تحتفل دولة الكويت اليوم الأربعاء وغدا الخميس بعيدها الوطني ال54 والذكرى ال24 للتحرير، وتتضمن الاحتفالات الكثير من الفعاليات، وفي مقدمتها حفل مسير قائد العمل الإنساني الذي يرعاه رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح عصر اليوم الأربعاء. وأكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون العمليات اللواء جمال حاتم الصايغ اكتمال الاستعدادات للاحتفال، مبينا أنه بناء على توجيهات معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح فقد تم إعداد خطة أمنية متكاملة للاحتفالات حيث يقف قطاع العمليات على أهبة الاستعداد للقيام بواجباته في التنسيق الأمني لعموم القطاعات الأمنية المشاركة في الاحتفالات. وأوضح اللواء الصايغ أن الخطة يشرف عليها ويتابعها وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان فهد الفهد وترتكز على دعم الإيجابيات وتلافي السلبيات التي ظهرت من خلال تنفيذ الخطط الأمنية السابقة على مدار الاحتفالات الوطنية في الأعوام الماضية. وشهدت الاحتفالات بالأعياد الوطنية لدولة الكويت مراحل عدة لكل منها خصوصيتها ومرت بالكثير من التغييرات عبر التاريخ مجسدة ذكريات وأياما محفورة في الوجدان بدءا من ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي، ففي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت الاحتفالات بالعيد الوطني تقام على امتداد شارع الخليج العربي بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة وكان طلاب وطالبات المدارس يشاركون في هذه الاحتفالات إضافة إلى الفرق الشعبية، كما أن جميع محافظاتالكويت النصيب الأكبر من هذه الاحتفالات. وفي عام 1985 وبمناسبة مرور ربع القرن على الاستقلال تم إعداد ساحة العلم بموقعها القريب من شاطئ البحر لإقامة احتفالات العيد الوطني وتم رفع أطول سارية لعلم الكويت في هذه الساحة، ولهذا سميت بساحة العلم وتقدر مساحتها ب100 ألف متر مربع تقريبا، ويصل ارتفاع السارية إلى 36 مترا. وتعيش دولة الكويت هذه الأيام احتفالاتها في ظل قيادة أميرها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح وسمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والتفاف الشعب حول هذه القيادة لتمضي بسفينة هذا البلد نحو شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار. ويعد يوم 19 يونيو عام 1961م هو يوم الاستقلال الفعلي للكويت عن الاحتلال البريطاني حين وقع الأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم ال11 للكويت وثيقة الاستقلال مع السير جورج ميدلتن المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي نيابة عن حكومة بلاده وألغى الاتفاقية التي وقعها الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت مع بريطانيا في 23 يناير عام 1899م لحمايتها من الأطماع الخارجية. وبدأت الكويت احتفالها بعيدها الوطني الأول في 19 يونيو عام 1962م، حيث أقيم بهذه المناسبة عرض عسكري كبير في المطار القديم الواقع بالقرب من دروازة البريعصي، وفي ذلك اليوم ألقى الأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح كلمة قال فيها (إن دولة الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحبور، بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدما في بناء هذا الوطن والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين). وفي 18 مايو عام 1964م تقرر تغيير موعد العيد الوطني كونه يأتي في فصل الصيف الشديد الحرارة وتم دمجه مع يوم 25 فبراير الذي يصادف ذكرى جلوس الأمير عبدالله السالم الصباح، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل في عيد استقلالها في 25 فبراير كل عام بالعيد الوطني. وبدأت الكويت منذ عام 1962م بتدعيم نظامها السياسي بإنشاء مجلس تأسيسي مهمته إعداد دستور لنظام حكم يرتكز على المبادئ الديمقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها، ومن أبرز ما أنجزه المجلس مشروع الدستور الذي صادق عليه الأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح في نوفمبر 1962م لتدخل بلاده مرحلة الشرعية الدستورية، حيث جرت أول انتخابات تشريعية في 23 يناير عام 1963م. وتوضح المادة السادسة من الدستور أن نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين في الدستور، ويقوم نظام الحكم في الكويت على أساس فصل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية مع تعاونها، ولا يجوز لأي سلطة منها النزول عن كل أو بعض اختصاصها المنصوص عليه فى الدستور. ويسود الكويت النظام القضائي المدني الراسخ المتفتح والمؤهل لحل النزاعات، مما أكسبها احتراما دوليا وأتاح لها علاقات سياسية واقتصادية راسخة ومتينة مع مختلف دول العالم. ومنذ استقلال الكويت وهي تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ، وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم ورفاه ورقي الشعوب كافة. واستطاعت الكويت أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها ودورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك، كما كان لها دور مميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الإقليمي والدولي من خلال هيئة الأممالمتحدة ومنظماتها التابعة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز. كما حرصت الكويت منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية ورفع الظلم عن ذوي الحاجة حتى بات العمل الإنساني سمة من سماتها وتم منح أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب (قائد للعمل الإنساني) في سبتمبر 2014م.