مثلما طالبنا الموسم الماضي النصر والأهلي وغيرهما من الفرق الغائبة عن بطولة الدوري، بالاقتداء بخطوات وتحركات فريق الفتح الحائز على بطولة دوري زين، أجدني أكرر نفس المطالبة مجدداً باتجاه الأهلي وحتى الهلال والشباب والاتحاد للاستفادة من نجاحات إدارة الأمير فيصل بن تركي، والتي أعادت النصر للبطولات بجهد كبير وتعب واضح وإنفاق سخي لا حدود له.. في سنوات الغياب النصراوية كنا دائماً نحذِّر مسيريه وإعلامييه وجماهيره من عواقب الاستسلام لنظرية المؤامرة، وأن إخفاقاته المتتالية هي نتاج طبيعي ومتوقع لسوء إدارته وعدم احترامه لحقوق وتفوُّق منافسيه، وأنّ البطولات لا تتحقق بالهروب من الواقع إلى الأحلام والأوهام، لكنه حينما دفع مهر البطولات وبذل الغالي والنفيس من أجلها رأيناه الموسم الماضي ينافس عليها ويقترب منها، وها هو في الموسم الأخير يكمل طريقه نحو المنصات بنجاح وثبات وثقة وثقافة افتقدهما كثيراً لما يقارب العشرين عاماً.. من يتابع التحركات والتعاقدات الأهلاوية المبكرة حالياً، سيجد أنها شبيهة إلى حد كبير بما كان عليه النصر في المواسم الأخيرة، وهو بذلك بدأ يفهم ويتفهّم واقعه الحقيقي وما هو مفترض أن يقوم به إذا ما أراد تتبع خطوات الفتح والنصر والعودة إلى منجزاته التي أبهرت الجميع، وصنعت منه وله قلعة الذهب والكؤوس والبطولات، نتمنى أن نراه هكذا ليكون إضافة ونقلة فنية وجماهيرية له وللكرة السعودية.. طابور الهلال الخامس!! مرّ الهلال في الأسبوعين الأخيرين بواحدة من أشد وأصعب الأزمات في تاريخه، كان فيها الانقسام حول المدرب سامي الجابر، بين مختلف مكوّناته الإدارية والشرفية والجماهيرية والإعلامية واضحاً، الأمر الذي لم يتوقف عند حدود قرار بقاء أو رحيل سامي، وإنما أفرز الكثير من الرؤى والقناعات، وأيضاً الاختلاف حد الخلاف على قضايا وملفات وأحداث أخرى قديمة وجديدة، ظل الهلاليون يتداولونها على استحياء.. من أكثر القضايا المثيرة لجدل واستياء واستغراب الأوساط الهلالية كانت قضية تسريب أخبار النادي، وزاد في سخطهم أنّ المستفيد منها جهات وأشخاص معروفون بعدائهم وحقدهم وحروبهم وتآمرهم على الهلال، خصوصا أنها تكررت كثيراً، كما أنها لا تقتصر على مجرد أخبار اعتيادية تندرج في إطار السبق الصحفي، بل تتعلق في صميم القرارات المفصلية والمصيرية للنادي، كما حدث في قرار الاستغناء عن سامي واختيار البديل الروماني ريجيكامب (ريجي)، وفي توقيت وظروف غيّبت فيها الحقيقة عن أقرب الهلاليين..! أكتب عن كارثة (التسريب) لأنها تجسِّد الخيانة بكل معانيها ومفاهيمها، ولأن لها دلالات خطيرة تمتد لتصل إلى التحكم والتدخل في صنع القرار، أو على الأقل التأثير عليه بطريقة تلحق الضرر بالهلال وتدمر وتفسد استقراره، وخصوصا أن المسرب يتعامل مع أطراف يعلم جيداً أنها تكره الهلال، وتسعى وتخطط بكل قوة إلى عرقلته والقضاء عليه، ما يعني أنه شريك رئيس وخطير لابد من فضحه وإيقاف عبثه وتلاعبه، وهو بالمناسبة بات معروفاً من قِبل صنّاع القرار الهلالي، بحسب ما ذكره وأكده الأمير عبد الله بن مساعد في حواره الأخير مع إذاعة ufm.. فهل تتخذ الإدارة الهلالية القرار الصح والمنقذ لها وللكيان، وتقوم بطرده أو على الأقل عزله مهما كانت صفته، أم ستعجز وتعود لذات الدوامة؟! انسوا سامي ..! يرتكب البعض من المحسوبين والكثير من جماهير الهلال خطأ فادحاً بحق حاضر ومستقبل فريقهم الكروي بدءاً بالدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا، وذلك في حالة استمرار تباكيهم وتحسُّرهم على قرار إلغاء عقد المدرب سامي الجابر، لدرجة دفعتهم وجعلتهم يبررون لأنفسهم الهجوم على المدرب الروماني (ريجي)، صحيح سامي أسطورة وظاهرة ويمتلك شعبية جماهيرية كاسحة وغير مسبوقة، لكن الأصح أنّ مصلحة الهلال تكمن في قرار ورأي وقناعات الإدارة، وهي من تملك التقييم المنصف والدقيق للمدرب بغضّ النظر عن كونه نجماً ورمزاً هلالياً أو من جنسية أخرى كما حدث مع غيره من المدربين، وهي وحدها من تتحمل تبعات ونتائج القرار سلبية كانت أو إيجابية.. هؤلاء يعكرون ويوتّرون أجواء الهلال من حيث يريدون أو لا يريدون، ويغلبون عواطفهم وإعجابهم بسامي على مصلحة ناديهم، والأسوأ من هذا قيامهم بحملات تشكيك ضد مدرب يُعد حالياً الأفضل والأبرز في رومانيا، وهم بذلك يتساوون بل هم أكثر خطورة من الأصوات ووسائل الإعلام المضادة والمتحمسة لتحطيم وتشويه صورة كل ما هو هلالي.. على الهلاليين بكل فئاتهم التعامل مع سامي على أنه مجرّد مدرب طويت صفحته، وأنّ الحديث عنه والخوض في استرجاع أيامه وتفاصيل عمله مضيعة للوقت ولن يضيف شيئاً للفريق الأزرق، سوى المزيد من التأزيم والانقسام والصراعات الداخلية السخيفة المؤذية..