يعيش نادي الهلال منذ استلام أسطورته سامي الجابر تدريب فريقه الكروي أزمة حقيقية بدأت تتضح منذ مغادرة الجابر تدريب الهلال، وبدأت تكبر وتتضح ملامحها مع بداية هذا الموسم، وبدأت تلك الأزمة تفرز لنا أشخاصا اهتموا بشكل كبير بالأسماء بعيدا عن المصلحة العامة للكيان الهلالي، مما جعل الصراع الهلالي - الهلالي يحتدم في الفترة الأخيرة ما بين إدارة نادي الهلال ومناصريها وبين «التويتريين» الذين يحاولون أن ينتصروا لرؤيتهم المبنية على أن إقالة سامي الجابر كانت خاطئة، يدفعهم لذلك عاطفة جياشة ومحبة استحقها ابن الهلال البار. في مشهد الصراع الهلالي - الهلالي كلٌّ يحاول أن ينتصر لرأيه على حساب الحقيقة حتى وإن كان على قناعة تامة بأن رأيه خاطئ، ولكن المشهد يجبره على ألا يتنازل عن دوره حتى يكون بطلا في مشهد لم يظهر في الهلال إلا في زمن الإعلام الجديد الذي لم يعرف بعض الهلاليين التعامل معه كما ينبغي ولمصلحة الهلال، ولذلك بدأت تتشكل ملامح الخطر القادم الذي قد يؤدي بالهلال للمجهول متى بقيت الصراعات محتدمة، وكل من أبطال الصراع متمسك برأيه من دون إدراك لعواقب الأمور...! الصراع الهلالي - الهلالي لا بد من الاعتراف به وعدم تجاهله والإسراع في حله حتى لا يكبر وتنتج عنه أمور قد تضر بمصلحة الهلال سواء في المرحلة الحالية أو في المستقبل. الشواهد على الصراع الهلالي - الهلالي كثيرة وكثيرة جدا، ولكن من أبرزها، مشهد الصراع على مدرب فريق الهلال الروماني ريجي الذي بدأ منذ استلامه للفريق، فالإدارة تشيد بهذا المدرب وتقول انه أبرز مدرب مر على تاريخ نادي الهلال، وفي المقابل تبرز آراء الطرف الآخر لتؤكد أن ريجي أسوأ مدرب مر على تاريخ نادي الهلال، بينما من ينظر للأمور بحيادية تامة سيؤكد أن ريجي ليس الأفضل وليس الأسوأ، بل هو مدرب جيد لديه بعض الأخطاء لكنها أخطاء يرتكبها معظم مدربي العالم...! مشهد آخر، «التويتريون» أو الجهة المعارضة تطالب برحيل لاعب المحور الروماني بينتلي، ويصفونه باللاعب العادي، بينما تتمسك الإدارة والمدرب باللاعب، وفي المقابل يتمسك «التويتريون» بالمدافع الكوري كواك، ويؤكدون أن رحيله خسارة، بينما الإدارة ليس لديها أي مانع في الاستغناء عنه وجلب مهاجم يحل الإشكالية التي يمر بها الفريق بعد إصابة ياسر القحطاني وإيقاف ناصر الشمراني على المستوى الآسيوي..! مشهد ثالث، الإدارة في وقت سابق تؤكد أنها ستوقع مع مهاجم عالمي، والأنصار يصفقون لها، ويشيعون الأخبار ليعم الهدوء بعد عاصفة كادت أن تخرج الإدارة من الباب الخلفي، لكن حينما هدأت الأمور، جاءت الأخبار لتؤكد أن الإدارة تعاقدت مع المهاجم اليوناني ساماراس بديلا عن المدافع الكوري كواك، وهذا ما أغضب بعض الجماهير بعد أن تحرك «التويتريون» وحكموا على اللاعب بالفشل قبل مشاهدته على أرض الواقع...! كل هذه المشاهد والتناقضات التي يعيش فيها الهلال جاءت لتؤكد أن زعيم آسيا يعيش في أسوأ مراحله من جميع النواحي، وكلٌّ من أبطال مشهد الصراع الهلالي يحاول الانتصار لرأيه ورؤيته، لذلك طالبنا برحيل الإدارة الحالية حتى لا تكبر أزمة الهلال، ويكثر في مشهد الصراع الهلالي الممثلون الباحثون عن الشهرة والانتصارات الذاتية، ولكن إن استمر الحال على ما هو عليه، فإنَّ الخاسر الأكبر هو النادي الذي أفرح جميع محبيه بانتصارات وإنجازات وبطولات لم يستطع الاقتراب منها أي ناد آخر. بقي أن نؤكد أنه يجب على الهلاليين كافة مراعاة مصلحة الهلال بعيدا عن الصراعات التي لن تخدم الهلال بقدر ما تضره، وعلى الحكماء في الهلال أن ينظروا لواقع الحال، وعليهم أن يتدخلوا لحل أزمة نتجت بفعل فاعل، فالهلال مقبل على مرحلة خطيرة يجب أن يعيها من هم حوله بعيدا عن تطبيل البعض.