صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن اعتقال إسرائيل لأطفال فلسطين يتناقض مع مبادئ السلام، كما أنه مخالف لكل القوانين الدولية والإنسانية.. داعياً في الوقت ذاته إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة الأطفال منهم. وأكد الرئيس عباس خلال استقبال الطفلة الفلسطينية الأسيرة المحررة «ملاك الخطيب»، التي أفرج عنها قبل أيام عدة من سجون الاحتلال، وذلك بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، أن قضية الأسرى الفلسطينيين وتحريرهم تحتل الأولوية لدى القيادة الفلسطينية. وتعد الطفلة «ملاك» أصغر أسيرة فلسطينية تم اعتقالها في سجون الاحتلال. ووفقاً لمصادر الجزيرة الرسمية في فلسطين، فإن قرابة ثلاثمائة قاصر فلسطيني (أقل من 18 عاماً) معتقلون في سجون الاحتلال، وموزعون على سجون «مجدو» و»هشارون» و»عوفر». وأكد مدير مركز أحرار الفلسطيني فؤاد الخفش أن قرابة 300 طفل فلسطيني لا يزال الاحتلال مستمراً في اعتقالهم دون وجه حق، وبشكل يخرق معالم الإنسانية والبشرية. في غضون ذلك، نقلت محامية هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية «هبة مصالحة» شهادات مفزعة عن تعذيب وضرب الأطفال الفلسطينيين الأسرى بطريقة وحشية على يد جنود جيش الاحتلال والمحققين الإسرائيليين. وقالت المحامية مصالحة التي زارت عدداً من الأطفال الأسرى في سجن الشارون الإسرائيلي: إن الأسير الطفل «محمد زياد خيري زيداني - 16 سنة» من سكان سلوان قضاء القدس، وما زال موقوفاً في سجن الشارون للأطفال، وتعرض لصعقات كهربائية خلال اعتقاله؛ وذلك لانتزاع اعترافات منه. وغالباً ما توجه سلطات الاحتلال للأطفال الفلسطينيين التهم بإلقاء الحجارة على جنود الاحتلال ومستوطنيه. وقال الأسير الطفل «زيداني» في شهادته للمحامية مصالحة إنه اعتُقل من بيته الساعة الثانية ليلاً على يد قوات خاصة ووحدات من الجيش بعد اقتحام المنزل، وقلبوا البيت رأساً على عقب، وتم اقتياده إلى مركز التحقيق في معسكر المسكوبية. وأفاد الطفل «زيداني» بأنه قبل وصولهم به إلى المسكوبية أوقفوا السيارة العسكرية التي تقله، وأنزلوه إلى الشارع، وانهالوا عليه بالضرب المبرح بأيديهم وأرجلهم بشكل وحشي، وأُصيب بكسور ورضوض في أنحاء جسده كافة. وقال الطفل «زيداني» في معتقل المسكوبية إنهم أجبروه على أن يركع على قدميه، ويضع رأسه بين رجليه ويداه مقيدتان إلى الخلف ومعصوب العينين، وأبقوه على هذا الوضع مدة 4 ساعات، وأن التحقيق استمر معه مدة 12 ساعة بلا طعام. وقال الأسير زيداني إنه خلال جولات التحقيق التي تستمر بعد منتصف الليل كان المحققون يوجهون له الضربات على وجهه وبطنه، وفي إحدى المرات قام المحقق بإحضار جهاز وضعه على قدمه، وضغط على أحد الأزرار الموصول بالكهرباء، وشعر بصعقة كهربائية تجتاح قدمه وجسمه كله، وبأوجاع رهيبة في قدميه. وأفاد الطفل «زيداني» بأنه أمام إصرار المحقق الإسرائيلي على أن يعترف بما يريد أعاد استخدام الصعقات الكهربائية ثلاث مرات متتالية، ولم يعد يحتمل، وأخذ يصرخ بأعلى صوته من الألم.