاليه أن الإرهاب خطر على الدين والعقيدة والفكر وعلى الأنفس والممتلكات، داعياً الأمة إلى الأخذ عن العلماء الثقات المعروفين بسلامة العقيدة واعتدال المنهج الذين ينفون عن الدين تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين، قال تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)، محذِّراً من أخذ الفتيا من غير أهلها الذين يلوون أعناق النصوص الشرعية لخدمة أهوائهم ومصالحهم الشخصية، ممن سلكوا مسلك الخوارج واتخذوا الغلو والتطرف والتكفير منهجاً لهم. وأضاف معاليه: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله-ذات دلالات عميقة وجاءت مؤكِّدة على أمور في غاية الأهمية، والأمة أحوج ما تكون إلى تأملها، حيث أكَّد -أيده الله-على أن الإرهابيين الضالين المضلين قد أعطوا الفرصة للمغرضين المتربصين بالإسلام للطعن فيه، وأن جرائمهم المنكرة جردت الحملات العدائية ضد الأمة ودينها وروجت صورة الإرهاب البشعة على أنها طابع الإسلام. وسأل معاليه الله تعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين، وأن يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، خير الجزاء على ما قدموا ويقدمونه لخدمة ديننا ووطننا، وترسيخ هذا الدين بمنهج الوسطي البعيد عن الغلو والتطرف.