قبل نحو عامين ونصف العام، وعندما كنت المشرف العام على صحيفة (عاجل) الإلكترونية، هاتفني شاب لا أعرفه طالباً مني أن أنشر معاناة شقيقته الصغيرة (ريم)، التي أكد لي أنها ترقد دون حراك منذ تسعة أشهر بمستشفى الملك فهد التخصصي بمدينة بريدة نتيجة ورم بين الفقرتين الرابعة والخامسة، وأن الأطباء لا يملكون الإمكانات لعلاجها سوى إعطائها المسكنات، وحالتها تزداد سوءاً يوماً بعد آخر.. طلبتُ منه إرسال صور لشقيقته وهي على فراش المستشفى، وللتأكد هاتفت صديقاً لي يعمل هناك؛ فأخبرني بالتفاصيل نفسها؛ فأصبح الموضوع مكتمل الصورة أمامي.. يوم الأربعاء 30 رجب 1433، 20 يونيو 2012، الساعة 09:46 صباحاً، نشرت معاناة ريم مناشداً صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي كان يشغل آنذاك منصب ولي العهد، وكتبت قصة ومعاناة ريم الرشيدي تحت عنوان (ريم تناشد سلمان بن عبد العزيز قبل أن يطولها الشلل ودموعها تملأ تخصصي بريدة حزناً..). يوم السبت 03 شعبان 1433، 23 يونيو 2012، 12:07 ظهراً، اتصل بي شقيق ريم فرحاً: «أبشرك يا أستاذ سلطان بأن الأمير سلمان وجّه بنقل أختي للرياض بالمستشفى العسكري، وبكرة تبي تجي طيارة خاصة للإخلاء الجوي الصحي تبي تشيلها من بريدة للرياض».. بين السماء والأرض كانت فرحة ريم وأهلها لا تسع الكون، وألسنتهم لم تجف وهم يدعون لسلمان بن عبدالعزيز.. وصلت ريم، واستُقبلت بترحاب واهتمام، وأُجريت لها عملية ناجحة، وبدلاً من أن تكون مقعدة خرجت على قدميها بفضل الله، ثم وقفة أمير يحمل قلب إنسان.. خرجت ريم لتحمل لقب (محاربة السرطان)، ففي كل محفل توجد لترسل إشارات الشفاء للأطفال المصابين بهذا المرض، ولتخبرهم بأن الإرادة تنتصر عليه.. أدركُ تماماً أن الملك سلمان بن عبدالعزيز لا يعرف ريم.. لا يعرف أهلها.. ليس لديها صلة بمن حوله.. هو نداء القلب الكبير.. الروح التي تحتضن كل ثرى الأرض السعودية.. الإنسانية التي لا تقف عند حد.. ريم هي مجرد رقم من أرقام معلنة وغير معلنة بتاريخ هذا الملك الكبير روحاً وأخلاقاً وإنسانية.. قصة ريم وغيرها تكشف أن نبض سلمان يصل لكل شرايين المملكة.. يدفعها للحياة والنجاح.. من حق التاريخ أن يروي قصص سلمان.. إنها قصص ملهمة.. مفرحة.. قصص إنسانية متوارثة لدى أسرة مالكة، حملت كتاب الله وسُنة رسوله بين أكفها وداخل قلوبها محتضنة إياه بأرواحها.. هذا هو سلمان.. وها هم آل سعود الذين عاهدوا الشعب على أن يكونوا القادة الأقرب والأصدق والأوفى، فأثبتوا ذلك بكل امتياز.. من حقي بوصفي سعودياً أن أتباهى بسلمان بن عبدالعزيز وبالأسرة المالكة.. من حق الشعب كله أن يفخر بهذا الملك الإنسان.. أدام الله علينا نعمة الأمن والاستقرار، وحفظ الله وطننا من كل سوء، إنه سميع مجيب..