وقد فارق الناسَ الأحبّةُ قبلنا وأَعْيَا دَوَاءُ الموتِ كلَّ طبيب عندما انتقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى رحمة الله (بإذنه تعالى) وانتقلت الأمانة إلى صاحب السمو الملكي الأمير/ سلمان بن عبد العزيز آل سعود كان هذا الانتقال سريعاً وبطريقة سلسة؛ لأن الأمور كانت مهيأة فكانت البيعة سلاماً وأمناً على كل مواطن ومواطنة، وانتقال الحكم إلى ولي العهد وولي ولي العهد يدلّ على التنظيم الدقيق لهذا الانتقال، ولولا لذعة فراق حبيب المواطنين ووجه الخير لكان الأمر عادياً بسبب الخطوات الموفقة التي اتبعها الملك عبد الله بن عبد العزيز في الإصلاح والتطوير لكل ما يتعلق بالوطن والمواطن، وحفظ بذلك وطننا آمناً مستقراً مع ثبات المواقف للمملكة العربية السعودية داخلياً وخارجياً، وخلال أعوام حكمه تحققت إنجازات تنموية عملاقة في جميع القطاعات التعليمية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، تميّزت جميعها بالشمول والتكامل وحققت للمواطن ما يطلبه، ولكن الأهم من ذلك صواب رؤيته في نظام هيئة البيعة واختيار ولي ولي العهد، وهذا الاختيار يدلّ على عمق حكمته ونظرته المستقبلية لما يحقق الأمن والأمان للمواطنين فكأنه ينظر إلى قادم الأعوام بنظرة ثاقبة صائبة، ونظرته المستقبلية تطابقت مع الواقع بعد وفاته مباشرة، ولا أحد يعلم الغيب ولكن هناك مقدمات واستنباطات للمستقبل بحيث أصبح (العمل الذي سيكون) أصبح قد كان، فإرادته مستمدة من توفيق الله واعتماده عليه، قال أبو الطيب المتنبي: أمْضَى إرادته فسوفَ لَهُ.. قَدٌ واستغرَبَ الأقصى فثمَّ له هُنا مستنبطٌ من عِلْمِه ما في غَدٍ فكأنّ ما سَيَكُونُ فيه دُوّنا وكانت نتائج حكمة حبيب الشعب ووجه الخير ما يعيشه المواطن والمواطنة حالياً أمناً وأماناً ورخاءً.